اساتذتى الأفاضل
الصراع العسكري هو احد أوجه الصراع الذى تخوض به الشعوب معاركها ولكنه ليس كل أوجه ذلك الصراع
وعندما تتعرض دولة للغزو أو تكون مهددة به من جانب العدو
وعندما تتعرض امة باكلمها لإعلان الحرب عليها من جانب العدو
تكون مهمة العسكريين من أبناء هذه الأمة هى الاستعداد للقتال ومواجهة ذلك العدو والتصدى له بالقوة المسلحة
بينما تكون مهمة رجال الاقتصاد والصناعة هى تحويل اقتصاديات هذه الأمة إلى اقتصاديات حرب تدعم الجهود العسكرية لجيوشها وتؤمن الاحتياجات لشعوبها فى ظروف الحرب
ولا تقل مهمة المثقفين ورجال الفكر عن مهمة العسكريين والاقتصاديين
حيث يكون على أصحاب الكلمة أن يخوضوا الصراع بكلماتهم فيكون عليهم أن يستخدموا كلماتهم لتنبيه الأمة كلها إلى ذلك الخطر حتى يشارك الشعب كله فى مواجهة العدو والتصدى له
ويكون على أصحاب الكلمة أن يستخدموا كلماتهم فى تنبيه الشعب كله إلى خطر ذلك العدو ويغرسوا كراهيته فى قلوب ووجدان أبناء الشعب حتى يتحفزوا لمواجهته
ويكون على أصحاب الكلمة أن يستدعوا كل لحظات الكرامة والعزة فى تاريخ ذلك الشعب ليشعلوا روح الحماس والتضحية من اجل الوطن فى وجدان أبناء هذا الشعب
ويكون على أصحاب الكلمة أن يستحضروا بكلماتهم كل أبطال هذا الشعب على مدار التاريخ ويكرسوهم كرموز ومثل عليا وقدوة يحتذي بها حتى يشعلوا الحماسة وروح التضحية من اجل الوطن فى نفوس أبناء هذا الشعب
ويكون على أصحاب الكلمة أن يتصدوا إلى كل محالات ذلك العدو لخداع الشعب عن الحرب القادمة وخداعه عن عدائه لهم
ويكون على أصحاب الكلمة أن يتصدوا بكلماتهم لمحاولات العدو للتأثير على الروح المعنوية لهذا الشعب بهدم رموزه ومحاولة إشاعة روح الميوعة واليأس والإحباط بين أبنائه
ويكون على أصحاب الكلمة حفز الهمم بأشعارهم وكلماتهم التى تمجد صفات البطولة والشجاعة والتضحية وتمجد مقاومة العدو وتظهر أبطال المقاومة فى صورة مثل عليا ونماذج يحتذي بها
ويكون على أصحاب الكلمة أن يؤهلوا الشعب لتقبل التضحية من اجل الوطن بإعلاء قيمة المقاومة والإشادة بأبطالها وان يشيدوا بالوطن ويرسخوا الانتماء له فى وجدان أبناء الشعب
ولكن
على مدار التاريخ الانسانى كله
وفى جميع الدول والشعوب
هناك دائما جزء من أبناء الوطن يعمل عكس ذلك
سماهم الجنرال فرانكو الاسبانى بالطابور الخامس
وسماهم آخرون بالخونة والعملاء
وهذه النوعية تجدهم فى كل شعب وليسوا حكرا على امة بعينها
ونجد العسكريين منهم يبيعون الخطط العسكرية للعدو أو يتخاذلون عن مواجهة العدو او يفرون وسط المعركة
وتجد الاقتصاديين منهم يعملون على هدم اقتصاد الوطن لصالح العدو ويدعمون اقتصاد العدو بكل إمكانياتهم
وتجد أصحاب الكلمة منهم يستخدمون كلماتهم لخداع الأمة عن حقيقة ذلك العدو ويحاولون إلهائها عن الاستعداد لمواجهته بإثارة المعارك الفكرية التى تهدف إلى إشغال الأمة عن العدو بل يحاول البعض منهم إظهار ذلك العدو بصورة براقة على انه مثل أعلى وقدوة يجب أن نقتدي بها وطبعا لن يوجد من يتحفز لقتال مثله الأعلى وقدوته بل يحاول بعضهم إظهار ذلك العدو على انه صديق لا يبغى إلا خيرنا !!!!
والبعض منهم يستخدم كلماته لتحطيم كل رموز الأمة بينما يعمل البعض على خلق رموز جديدة لها من رجال الفن وسيداته ( هى حلقة تكمل بعضها بعضا ) بهدف إشاعة روح الميوعة فى أبناء الشعب
والبعض منهم يستدعى أسوأ اللحظات فى تاريخ الأمة لإشاعة روح اليأس والإحباط بين أبنائها
وكما قلت هذه النوعية من البشر ليست حكرا على العرب وحدهم بهم متواجدون فى كل امة وكل شعب
غير أننا للأسف امتزنا بكثرة نوع غريب من البشر هم السفهاء الأغبياء ( اعتذر عن الكلمات ولكن لايوجد غيرها لوصفهم )رغم أنهم من رجال الكلمة أيضا وهؤلاء تجدهم يسيرون على نفس نهج الخونة والعملاء يرددون نفس كلماتهم وأفكارهم بعدما ينبهرون بهم رغم ادعائهم للثقافة والعلم والفكر هم ينفذون أهداف العدو تطوعا
اساتذتى الأفاضل
أعلن الرئيس الامريكى صادقا أنها حرب صليبية ضد الإسلام الارهابى
وقد أثبتت الأحداث صدق كلماته وانه كان يعنى كل حرف قاله
فقد حضر الجيش الامريكى ودمر العراق واحتله تحت هذه الراية
واحتل أيضا السعودية والكويت وقطر والإمارات والبحرين فكما أقول التواجد العسكري الامريكى بهذه الدول ليس له اى مسمى آخر
وإسرائيل مازالت تحتفظ بعلمها كما هو والخطين الأزرقان به يمثلان النيل والفرات
إذا نحن فعلا وسط حرب أعلنت علينا
وهى حرب يسمع دوى رصاصاتها بوضوح فى العراق وفلسطين ويدوى على استحياء فى السعودية ويحاصر سوريا ومصر ويستعد للسودان
كلنا كعرب على الخريطة الأمريكية الإسرائيلية
أتمنى أن يراجع كل منا نفسه وكلماته ليرى لصالح من هى ؟؟والى اى جانب يقف بكلماته ؟؟والى ماذا تهدف فى هذه الحرب المعلنة علينا والتى نخوضها شئنا ذلك أم أبيناه ؟؟
جمال النجار