وداعا سعد الشاذلى - ::: منتديات نبض الأمل :::
أنت غير مسجل في ::: منتديات نبض الأمل ::: . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

إلى كل الراغبين بالانضمام إلى منتديات نبض الأمل نود التنويه إلى أن إدارة المنتدى لا تقبل الأسماء المستعارة ، ولتفعيل العضوية لابد أن يتم التسجيل بالأسماء الصريحة الثنائية على الأقل وبحروف عربية .. مع تحيات إدارة المنتدى
!~ آخـر مواضيع المنتدى ~!
اضغط على شارك أصدقاءك أو شارك أصدقاءك لمشاركة أصدقائك!


::: القسم السياسي والإخباري ::: شتى القضايا والأخبار العربية والدولية

Tags H1 to H6

::: منتديات نبض الأمل :::

وداعا سعد الشاذلى

وداعا سعد الشاذلى
تنويهات      إلى جميع شعراء وأدباء نبض الأمل الكرام الرجاء مراعاة الالتزام بعدم نشر أكثر من عمل أدبي واحد كل ثلاثة أيام كما يرجى من جميع الأعضاء الالتزام بذكر المصدر عند نقل أي موضوع أو التنويه عن كون الموضوع منقولاً بتذييله بكلمة منقول أو إدراج الموضوع في قسم المواضيع المنقولة وأيضُا يمنع منعًا باتًا إدراج الصور المخالفة لتعاليم الدين الإسلامي أو الخادشة للحياء في أي موضوع كان وفي أي قسم من الأقسام شاكرين لكم حسن تعاونكم الجميل ، هذا ونحيطكم علمًا أنه قد تقرر فتح جميع مواضيع قسم ديوان شعراء نبض الأمل وعليه فبإمكان أصحاب الدواوين استكمال دواوينهم بأنفسهم وإضافة جميع نصوصهم إليها      
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-16-2011, 01:32 PM   #1
كاتب
 
الصورة الرمزية جمال النجار
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 563
افتراضي وداعا سعد الشاذلى

وترجل الفارس المصرى العملاق
رحل الاب الشرعى لنصر اكتوبر المجيد
فى صمت وهدوء
وبينما مصر كلها تنتفض ضد ظلم وفساد وافساد مبارك وعصابته
وفى صمت وهدوء
ترجل الفارس
رحل سعد الشاذلى فى العاشر من فبراير 2011
وكأن ارادة الله ابت ان يرحل قبل ان يرى الفجر يشرق على مصر
منذ عام 1974 واسم سعد الشاذلى هو الطلسم الملعون فى مصر
ممنوع ان يذكره اى مصرى
ممنوع ان يتحدث باسمه اى مصرى
واذا وجد اى مصرى نفسه مجبرا على الاشارة اليه فيكفى ان يقول السيد رئيس اركان حرب القوات المسلحه بدون ذكر الاسم
وهو تصرف منطقى جدا من نظام السادات ونظام مبارك
فقد سرقوا التاريخ وقاموا بتزييفه
ففى عهد السادات كانت حرب اكتوبر تذكر منسوبه الى السادات صاحب قرار الحرب وقرار السلام
وكأن السادات كان يحارب وحده
وجاء ابو غزاله وزيرا للدفاع وبدا الحديث عن ضربه المدفعيه والتمهيد النيرانى بجانب الحديث عن بطل الحرب والسلام
وكأن ابو غزاله كان قائد المدفعيه المصريه
وكأن المدفعيه كانت تحارب وحدها

وجاء مبارك وبدا الحديث عن الضربه الجويه وصاحب الضربه الجويه
وعلى مدى ثلاثين عاما كامله
ظل الاعلام المصرى يزيف التاريخ ويردد الاكاذيب
حتى تصور الكثيرين من ابناء مصر ان حرب اكتوبر باكملها كانت مجرد ضربه جويه
وتصور اغلب المصريين ان مبارك كان هو القائد الوحيد للحرب

واى حديث عن اسم سعد الشاذلى كان كفيلا بان يفضح كل هذه الاكاذيب
فجعلوا اسمه ملعونا ممنوع النطق به
وظنوا انهم نجحوا باكاذيبهم فى اغتيال الاسم وصاحبه

واتى العاشر من فبراير 2011
وجاء من يهمس فى اذنى
البقاء لله
فاندهشت متسائلا فى مين
فقال الفريق سعد الشاذلى
واعتليت المنصه واذعت الخبر الى المتواجدين
وادركت من رد فعلهم ان الكثيرين لا يعرفون صاحب الاسم

فحدثتهم عن سعد الشاذلى
وانطلقت الهتافات الى عنان السماء
الى جنه الخلد يا سعد
لا اله الا الله سعد الشاذلى حبيب الله
ووقفنا جميعا دقيقه حداد على العملاق الذى رحل فى هدوء

اعقبها هتاف الجماهير
الى جنه الخلد يا سعد
الشعب يريد محاكمه الرئيس

وتكرر المشهد تقريبا فى جميع انحاء مصر

مصر كلها وقفت حدادا على سعد الشاذلى
ومصر كلها هتفت تدعوا له بالجنه

بينما كانت مصر كلها تطالب بمحاكمة مبارك

وفى الحادى عشر من فبراير 2011
شعيت جنازة سعد الشاذلى بكل الاجلال والتقدير والاحترام
وفى نفس اليوم شيعت مصر مبارك بما يستحقه
سبحان الله
واسمحوا لى لنعرف قيمه الرجل ان انشر عليكم الحوار
الذى كان لى شرف اجراؤه مع الفريق سعد الشاذلى

واثق انكم ستدركون قيمه الرجل
جمال النجار

جمال النجار غير متواجد حالياً  
قديم 02-16-2011, 01:38 PM   #2
كاتب
 
الصورة الرمزية جمال النجار
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 563
افتراضي رد: وداعا سعد الشاذلى

مقدمه لا بد منها

رغم ان الحياة منعتنا من ان نلتقى بأبطال التاريخ العظماء
من أمثال هانيبال وخالد ابن الوليد وسيف الدين قطز
إلا ان الله قد من على واكرمنى بلقاء واحد من تلك النخبة العبقرية
من أبطال التاريخ
ألا وهو الفريق / سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية
فى معارك أكتوبر 1973 المجيدة والأب الشرعى لنصر أكتوبر المجيد
فالقاسم المشترك بين هؤلاء العباقرة من أبطال التاريخ أنهم جميعا رفضوا الاستسلام لمنطق القوة والخضوع للأمر الواقع
واستطاعوا بعبقريتهم العسكرية التى وهبها الله لهم ان يثبتوا
ان الحق ينتصر على القوة إذا توافر له البطل الذى يؤمن به
وجميعهم أيضا دفعوا ثمن تلك الانتصارات التى أحرزوها لامتهم بما لا يتناسب معها

فهانيبال
ذلك القائد الافريقى رفض الخضوع لظلم وجبروت الامبراطوريه الرومانية
وقاد أبناء وطنه لمواجهة الجبروت الرومانى
ورغم فارق القوة الرهيب بين قوات هانيبال وجحافل الجيوش الرومانية
إلا انه استطاع بعبقريته العسكرية ان يهزم الرومان ويطردهم من وطنه
بل قاد قواته ليغزو الامبراطوريه الرومانية وأوقع الكثير من الهزائم بالجيوش الرومانية
رغم تفوقها فى القوة حتى دق بقواته أبواب روما نفسها
ولولا ان السياسيين فى وطنه قد خذلوه لتغير تاريخ العالم
وانتهت انتصاراته بمحاكمته أمام مجلس شيوخ روما بعد ان خذله رجال السياسة

وخالد ابن الوليد
تلك العبقرية العسكرية الفريدة والذى يقف متفردا على قمة عباقرة القادة العسكريين فى التاريخ
فقد قاد المسلمين لدحر فتنه الردة بعد وفاه سيدنا رسول الله
ثم انطلق بقواته ليواجه الخطر الفارسى الذى نهض يبغى القضاء على الإسلام
ورغم فارق القوة الرهيب بين قوات خالد ابن الوليد وجحافل جيوش الامبراطوريه الفارسية
إلا انه استطاع ان يلحق بهم الكثير من الهزائم التى قوضت تلك الامبراطوريه
وجعلت عرش كسرى يهتز استعدادا للسقوط
وفى تلك الأثناء ظهر الخطر الرومانى فى بلاد الشام بعد عجز الجيوش الاسلاميه عن مواجهته
ولم يجد سيدنا أبو بكر بدا من دفع خالد ابن الوليد ليواجه ذلك الخطر الكبير
وانطلق خالد بقواته
ورغم فارق القوة الرهيب بين القوات الاسلاميه بقياده خالد ابن الوليد
وجحافل جيوش الامبراطوريه الرومانية الشرقية
إلا انه استطاع بعبقريتة العسكرية ان يلحق بهم الهزيمة
وانتهت انتصاراته بعزله عن قياده الجيوش الاسلاميه

وسيف الدين قطز
ذلك القائد المملوكى الذى تولى قياده مصر فى واحدة من أحرج اللحظات فى تاريخها
بل وتاريخ العالم اجمع
فقد انطلق الطوفان المغولى ليكتسح فى طريقه كل الممالك والدول ويهلك الزرع والحرث والنسل
واقترب الطوفان المغولى واكتسح الخلافة الاسلاميه فى بغداد ثم اكتسح الشام
وأصبح قريبا من أبواب أوروبا ومصر
وهنا نهض سيف الدين قطز ليقود أبناء مصر وجيوش المماليك
ورغم فارق القوة الرهيب بين جحافل جيوش التتار وجيش سيف الدين قطز
إلا انه استطاع بعبقريته العسكرية ان يلحق بالتتار أول هزيمة فى تاريخهم
وتمكن من صد خطرهم عن مصر بل وطاردهم بقواته حتى تمكن من تحرير الشام
وانتهت انتصاراته بمقتله على يد بعض جنوده وقادته

والفريق / سعد الدين الشاذلى
تلك العبقرية العسكرية التى كان لها ميعاد مع تاريخ مصر
ففى الوقت الذى اقر فيه العالم اجمع بما فيه قادة الجيش المصرى
باستحالة نجاح مصر فى تحرير سيناء بقوة السلاح نظرا لفارق القوة الرهيب
بين مصر من جانب
وإسرائيل والولايات المتحدة الامريكيه بكل قوتها وترسانتها العسكرية فى الجانب الأخر
إلا انه استطاع ان يضع خطه عبقرية للقتال مازالت تذهل العالم كله الى اليوم
وقاد أبناء مصر ليحقق نصرا عبقريا واستطاع ان يوقع بإسرائيل أول هزيمة عسكريه فى تاريخها
رغم التفوق الرهيب الذى كانت يتمتع به الجيش الاسرائيليه على الجيش المصرى
وانتهى نصره بعزله من منصبه وتقديمه للمحاكمة العسكرية وسجنه

وكأن قدر العباقرة العظماء دائما ان يدفعوا ثمن عبقريتهم وعظمتهم

وقد من الله علينا ان عشنا فى زمن سعد الشاذلى
وشعرت ان الله يهبنى فرصه ان أرى واحدا من عباقرة التاريخ وعظماؤه
فقررت ان اذهب إليه وألا أفوت هذه الفرصه التاريخية
فرصه ان أكون فى رحاب رجل من رجال التاريخ
وكان ذلك اللقاء معه
جمال النجار
جمال النجار غير متواجد حالياً  
قديم 02-16-2011, 01:39 PM   #3
كاتب
 
الصورة الرمزية جمال النجار
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 563
افتراضي رد: وداعا سعد الشاذلى

بذلت الكثير من الجهود لأحصل على رقم تليفون سيادة الفريق / سعد الشاذلى
وحاولت كثيرا الاتصال بسيادته ولم أتمكن من تحقيق الاتصال
وفى ذكرى المولد النبوى الشريف يوم الاثنين 10 ابريل 2006
قلت أحاول مرة أخرى
وضربت الرقم ورفعت السماعة على الطرف الأخر وقدمت نفسى متسائلا
ده منزل سياده الفريق سعد الشاذلى
وبصوت عميق ايوه أنا
واعدت التعريف بنفسى وهنأت سيادته بمناسبة المولد النبوى الشريف
ورد سيادته التهنئة بصوت كانت الطيبة والدفيء أوضح ما فيه
وأخبرت سيادته أنى قمت بكتابه كتاب عن حرب أكتوبر تحت اسم يوميات المعركه
وأنى اهديت الكتاب الى اسم سيادته وانه يشرفني ان أقدم له نسخه من الكتاب
وأنى اطلب تحديد موعد لى لأقابل سيادته
وبكل طيبه وتواضع شكرنى ورحب باللقاء واعطانى عنوان المنزل بالقاهرة
وحدد الموعد بعد صلاه العشاء يوم الثلاثاء 11 ابريل لأنه صائم فى ذلك اليوم
وسعدت جدا وشكرته كثيرا على ذلك
وسالنى أنت جاى منين فقلت من طنطا ( وبينها وبين القاهرة مائه كيلو متر )
وفوجئت بسيادته يقول لا كده يبقى لازم نعدل الموعد علشان ظروف سفرك
أنا بحسبك فى القاهرة
فقلت لسيادته أنى سأحضر إليه فى اى مكان وزمان يحدده
فقال لا نخلى الموعد الساعة الثانية عشر ظهرا غدا علشان ظروف السفر
وشعرت أنى لن أقابل قائدا عظيما من عباقرة التاريخ فقط
بل أنى سأقابل أيضا إنسان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى
إنسان التواضع والنبل من أوضح صفاته
وانتهت المكالمة وأنا لا اصدق نفسى
فأخيرا سأقابل الأب الشرعى لنصر أكتوبر 1973
أخيرا سأقابل ذلك العبقري الذى اثبت ان الحق ينتصر على القوة
إذا توافر له الرجال الذين يؤمنون به
وأخذت اعد نفسى لذلك اللقاء
فقضيت بقيه اليوم أراجع الكثير من الكتب والمراجع التى تتحدث عن حرب أكتوبر
واعدت قراءه الكثير من النقاط والاسئله التى كانت توجه الى
فى الكثير من المنتديات عندما انشر عن حرب أكتوبر
وأعددت بعض الاسئله التى مؤكد أنى ساجد الإجابات الحاسمة عليها عنده
جمال النجار غير متواجد حالياً  
قديم 02-16-2011, 01:40 PM   #4
كاتب
 
الصورة الرمزية جمال النجار
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 563
افتراضي رد: وداعا سعد الشاذلى

اليوم الثلاثاء
وصلت الى مصر الجديدة وبحثت عن العنوان حتى وصلت إليه
فى شارع بيروت بمنطقه روكسى
ووقفت أمام العمارة السكنية وتقدمت من بواب العمارة لأسأله
شقه سيادة الفريق سعد الشاذلى
واخبرنى الرجل برقم الشقة وصعدت وأنا اندهش
رغم كل تلك القصور والفيلات التى بنيت فى مصر بعد حرب أكتوبر المجيدة
وبفضل ذلك النصر العبقرى إلا أن الأب الشرعى لذلك النصر
مازال يعيش فى شقته السكنية التى كان يقطنها وهو ضابط صغير !!!
ومع دقه الساعة الثانية عشر كانت يدى تدق جرس الباب
( فانا اعلم ان سياده الفريق هو المثل الأعلى فى الانضباط والالتزام واحترام الوقت )
وفتح الباب لأجده واقفا بقوامه الرياضى الممشوق الذى فشلت السنين فى التأثير فيه
وهناك ابتسامه كبيرة تملا وجهه كله
ابتسامه لا أجد ما أصفها به إلا أنها ابتسامه طيبه
ابتسامه طيبه لدرجه شعرت معها أنى ادخل قلب مصر كله بكل طيبتها ونبلها وتواضعها
ابتسامه حقيقية تحمل كل طيبه مصر
ابتسامه تنتهى معها اى مشاعر بالغربة والحرج
ومد يده مرحبا أهلا وسهلا
وسلمت عليه وأردت أن اقبل يديه
( فى حياتى لم اقبل سوى يد الشيخ حافظ سلامه بطل السويس )
ولكنى تذكرت فورا أنى فى رحاب قائد عسكرى وان التقاليد العسكرية تمنع تقبيل الايدى بين العسكريين
فاديت له التحية العسكرية فابتسم وشد على يدى مرحبا ودعانى للدخول

وفور دخولى الشقة شعرت براحه كبيرة انتهت معها كل مشاعر الإحراج والغربة
وحل محلها شعور بالانبهار
فكل ركن فى الشقة ينبىء أنها شقه فنان فكل قطعه أثاث بها لمسه فنيه راقيه جدا
بأسلوب بسيط يشعرك براحه كبيرة

أما حفاوته فى الاستقبال فاشعرتنى أنى فى بيتى
وجاءت مديرة المنزل واعتذر سيادته انه لن يستطيع ان يشرب الشاى معى لأنه صائم
واخبرنى انه يصوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجرى
سنه عن سيدنا رسول الله
واخذ يسالنى عن أحوال مدينه طنطا وعن احوالى ليزيل عنى مشاعر الحرج
التى كانت قد زالت فعلا مع ابتسامته الطيبة
وسالنى عما دفعنى لأكتب عن حرب أكتوبر
فأخبرت سيادته أنى وجدت الكثير من الحقائق قد زيفت
وان الإعلام يقود حمله لترسيخ أكاذيب كثيرة فأردت أن اعرض الحقيقة
كما حدثت فعلا بأسلوب سهل وبسيط
حتى لا تضيع الحقيقه وسط طوفان الأكاذيب

ورويت له كيف ان الإعلام فى عهد الرئيس السادات
كان دائم الحديث عن الرئيس بطل الحرب والسلام
فهو البطل الأوحد لا شريك له فى النصر
وهو صاحب قرار الحرب وصاحب قرار السلام
وبعد رحيله تحولت الأمور واختفى صاحب قرار العبور وصاحب قرار السلام
وأصبح لا حديث سوى عن الضربة الجوية وقائد الضربة الجوية
واختفى اسم الرئيس السادات نهائيا

فابتسم بطيبه وقال
عندما أصلى الجمعة كل أسبوع يتجمع حولى قادة الحرب
ويشتكون لى كثيرا من تجاهل الإعلام لهم فأقول لهم يا ولاد إحنا فعلنا ما فعلناه
ليس من اجل الإعلام ولا من اجل التاريخ ولكن ابتغاء لوجه الله
والله يعلم ماذا فعل كل إنسان وسيكافىء كل إنسان على عمله وسيحاسب أيضا
كل إنسان على عمله ويجب ان نبتهل الى الله دائما ان يتقبل منا ما فعلناه

وأقول لهم أيضا لا تخشوا شيئا سياتى اليوم الذى تظهر فيه الحقيقه للناس
رغم كل شىء
لا تنسوا ان الملك رمسيس قام بحذف أسماء كل من سبقه من الملوك من فوق آثارهم
ونسبها الى نفسه وبعد آلاف السنين ظهرت الحقيقه وأعيد الحق إلى أهله

فقلت له ولكن الحقيقه يجب ان تظهر وان تعلن للناس اليوم وليس بعد آلاف السنين
فقال لى بابتسامه أنت ماشى فى طريق صعب
فقلت له يا أفندم انتم قدمتم الروح والدم من اجل هذا الوطن
ويجب ان نكون أيضا على استعداد للتضحية من اجله
اقل ما نقدمه لكم ان نعلن الحقيقه مهما كان الثمن

فسالنى ماذا حوى كتابك
فقلت له أنا جعلت المقدمة نبذه تاريخية عن الفترة منذ نهاية حرب يونيو
1967 حتى يوم 6 أكتوبر 1973
ثم بدأت فى سرد أهم الأحداث الرئيسية فى كل يوم من أيام المعركة
وحرصت على ان أوضح أن مصر خاضت القتال ضد أمريكا منذ أول يوم قتال
ودللت على ذلك بالأحداث
وكان هدفى ان أوضح أن قوة أمريكا وإسرائيل ليست مبررا لنرضخ أمامهم ونستسلم لهم
فيمكننا ان نفرض إرادتنا عليهم كما حدث فى أكتوبر 1973
ثم مددت يدى بكتاب يوميات المعركه وقدمته لسيادته
فنظر فيه وتصفحه وأبدى ارتياحه أن الكتاب يحتوى العديد من الخرائط
ولكنه قال لى الكتاب حجمه صغير
فقلت له يا أفندم الأجيال الجديدة ملولة بطبعها
لهذا فضلت إن أقوم بنشر الكتاب على عدة أجزاء
فقال لا يجب ان تكتفى بذكر ما حدث بل يجب ان تستخدم علمك وخبرتك
فى شرح الأحداث وتبسيطها للقارىء
حتى يستطيع ان يكون لنفسه وجهه نظر خاصة به عن الحرب
فقلت له يا أفندم إن شاء الله سيكون ذلك فى باقى أجزاء الكتاب
واطمع ان تقوم سيادتك بكتابه المقدمة له
ومن خلال ابتسامته الطيبة قال إن شاء الله
فقط احضر لى الكتاب قبل الطباعة لأقراه واكتب لك مقدمته
ولم أجد الكلمات التى أستطيع بها أن اشكره
واعفانى من الحرج بقوله
اقل ما افعله لك ما دمت مصمما على السير فى ذلك الطريق ان أساعدك على عرض الحقيقة
واستأذن ثوانى ثم عاد ومعه نسخه من كتابه عن حرب أكتوبر
وكتب عليها إهداء لى بخط يده
وصمت فلم أجد اى كلمات اعبر بها عن شكرى له
جمال النجار غير متواجد حالياً  
قديم 02-16-2011, 01:41 PM   #5
كاتب
 
الصورة الرمزية جمال النجار
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 563
افتراضي رد: وداعا سعد الشاذلى

فقلت له يا أفندم الشباب العربى كله على شبكه النت
أصبحت شبكه النت هى مصدر المعلومات للكثيرين
وعلى تلك الشبكة توجد كل أجهزة الاستخبارات فى العالم
ويوجد كثيرون أيضا لا يعلمون ويتكلمون فيما لا يعلمون
والحقيقة تضيع
الشباب العربى عنده الكثير من الاسئله التى يريد توجيهها لسيادتكم
فابتسم وقال أوى أوى

سياده الفريق بداية اسمح لى ان نبدأ مع البدايات الأولى للفريق سعد الشاذلى
وتلك النشأة التى ساهمت فى تكوين شخصيه الفريق سعد الشاذلى
وشعرت انه يعود بالزمن الى سنين طويلة مضت قبل ان يبتسم ويقول
أنا نشأت فى أسرة مصريه بقرية شبرا تنا مركز بسيون بمديريه الغربية
أيامها لم يكن اسمها محافظه بل مديريه
نشأت فى أسرة ريفية مصريه ولم تكن أسرة اقطاعيه من تلك الأسر الثرية
التى كانت متواجدة فى هذه الأيام ففى هذه الأيام كانت مصر تنقسم إلى طبقتين
طبقه صغيرة ثرية جدا تمتلك كل شىء واغلبيه من الشعب تعانى الفقر الشديد
وبينهما طبقه صغيرة لا تعانى الفقر ولكنها أيضا لا يمكن أن توصف بأنها طبقه اقطاعيه بمفهوم هذه الأيام يطلقون عليها الطبقة المتوسطه

وكانت بين المدرسة التى التحقنا بها وبلدنا حوالى خمسه كيلو مترات
كنا نركب الحمار كل يوم لنذهب إلى المدرسة وكان هناك منظر رائع نراه كل يوم
حيث كنا نمر بجوار ترعه على اجنابها أشجار كثيرة وكميه من البط والوز
تعوم فى الترعة إلى اليوم مازلت اشتاق إلى هذا المنظر

وكنا عندما نرى احد أساتذتنا يسير فى الشارع كنا نسارع بحيته وتقبيل يديه
حتى بعد ان تخرجت وأصبحت ضابطا كنت اسعد جدا وأنا أحيى احد اساتذتى
وانحنى واقبل يديه كان الاحترام سمه أساسيه يحرص الجميع على الالتزام بها

فى فترة المنفى بالجزائر كانت صورة البط والاوز فى الترعة
هى الصورة التى تتكرر دائما فى احلامى
ومرت السنين والتحقت بالكلية الحربية وتخرجت ضابطا
وتم تعيينى فى الحرس الملكى
وكانت لضباط الحرس الكثير من الامتيازات التى تجعل الالتحاق بالحرس الملكى
هو أمل جزء كبير من الضباط
وفى عام 1948 وبعدما أعلنت مصر الحرب على إسرائيل
وبدا سفر الوحدات العسكرية إلى فلسطين لقتال اليهود
تقدمت الى قائد الحرس الملكى طالبا ترك الحرس الملكى
وان أعود إلى صفوف الجيش لأتمكن من الذهاب لقتال اليهود فى فلسطين
واندهش الرجل من طلبى وثار ثورة كبيرة فى وجهى ووصفنى بالجنون
فلا يعقل ان يطالب ضابط
بترك الحرس الملكى الذى يسعى جميع الضباط للالتحاق به ورفض طلبى

وتركت مكتبه حزينا لمنعى من المشاركة فى الدفاع عن وطنى
فقد كنا نعتبر فلسطين هى وطن كل عربى
ولكن بعد ساعة واحدة كان قائد الحرس خلالها قد أجرى اتصالا مع الملك
ليخبره عن ذلك الضابط المجنون الذى يريد ترك الحرس ليشارك فى القتال فى فلسطين
وفكر الملك فى الأمر وقال ولما لا
وأمر أن يتم تشكيل سريه من الحرس الملكى لتذهب للقتال فى فلسطين بجوار الجيش
حتى يدرك الشعب ان الملك أيضا عنده حس وطنى
وقام قائد الحرس بجمع كل قوة الحرس
وابلغهم ان جلاله الملك قد قرر ان يشارك فى القتال فى فلسطين
بقوة يتم تشكيلها من الحرس الملكى وان الالتحاق بهذه القوة سيكون بالتطوع

فقلت لسيادته وهكذا تحققت رغبتك وبالتأكيد كنت من أول من تطوع فى هذه الوحدة
فأجاب سيادته نعم وذهبت الى فلسطين وقاتلت فى دير سنيد
ولكننا أدركنا هناك أن تحرير فلسطين يجب ان يسبقه تحرير القاهرة
فقد تم الدفع بالجيش المصرى ليخوض المعركه وهو غير مستعد لها
وكان ما تم دفعه من الوحدات المقاتلة بالجيش المصرى غير كامل التجهيزات
التى تتيح لها تنفيذ المهام المكلفة بها ورغم ذلك خضنا قتالا مشرفا
طبقا لما تيسر لنا من إمكانيات

وعدنا من فلسطين وهناك إحساس كبير بان لنا ثأرا مع الصهاينة لا يمكن ان ننساه
وعدنا وكلنا تصميم على تحرير مصر من الفساد الذى أدى إلى الهزيمة
ومن الاحتلال الانجليزى الذى مهد للصهاينة احتلال فلسطين
وفى عام 1949 انضممت الى تنظيم الضباط الأحرار
جمال النجار غير متواجد حالياً  
قديم 02-16-2011, 01:41 PM   #6
كاتب
 
الصورة الرمزية جمال النجار
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 563
افتراضي رد: وداعا سعد الشاذلى

وقامت ثورة يوليو وتم طرد الملك وحاشيته الفاسدة
وتم طرد الاحتلال الانجليزى
وفى عام 1956 كنت قائدا لكتيبه مظلات وكانت مهمتى ان أتحرك بتلك الكتيبة
ويتم إسقاطنا بالمظلات لاحتلال منطقه المضايق الجبلية بسيناء
فور إحساسنا باى تهديد من جانب إسرائيل

وعندما شعرنا بالخطر عقب تأميم قناة السويس تم تكليفى بتنفيذ تلك المهمة
ولكن فى اليوم المحدد بدأ العدوان الانجليزى الفرنسى على مصر
وقام الطيران الانجليزى بتدمير الطائرات التى كان مفترضا ان تسقطنا فى سيناء
وتم تكليفى بمهمة جديدة
هى تامين مدينه السويس بكتيبتى لمنع الجيش الانجليزى من احتلالها
فى حاله وصوله من البحر الأحمر ثم تم سحب سريه من كتيبتى
لتشارك فى القتال فى بورسعيد

وقلت له سيادتك كده شاركت فى معركة 48 و56 نصل الآن إلى يونيو 67
فقال وقد ظهرت مسحه الم على وجهه
فى يوليو 67 أنا كنت رئيس هيئه تدريب الجيش المصرى وفجاه تم تكليفى بقياده جديدة
رأت القيادة إنشاءها تحت اسم القوة خفيفة الحركة عبارة عن كتيبه مشاه
وكتيبه دبابات وقوة من الصاعقة على أن توضع هذه القوة
لتكون هى أول من يصطدم بالجيش الاسرائيلى وقد أطلقوا عليها اسم قوة الشاذلى
وللأسف ساد نوع من الارتجال تشكيل هذه القوة ولم تكن هناك خطه محددة
لنعمل على أساسها فكانت تاتينى الأوامر تحرك إلى الشمال فأقوم بتنفيذ التحرك
وبعده تأتى أوامر جديدة تحرك الى الجنوب فأقوم بالتحرك
ثم تأتى أوامر جديدة تحرك الى الوسط
وطبعا كل هذه التحركات استهلاك للمعدات ومجهود كبير لا فائدة منه

وفى يوم 4 يونيو
كان مكان الوحدة فى منطقه بين المحور الساحلى على شاطىء البحر الأبيض
والمحور الأوسط الذى يبدأ من مواجهه الاسماعيليه وعلى مسافة عشرين كيلو متر
من خط الحدود بين مصر وفلسطين المحتلة
وجاءني اتصال من القاهرة ان هناك مؤتمر سيعقد فى الثامنة من صباح الخامس من يونيو
يعقده القائد العام ( المشير عبد الحكيم عامر ) لكل قادة الجيش المصرى فى مطار فايد
ولم تكن هناك وسيله أستطيع بها الوصول الى مكان المؤتمر
فتم الاتفاق ان القيادة سترسل لى طائرة هليكوبتر لنقلى لحضور ذلك المؤتمر
وفى صباح الخامس من يونيو وصلت الطائرة وكنت فى مطار فايد فى السابعة صباحا
وفى الساعة الثامنة فوجئنا بالطيران الاسرائيلى يقوم بقصف المطار
وطبعا لم تكن إسرائيل تعلم بهذا المؤتمر فلو كانت تعلم لقامت بقصف مكان تواجد القادة
فهم أهم بكثير من الطائرات

واتفقنا كل القادة على ان نغادر المطار وان نعود الى أماكن قيادتنا
وكانت تلك مشكله لى فقد تم تدمير الطائرة التى أتيت بها
فقمت بالركوب مع نصار الله يرحمه
وكان هو قائد اقرب وحدة لوحدتى حيث كان بينهما ستين كيلو متر
ومن مقر قيادته أرسل معى عربه لتوصيلى الى مقر وحدتى

وكان الموقف صعبا فالوحدة فى الصحراء المكشوفة وهو ما يعنى ان الطيران الاسرائيلى
سيقوم بتدمير كل الوحدة فور انتهاؤه من تدمير الطيران المصرى
وحاولت الاتصال بالقيادة المصرية سواء قيادة سيناء أو القيادة العامة بالقاهرة
لمعرفه الموقف ولكنى وجدت كل وسائل الاتصال مقطوعة
وكنت قد درست الأرض جيدا فى مواجهه وحدتى
ووجدت ان هناك وادى على شكل حرف ل داخل الاراضى الفلسطينية
يسمى وادى لصان ومعين وتحيط به الجبال التى توفر لقواتى الحماية من القصف الجوى
وقمت بالتحرك بقواتى ودخلت بها هذا الوادى

هنا لم استطع الالتزام بالصمت الذى حرصت عليه حتى لا اقطع استرساله فى الحديث
فقلت له يعنى هذا انه فى يوم خمسه يونيو
وفى الوقت الذى كان فيه الجيش المصرى كله ينسحب الى اتجاه الغرب
قمت سيادتك بقياده قوة مصريه اخترقت الحدود فى اتجاه الشرق
وهاجمت الاراضى الاسرائيليه
فقال للامانه والحقيقة لم يكن هدفى مهاجمه الاراضى الاسرائيليه
بل توفير الحماية لقواتى من القصف الجوى فالجبال ستجبر الطيارين الاسرائيلين على الابتعاد
لأنهم لو حاولوا قصف قواتى فى هذا الموقع سيتعرضون للاصطدام بالجبال
وهو ما حدث فعلا
فكل يوم كانت تأتى الطائرات الاسرائيليه وتحلق فوق الوادى دون ان تحاول ضرب القوة
كانوا يأتون مرتين مرة فى الصباح ومرة أخرى قبل حلول الليل نوع من الإرهاب النفسى
وحاولو اقتحام الممر بالدبابات والمشاة ولكنهم كانوا يتراجعون بعد ان نقوم بتدمير بعض المعدات لهم

فعدت لأقول مقاطعا استرساله
يعنى انه فى حرب يونيو وفى لحظات الهزيمة البشعة كانت هناك قوة مصريه
اقتحمت الحدود وقاتلت الجيش الاسرائيلى داخل إسرائيل
فقال نعم قاتلناهم ومنعناهم من اقتحام ذلك الممر واستخدامه
ومنعناهم من تدمير تلك القوة

وكنت أحاول الاتصال بالقيادة المصرية ولكن كل محاولاتى فشلت
فأرسلت ضابط اتصال يوم سبعه يونيو ولكنه لم يعد يبدو انه اسر
أو استشهد فى طريقه
وكان العدو يلقى علينا منشورات تعلن ان مصر هزمت وان الحرب انتهت
ويطالبنا برفع الأعلام البيضاء للاستسلام مع وعد بحسن المعاملة
وإعادتنا الى مصر عن طريق الصليب الأحمر ولكنى رفضت
وكنت آمر الجنود بجمع هذه المنشورات وحرقها

وهنا تدخلت ثانيه قائلا
اى انه رغم معرفتك بهزيمة مصر وانسحاب الجيش المصرى إلا انك رفضت الاستسلام
رغم ان الموقف ميئوس منه فقوتك داخل أراضى العدو ولا يوجد اى اتصال لها مع قيادتها
وهناك استحالة فى عودة القوة سالمه بعد وصول الجيش الاسرائيلى الى قناة السويس
فقال سيادته
حقيقة لم أكن متأكدا من الموقف رغم أننا كنا نستمع الى الاذاعه عبر الراديو الترانزستور
ولكن أيا كان الموقف كان خيار الاستسلام غير وارد نهائيا
أما الموقف الميئوس والاستحالة التى تتحدث عنها فدعنى أقول لك
اليأس نحن من نذهب إليه ويمكننا ألا نذهب
أما المستحيل فلا يوجد شىء اسمه مستحيل تحت الشمس
الأمر كله متعلق بالإرادة
إذا أردنا فلا يوجد مستحيل وإذا فرطنا فى إرادتنا
فبأيدينا نوجد ألف مبرر ونطلق عليها وصف المستحيل
والحقيقة أنها كلها محاولات للإنسان ليبرر لنفسه وللآخرين
استسلامه وخنوعه
جمال النجار غير متواجد حالياً  
قديم 02-16-2011, 01:42 PM   #7
كاتب
 
الصورة الرمزية جمال النجار
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 563
افتراضي رد: وداعا سعد الشاذلى

ثم عاد الى استرساله
المهم فى صباح يوم ثمانية يونيو 67 تمكنت من تحقيق اتصال لاسلكى بمقر القيادة العامة بالقاهرة وسالت ما هو الموقف وإذا بالمتحدث من القيادة يخبرنى ان الجيش المصرى كله قد انسحب الى غرب القناة ويسألنى مندهشا ماذا تفعل عندك انسحب فورا بقوتك الآن الى غرب القناة
وأدركت ان المتحدث لا يعلم شيئا عن الحرب وأصولها فمعنى انسحابى الفورى أنى سأنسحب فى ضوء النهار الى الصحراء المكشوفة وهو ما يعنى قيام الطيران الاسرائيلى بتدمير كل القوة فأنهيت المحادثة قائلا تمام
وأخبرت القوة أننا سنستغل ساعات الليل فى الانسحاب حتى نجتنب القصف الجوى الاسرائيلى

ونجحت فى الوصول بقواتى الى غرب القناة فى صباح التاسع من يونيو وقد قام الطيران الاسرائيلى بقصفنا فى صباح التاسع من يونيو وأحدث خسائر كبيرة فى الدبابات وصلت الى ثمانين فى المائه ولكن الخسائر فى الأفراد لم تتعدى الخمسة عشر فى المائه
وبعد عودتى أخبرت الخبراء الروس ان السبب فى ارتفاع نسبه الخسائر فى الدبابات هو ان الطيران الاسرائيلى كان يستخدم صواريخ موجهه من الجو الى الأرض واندهش الخبراء الروس بشدة ورفضوا قبول ذلك فلم تكن الصواريخ الموجهة من الجو الى الأرض قد عرفت بعد ولم يكن قد سبق استخدامها
ونفوا ان تمتلك إسرائيل مثل هذه الصواريخ فقد كانت مازالت فى طور التجارب فى الجيش الروسى والامريكى
ولكن أتضح فيما بعد ان أمريكا كانت قد زودت إسرائيل بهذه الصواريخ فعلا وان إسرائيل قد استخدمتها فى حرب يونيو ضد القوات المصرية رغم ان الجيش الامريكى نفسه لم يكن قد تم تزويده بهذه الصواريخ

وتدخلت قائلا وهكذا عادت قوة الشاذلى الى غرب القناة
فقال سيادته نعم وتم حل القوة بعد تكليفى بقياده القوات الخاصة المصرية فقد تم ضم الصاعقة والمظلات تحت قياده واحدة لأول وأخر مرة وتوليت قياده القوات الخاصة المصرية وبعدها عينت قائدا لمنطقه البحر الأحمر العسكرية وتم اعاده فصل الصاعقة عن المظلات مرة أخرى
وبعد ذلك عينت رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة
جمال النجار غير متواجد حالياً  
قديم 02-16-2011, 01:43 PM   #8
كاتب
 
الصورة الرمزية جمال النجار
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 563
افتراضي رد: وداعا سعد الشاذلى

وهنا تدخلت قائلا
سياده الفريق قيل كلام كثير عن تواجد خطه مصريه لتحرير سيناء
كانت جاهزة للتنفيذ فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر قبل تولى سيادتكم منصب
رئيس أركان حرب القوات المسلحة
فقال الحقيقه عندما توليت ذلك المنصب كانت هناك عدة تصورات لتحرير كل سيناء
ولكن لا يمكن وصفها ابنها خطه عسكريه فقد كانت تلك التصورات قائمه على توافر إمكانيات
وأسلحه لم تكن مصر تمتلكها وهو ما يعنى أنها غير قابله للتنفيذ
وصمت لحظه ثم أكمل قائلا
معنى خطه عسكريه ان تضع تصور لعمل معين وان تتوافر لك الإمكانيات لتنفيذه

وما كان موجودا فعلا هو تصورات كثيرة ولكن لا توجد إمكانيات لتنفيذها
وظل هذا الوضع قائما حتى توليت منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة

وهنا تدخلت قائلا
سياده الفريق قبل ان نصل الى حرب أكتوبر اسمح لى ان أتوقف فى عام 1972 ففى شهر أكتوبر من ذلك العام عقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة
بقياده الرئيس الراحل أنور السادات وحضور الفريق محمد صادق وزير الحربية
وسيادتك وقاده الجيش المصرى
وعقب هذا الاجتماع قام الرئيس السادات بعزل الفريق صادق وزير الحربية
ومجموعه من كبار قاده الجيش المصرى
فماذا حدث فى ذلك الاجتماع وأدى الى هذه النتيجة
فقال سيادته
فى ذلك الاجتماع طالب الرئيس السادات وزير الحربية ان يكون مستعدا للحرب
فور ان يصدر الأمر له بذلك
واعترض الفريق صادق وكل القادة
فكما قلت ان كل التصورات التى كانت موضوعه لتحرير سيناء
كانت مبنية على توافر أسلحه وإمكانيات لم تكن مصر تمتلكها
وطالبوا الرئيس السادات بتوفير تلك الاسلحه والإمكانيات من الاتحاد السوفيتى أولا
وبعدها يكون الجيش المصرى فعلا جاهزا للحرب
فرد الرئيس السادات ان الاتحاد السوفيتى لن يعطينا شىء
وعليهم ان يحاربوا بما هو متوفر لديهم
فرد الفريق صادق ان ذلك يعتبر مغامرة بمستقبل مصر فمصر لن تحتمل هزيمة ثانيه
وشاركه كل القادة المتواجدين فى رأيه عدا أنا
وانفعل الرئيس السادات عليهم

وهنا امسك الفريق صادق بورقه ووضعها على رجله
وكتب فيها عدة كلمات وناولها لى من تحت الترابيزة
وفتحت الورقة ووجدت فيها
يتم تحريك سرايا الشرطة العسكرية
للسيطرة على مداخل القاهرة والأهداف الحيوية ( الهامة ) بها

وطويت الورقة ووضعتها فى جيبى ولم أتحرك من مكانى
وانتهى الاجتماع

وهنا تدخلت قائلا سيادة الفريق معنى هذه الكلمات ان الفريق صادق
كان قد قرر القيام بانقلاب عسكرى أثناء ذلك الاجتماع
فقال سيادته
من الواضح ان الفريق صادق قد أدرك ان السادات مصمم على الحرب فعلا
وهو ما كان يراه الفريق صادق مغامرة بمستقبل مصر
وطبعا من انفعال الرئيس السادات عليه أدرك انه ينوى الغدر به
ولو تحركت من مكانى فى ذلك التوقيت لتصور الفريق صادق أنى أنفذ أمره
وان الشرطة العسكرية قد سيطرت على القاهرة ولكان له موقف أخر
لهذا لم أتحرك من مكانى

وهنا تدخلت متسائلا سياده الفريق لماذا ؟؟؟
فرد سيادته
لعدة أسباب
أولا مصر لم تكن تحتمل انقلاب عسكرى فى ذلك التوقيت
فالعدو يحتل سيناء والقوتين الكبار فى ذلك التوقيت ( أمريكا والاتحاد السوفيتى )
قد قرروا استمرار الوضع على ما هو عليه فى الشرق الأوسط لا سلم ولا حرب
ولا احد يعلم موقفهم من انقلاب عسكرى فى مصر
فى ذلك التوقيت الذى كان الشارع المصرى فيه يغلى مطالبا بالحرب والثأر
يجب ان تكون كل جهودنا فى اتجاه الاستعداد للحرب لا ان تهدر فى صراع
على السلطة مهما كانت مبرراته

وكان لى وجهه نظر خاصة
فقد كنت أرى ان الوقت ليس فى صالح مصر
فإسرائيل كانت أقوى من مصر بفارق رهيب فى القوة
والولايات المتحدة الامريكيه كل يوم تزود إسرائيل باسلحه حديثه وقويه
بينما الاتحاد السوفيتى قد ساءت علاقتنا به
بعد قيام الرئيس السادات بطرد الخبراء الروس من مصر
وتوقف عن تزويدنا بالاسلحه التى نطلبها
فكان الموقف ان إسرائيل تزداد كل يوم قوة وكل يوم يزداد الفارق فى القوة بيننا وبينها
إذا فقد كان الحل الوحيد هو ان نحارب اليوم وليس غدا
نحارب بما هو متوافر فعلا لدينا من إمكانيات وقدرات

الفريق صادق والمجموعة التى كانت معه وهم للحقيقة من أشجع أبناء مصر
وموقفهم كان قائما على الخوف على مصر ان تتعرض لهزيمة ثانيه
يدركون أنها لن تحتملها
هو اختلاف فى وجهات النظر ولكل منا مبرراته
جمال النجار غير متواجد حالياً  
قديم 02-16-2011, 01:43 PM   #9
كاتب
 
الصورة الرمزية جمال النجار
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 563
افتراضي رد: وداعا سعد الشاذلى

قمت بعدها باعاده صياغة خطه عسكريه بناء على ما هو متوافر فعلا لدينا
من قدرات وإمكانيات
فعدلت الهدف من القتال
فانا لم أكن امتلك القدرات التى تمكننى من تحرير كل سيناء
ولكن لو أحسن استغلال القدرات والإمكانيات التى بين أيدينا
فيمكنني العبور ( عبور قناة السويس ) وتحرير جزء من الأرض
حوالى عشرة الى أثنى عشر كيلو متر
ثم نقوم بعد ذلك بتحرير جزء جديد وهذا الجزء سيكون أسهل
فلن تكون بيننا وبينهم قناة سويس ولن يكون هناك خط بارليف الحصين
وهكذا نحرر الأرض على مراحل
وعندما عرضت الخطة على الرئيس السادات قال حرروا لى شبرا واحدا من سيناء
وأنا ساحل المشكلة بالمفاوضات وإذا فشلت المفاوضات أكملوا

وتدخلت قائلا
سياده الفريق
سؤال يحيرنى ويحير كثيرين
بعد موقفك بجوار الرئيس السادات يندهش كثيرون من اختياره للمرحوم
المشير احمد إسماعيل على وزيرا للدفاع رغم سابق علم الرئيس بالخلاف بينكما

فصمت قليلا ثم أجاب
الحقيقه أنا لم أكن أقف بجوار السادات ولكنى كنت أخشى على مصر
وتلك الورقة التى كتبها الفريق صادق لم أظهرها إلا بعد وفاة السادات
لو أظهرتها فى حياته لقام بمحاكمه الفريق صادق وأعدمه
لهذا أخفيتها تماما طوال حياة الرئيس السادات
فقد كنت أدرك ان الفريق صادق وطنى مخلص
وان موقفه كان نابعة الخوف على مصر
واعتقد ان الرئيس السادات اتبع سياسة فرق تسد فهو يعلم بالخلافات السابقة
بينى وبين المرحوم المشير احمد إسماعيل ولكن تلك لم تكن المشكلة
المشكلة الحقيقه ان السادات كان يعلم ان المرحوم احمد إسماعيل مصاب بالسرطان
فكيف ياتى بقائد عام لجيش على وشك الحرب وهو يعلم انه مصاب بالسرطان

وهنا تدخلت قائلا
سياده الفريق لى وجهه نظر خاصة فى هذا الموضوع اسمح لى ان اطرحها على سيادتك
فأنصت بهدوء
فقلت اعتقد ان الرئيس السادات كان يخشى من شخصيه سعد الشاذلى وحب العسكريين له
وهو الحب الذى كان يعنى ان المؤسسة العسكرية بكاملها ستقف بجوار سعد الشاذلى
فى حاله نشوب اى خلاف بينكما فهو مثلا لن يستطيع ان يكرر ما فعله مع الفريق صادق
مع شخص سعد الشاذلى
فقد كان المنطق ان يتم تعيين الفريق سعد الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة
وزيرا للحربية عقب عزل الفريق محمد صادق ولكن السادات بدلا من ذلك
احضر المرحوم احمد إسماعيل من خارج القوات المسلحة ليعينه وزيرا للحربية
رغم علمه بمرضه ورغم علمه بالخلافات التى بينك وبينه
الرئيس السادات كان ينظر للمستقبل فى هذا القرار مستقبله هو تحديدا
فابتسم قائلا الله يرحمه
جمال النجار غير متواجد حالياً  
قديم 02-16-2011, 01:44 PM   #10
كاتب
 
الصورة الرمزية جمال النجار
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 563
افتراضي رد: وداعا سعد الشاذلى

وتساءلت قائلا
سياده الفريق
رغم انه سبق ان أجبت على ذلك السؤال فى سياق حديثك
إلا أنى أرجو ان تسمح لى ان أعيد طرحه مرة ثانيه
هل كانت مصر تمتلك القوة والقدرة على تحرير كل سيناء
فى حرب أكتوبر 1973 ؟؟
فأجاب بحسم لا
لو امتلكنا القوة والقدرة على تحرير كل سيناء لما تأخرنا لحظه واحدة فى ذلك
لقد حاربنا ونحن ندرك ان إسرائيل متفوقة علينا فى كل شىء
بل كنا ندرك أننا سنحارب أمريكا نفسها وليس إسرائيل وحدها
ولكن لم يكن أمامنا من خيار أخر فأرضنا محتله والزمن يسير فى غير صالحنا
فكل يوم تزداد قوة العدو ويزداد الفارق فى القوة بيننا
وكان الخيار أمامنا هو هل نقبل استمرار احتلال إسرائيل لأرضنا
أم نخوض القتال فى ظروف تفوق اسرائيلى امريكى ساحق فى القوة والإمكانيات
وقررنا ان نخوض القتال وشعارنا هو النصر أو الشهادة
فلم يكن ممكننا ان نقبل الذل والهوان

وأردت ان أغير سياق الحديث فقلت لسيادته
سيادة الفريق هل ترى ان الإعلام المصرى تعامل مع حرب أكتوبر
بالجدية والصدق الذى تستحقه ؟؟
فأجاب سيادته وابتسامه أسى كبير تملأ وجهه
للأسف لا
فشل الإعلام المصرى فى التعبير عن الحرب بالجدية والصدق الذى تستحقه
فالإعلام المصرى كرس كل جهوده لتكريس بطوله أشخاص معينه
حتى لو كانت الحقيقه هى الثمن

فقلت له سياده الفريق
هل عبر الفن المصرى بصدق عن حرب أكتوبر ؟؟؟
فأجاب للأسف لا
فشل الفن فى التعبير عن الحرب
والحقيقة فكرت قبل الحرب ان نقوم بتصوير المعركه
اى ان نحضر مخرج محترف ومصورين محترفين
ليصوروا المعركه لتسجيلها للتاريخ
ولكن ظهرت مشكله كبيرة
أننا سنعرض السرية التى فرضناها على الاستعداد للحرب للخطر
فمعنى ان نصور أننا يجب ان نطلع المخرج على بعض الأجزاء من ألخطه
ليختار أماكن الكاميرات وزوايا التصوير
ويجب ان نعلمه بالوقت المحدد للمعركة ليكون مستعدا
فصرفت النظر عن التصوير لنحافظ على سريه الحرب
جمال النجار غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وداعا لاصفرار الأسنان وفاء كحيل ::: نبض الصحة والتداوي ::: 10 04-11-2014 08:26 AM
لا تقولى وداعا محمد اسامة لطفى ::: نبض الخواطر ::: 20 02-29-2012 10:45 PM
وداعا صلاح ابو الخير ::: نبض الخواطر ::: 8 07-02-2011 02:38 PM
هشام الجخ في العاشرة مساءا مع منى الشاذلي ساره يوسف ::: القصائد الصوتية ::: 5 03-07-2011 11:50 PM
سعد الشاذلى حدوته مصرية جمال النجار ::: نبض الخواطر ::: 16 03-02-2011 08:03 PM


الساعة الآن 08:19 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى