رسالة أخيرة الى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية

رسالة أخيرة الى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية

السادة أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمسئولين عن إدارة مصر

هذه رسالتى الأخيرة إليكم وأتمنى أن تجد بينكم أذانا صاغية وقلوبا تدرك خطورة المرحلة التى تمر بها مصر

وصلتم الى مكانتكم الحالية بإرادة الشعب الذى فرض على مبارك الرحيل
وأصبحت مصر أمانه فى أعناقكم

اليوم تحاول بقايا نظام مبارك الفاسد المفسد إجهاض الثورة المصرية أو إحراق مصر كلها إذا فشلوا فى ذلك

الشعب يطالب من أول أيام الثورة بإسقاط النظام بأكمله
وهو نظام فاسد مفسد يتكون من طبقه كاملة استفادت من فساد مبارك فحصلت على مكانه وسلطه وثروة تقاتل اليوم دفاعا عنها معركة حياة أو موت تخوضها ضد مصر الوطن وشعبها الابى

مصر اليوم فى خطر حقيقى نتاج هذه الثورة المضادة التى يخوضها نظام مبارك الفاسد المفسد واسمحوا لى أن ارصد بعض مظاهرها

أولا
تقاعس هيئه الشرطة عن أداء دورها فى حفظ الأمن من منطلق إما أن يقبل الشعب عودة الشرطة كما كانت بكل فسادها ويتجاهل المطالبة بمعاقبه القتلة والسفاحين والفاسدين من رجال الشرطة ومنطق أنهم أسياد الشعب أو على الشعب تحمل الانفلات الامنى وسيادة البلطجة

ثانيا
انتشار الاعتصامات والاضرابات الفئوية التى تهدد استقرار مصر وتهدد بتوقف عجله الاقتصاد المصرى وهو ما يعنى انهيار الدولة المصرية كمثال إضراب عمال البريد وهو تهديد خطير لمصر إذا استمر لأنه يعنى عدم حصول أصحاب المعاشات على معاشاتهم وهو ما يعنى أن هناك ملايين الأسر المصرية لن تحصل على دخلها الشهرى
وإضراب عمال شركات المطاحن فإذا عرفنا أن مخزون الدقيق فى مصر اليوم لا يكفى سوى ثلاثة أيام
فمعنى ذلك أن مصر مهددة بعد ثلاثة أيام باختفاء رغيف العيش إذا استمر إضراب عمال المطاحن
وإضراب عمال شركات الشحن والتفريغ فى بعض الموانى المصرية وهو ما يعنى توقف حركه الصادرات والواردات الى مصر وهو تهديد خطير لمصر كلها

مصر تمر بمرحله خطرة جدا اليوم
وأتمنى أن تدركوا مسئوليتكم الكبيرة فى وصول مصر الى هذه المرحلة الخطيرة والتى كان احد أهم أسبابها هو بطيء قراراتكم الواضح والمريب فى إدارة الازمه المصرية

واسمحوا لى أن أضع نصب أعينكم بعض المقترحات التى يمكن أن تساهم فى محاوله إنقاذ الوضع

أولا
الأمر فورا بوضع هيئه الشرطة تحت قيادة القوات المسلحة لمدة ستة أشهر لينطبق على أفرادها قانون الأحكام العسكرية بما يحويه من مواد رادعه على جرائم التقاعس عن أداء العمل أو الإهمال فى العمل
والأمر فورا بفتح باب القبول بأكاديمية الشرطة لقبول دفعه كبيرة من خريجى كليات الحقوق ليكونوا ضباط شرطه بعد ستة أشهر يدرسون فيها المواد الشرطية

ثانيا
عزل جميع قيادات وزارة الداخلية حتى مستوى مدير امن

ثالثا
أحاله جميع ضباط الشرطة الذين ارتكبوا جرائم فى حق الشعب الى محاكم عسكريه سريعة ليدرك الشعب أن المتواجد من أفراد الشرطة وضباطها هم الشرفاء فقط فيتقبل وجودهم ويحترمهم ويقدرهم

رابعا
تعيين قائد عسكرى ليكون مشرفا على عمل مديريات الأمن بجانب مدير الأمن يكون مسئولا عن انضباط الشرطة وقيامها بواجبها فى حفظ الأمن مهما كانت التضحيات

خامسا
ارتداء قوات الأمن المركزي للملابس العسكرية فأفرادها فى أساسهم مجندون من الشعب مثل جنود القوات المسلحة وتعيين ضابط قوات مسلحه ( يمكن الاستعانة بالضباط المتقاعدين من القوات المسلحة تحت سن الستين ) ليكون قائدا لوحدة الأمن المركزي وتكون مهمة هذه الوحدات حراسه المنشات العامة والتصدي لعمليات البلطجة فى الشارع المصرى بمنتهى القوة والحسم

سادسا
رفع علم القوات المسلحة فوق جميع المبانى والمنشات العامة وهو التصرف الذى لو حدث لما حدثت مهزلة حرق ضباط امن الدولة للملفات لان رفع علم القوات المسلحة كان سيعنى أن كل ما تحويه المنشاه ملك للقوات المسلحة وإحراق أو تدمير اى ورقه بها يعنى تدمير وثيقة عسكريه وحرق أو تخريب اى منشأه منها يعنى تخريب منشأه عسكريه وهى جريمة لها عقابها الرادع فى قانون الأحكام العسكرية

سابعا
إصدار أمر عسكرى انه على كل فئة لها مطالب خاصة أن تكون لجنه من ثلاثة أو خمسه أفراد كحد أقصى من بينها تتولى عرض ذلك المطلب على الإدارة المسئولة وعلى تلك الإدارة أن تناقش مع تلك اللجنة تلك المطالب وتنظر فى كيفيه تحقيق العاجل منها فورا على أن توضع خطه لدراسة باقى المطالب مع الوعد بتنفيذ الباقى منها على مراحل



ثامنا
أمر عسكرى بان يكون السقف الأعلى لدخل جميع الموظفين فى مصر هو عشرة ألاف جنيه شهريا شاملا جميع مسميات ذلك الدخل ( مرتب مكافآت حوافز بدلات ...الخ )
ويستغل الفائض من بند المرتبات فى الرفع الفورى لمرتبات باقى العاملين فى الدولة

تاسعا
الأمر فورا بتفكيك باقى نظام مبارك الفاسد فيتم عزل جميع رؤساء الشركات الكبرى ورؤساء البنوك ورؤساء الجامعات والمجالس المحلية ونقابات العمال وجميع المحافظين ورؤساء مجالس المدن والأحياء رؤساء تحرير الصحف القومية والمسئولين عن قنوات التليفزيون المصرى على أن يتولى نائب رئيس كل مؤسسه إدارة المؤسسة فى المرحلة الانتقالية

عاشرا
إلقاء القبض على كل من دارت حولهم شبهات فساد وإفساد من نظام مبارك وتقديمهم لمحاكم سريعة وعلى رأسهم مبارك نفسه وأفراد أسرته

حادى عشر
إنشاء محاكم ثورة تتولى محاكمه كل الفاسدين من نظام مبارك على أساس أن جميع القوانين المصرية سقطت بسقوط الدستور المصرى فالقوانين تستمد شرعيتها من الدستور وقد سقط الدستور المصرى فسقطت بالتالى جميع القوانين
ولو حاكمنا نظام مبارك الفاسد المفسد طبقا للقوانين السابقة سيفلت الكثيرون منهم من العقاب الذى يستحقونه لان هذا النظام الفاسد المفسد كان يصدر القوانين التى تجعل جرائمه أفعال قانونيه
كان مبارك ونظامه الفاسد المفسد يصدر القوانين التى تضفى الشرعية على جرائمه لهذا يجب أن يحاكم هذا النظام الفاسد المفسد بعيدا عن تلك القوانين الظالمة الفاسدة التى أصدرها ليحمى نفسه من العقاب ويضفى بها الشرعية على جرائمه

السادة أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة

إن وصول مصر الى هذه المرحلة الخطيرة احد أسبابه الرئيسية هو البطيء المريب فى قراراتكم
فإذا كنتم غير قادرين على إدارة الازمه فالوطنية تحتم عليكم الانسحاب فورا وتسليم إدارة مصر الى لجنه رئاسية تتكون من الشخصيات العامة التى عليها إجماع شعبى

وتتولى هذه اللجنة قيادة مصر فى المرحلة الانتقالية
واقترح هذه الأسماء عليكم ليكونوا ضمن هذه اللجنة
الأستاذ /عمرو موسى أمين عام جامعه الدول العربية
الدكتور/ محمد البرادعى رئيس التجمع الوطنى للتغير
الدكتور/ احمد زويل العالم المصرى الشهير
الدكتور/ فاروق الباز العالم المصرى الشهير
الدكتور/ ممدوح حمزة المهندس الكبير
الدكتور/ محمد غنيم مدير المركز الطبى بالمنصورة
الأستاذ احمد النجار رئيس القسم الاقتصادى بالأهرام
الأستاذ /حمدين صباحى عضو مجلس الشعب السباق ورئيس حزب الكرامة تحت التأسيس
الدكتور/ أيمن نور رئيس حزب اللغد
شيخ الأزهر
البابا شنودة
رئيس مكتب الإرشاد لجماعه الإخوان المسلمين

السادة أعضاء المجلس الأعلى لقيادة القوات المسلحة
مصر تمر بمرحله خطيرة كان تباطؤكم فى اتخاذ القرارات احد أسبابها الهامة
الى اليوم كان اغلب ما سال من دماء المصريين فى الثورة هو دماء الشباب المصرى الطاهر
ولكن
إذا استمر الموقف أخشى أن تشتعل الأمور وتخرج عن السيطرة وتسيل الكثير من الدماء على ارض مصر ولكن أتوقع انه سيكون فى مقدمتها دماء الكثيرين من الفاسدين ودماء من قاد مصر الى هذا الموقف الذى أخشاه عليها ودماء الكثيرين من الأبرياء

أتمنى أن تدركوا أنها ثورة حقيقية
والثورات تحتاج الى روح ثوريه وقرارات ثوريه ليتوجه الوطن بها الى بر الأمان

جمال النجار
مواطن مصرى