عزيزي المستمع رجاء "أنقر هنا"
سمعتها وأنا في سيارتي وكنت أستمع الى برنامج حواري جميل .. فجأة قالها مقدم البرنامج ....تعجبت! "أنقر هنا" قد أقرأها في المنتدى وأنقر على الرابط وتوصلني الى مكان آخر .. يعني هي وصلة تحملنا من مكان الى آخر بلا أي عناء .. فقد عمل صاحب الموضوع أو التقنيين عن تأمين اختصار short cut لوصلة أخرى ننتقل بها ..
هل كان مقدم البرنامج الذكي يختبر ذكاء المستمعين حين قالها في منتصف اللقاء وتلتها أغنية ترفيهية حقيقة لم أستطع التركيز حتى في تلك الاغنية كل ما شغل تفكيري هو تلك الكلمة "أنقر هنا" ... وتعجّبي من استخدامها على الهواء مباشرة وفي لقاء اذاعي ...
مدّة الاغنية كانت من 4 – 6 دقائق وعاد بعدها صوت المذيع ليتابع : "أعزائي المشاهدين هل لا زلتم معنا أم فقدت بعضكم؟" .. "هل انضمّ لنا أي مستمع جديد ولم يرى أين كنا وأين أصبحنا؟" ..
عدت للتفكير ولكن هذه المرة لم أفقد تركيزي الذي وجهّت بعضه الى الطريق أمامي لأصل الى وجهتي بسلامة وبين صوت الرجل المتحدّث .. هل يلعب معنا لعبة الذكاء أم أنه يستغبي أم أنه فعلا كان يقرأ عن ورقة أمامه وغفل عن بعض الاخطاء؟
أعزائي قراء الموضوع عندما نواجه تحدّي بسيط ونحن في طريقنا الى مكان ما ... يتحدّى فكرنا ويجذب أو يشتت تفكيرنا ويجعلنا نبذل جهد أكثر مما نحن نبذله في الواقع اليومي، هل نغيّر المحطة ونبحث عن ما هو سهل التلقّي كالاغاني مثلا أم نسرح في تفكيرنا في أمور يومية تلهينا عن الاستماع للمتحدث ؟
كم من المرات اعتبرنا كلماتنا هي الاصح وطريقة تفكيرنا تتفوق على الجميع .. فلم نعطي تبريرا لما يقولونه أو يفعلونه وحكمنا بالاعدام عليهم ومسحنا وجودهم بجرّة قلم أو باطفاء جهاز المذياع ..
وعاد صوته ضاحكا وقال بكل روح مرحة: "أعتقد أني لم أفقد أي أحد فأنا لا أعتقد بأنكم استطعتوا فهم مقصدي وفضولكم جعلكم تبقون معنا لتعرفوا على أي شيء كنت أقول لكم أن "تنقروا" ! ... أنا بحاجة لان أكسب انتباهكم لينجح برنامجي ولهذا انتقلت بكم الى عالم التفكير وتشغيل الخلايا الدماغية فقط بالنقر على موقع وهمي ... ولكننا لا زلنا معا ...
في الحقيقة لم يحصل لي هذا الموقف بل هو من ابتكاري ووليد اللحظة..
ماذا كنتم ستفعلون لو أني كنت تلك المقدمة للبرنامج وقلت لكم
عزيزي القاريء "أنقر هنا من فضلك" ولم ننتقل لاي مكان ...
قيثارة الليل