المستبد المستغل والمستبد المستنير
بقلمى : محمد صلاح
الاستبداد هو قمة الظلم وقتل الحياة من حول من نظلمه ليكون صورة بلا حياة فلم يقف عند قتل النفس بل التمثيل بجثته وتشويه معالمها لتضيع معها الهوية 0
فالمستبد المستغل هو الذى يستغل الطاقات والخيرات ومجهود الأخرين من أجل المصلحة الشخصية دون النظر إلى من إستغله بعين العفو أو الرحمة أوإعطائه أجر مقابل ذلك فهو ينظر إلى ماذا سيأخذ ؟ ولايفكر فيما يعطى؟
أما المستبد المستنير فهو فى هدفه كالأول مستغل ولكنه من أجل مصلحته وبقائها ونمائها قد ينفق على ذلك بغرض المصلحة الذاتية وإستمرارها 0
هذان النموذجين هما موجودين أمامنا رأى العين حيث نرى الإستبداد وتفحشه فى مجتمعاتنا
ولو رجعنا إلى الوراء لرأينا
الدولة العثمانية حينما تأخذ أمهر الصناع والحرفيين من مصر إلى الأستانة ويبيع الخديو ى إسماعيل إمتياز قناة السويس من أجل مائدة مكرونة ويموت مئات من المصريين فى حفر القناة هذا هو الاستبداد المستغل 0
حينما يترك لنا الاحتلال البريطانى أكبر شبكة سكة حديد وكبارى حديدية نراها حتى الان والمستشفيات وهى فى الاول لمصلحته الاستبدادية والتوسعية ولكن نتج من هذا الاستبداد إستنارة فكرية وهى التى قاومت الاحتلال فكان الازهر الشعلة التى توقد الثورة
ولكن مهما لمسنا فى الاستبداد من صورة زائفة للإستنارة فهى صورة مغلوطة فى واقع نتعايش فيه
الجامعات الخاصة التى تعلن أحقية التعليم هى فى مضمونها جوانب إستثمارية ولكن تهدف إلى النواحى الاكاديمية
مازلنا نستورد قيم الاستبداد ونوظفها فى مجتماعتنا وإعلاء الملكية الفردية والقضاء على الملكية العامة وإهدار المال العام ، من أجل مصلحة فرد تُصدر قوانين تهدف مصلحته وتأخذ فى الاعتبار تأثير هذا القرار على ملايين المواطنين
أمثلة كثيرة نراها كلها فيها إستبداد وإستغلال وضاعت الاستنارة الفكرية
واٌخرج الملايين من الشعوب من غُرف العمليات بعدما أُجريت لهم جراحة غسيل فكرى لتصبح العقول مجرد دمية لاتعهيا إلا لاعبى الكرة والمطربين والنجوم
فليت كل قائد يُحسن حق الرعية ويحيى فى رعيته معنى الإيثار والعدل
ونخرج من هذه المعضلة جاعلين الله من وراء القصد
محمد صلاح
8/5/2010