* رمضان الذي نسيناه*
مرّ علينا شهر رمضان الماضي و قبل الماضي و نحن على صفيح ساخن و أرض تتفجّر منها براكين الغضب و وضع مشحون بالحروب سواء الباردة أو الساخنة و تآمر على بلدنا الحبيب و نزاع بين فريقين من المفترض أنهما من بلد واحد و يسجدان لرب واحد أحد و يدينان بدين واحد عموما لسنا بصدد ذلك الآن جاءنا رمضان في ظلّ هذه الأحداث فنسينا أن نصومه حق الصيام و نتعبّد فيه حق التعبّد إنشغلنا عن ذلك الضيف العزيز الغالي الذي يزورنا مرة واحدة في العام دون أن نحتفي به كما إحتفى بنا و دون أن نكرمه كما أكرمنا جاءنا مادّا يده لنا بالخير و الحب و الحسنات المضاعفة و نحن لم نلتفت إليه و لم نمد له أيدينا لنتلقّى نفحاته و رسالته التي جاءنا بها من الله سبحانه و تعالى لم نسمع لنداءاته و ترغيبه لنا في التعبّد و التقرّب إلى الله ، و ترهيبه لنا من الغفلة و العصيان ، حتى الأطعمة التي تفنّن البعض في توفيرها و كأنه شهر الطعام و ليس شهر الصيام ليس لها طعما و لم يستمتع بها أحدا فالكل كان حزينا جريحا و مكلوما فمصرنا أمنا الحبيبة كانت ممزقة الأوصال بأيدي الجهلاء الذين يشوهون الدين بجهلهم و صلفهم و عجرفتهم و عقولهم المغيّبة المعطلة كانوا يريدون و ربما لا زالوا أن يغرقوا السفينة التي تقل الجميع ظنّا منهم أنهم يريدون إنقاذها و لكن.......
ليتك بيننا يا رسول الله لترى ماذا فعلنا و قلنا و لست أدري بأى وجه سوف نلقاك؟؟؟!!!
و نلقى الله خالقنا ؟؟؟!!! خلت المساجد من الزوار و خلت البيوت إلاّ من الدموع و الأحزان على القتلى و الجرحى و لم نعد ندر عيوننا عن قنوات الأخبار فرأينا ما تشيب له رأس الوليد من جرائم في حق الإنسان و الوطن و هدم للمنشآت و تفجير و تدمير و التعدّي على رجال الأمن الذين هم العين الساهرة علىنا لتحرسنا و نحن نيام و منهم أولادنا جميعا فمن منّا ليس له إبنا في الجيش يؤدي الخدمة العسكرية؟؟؟؟!!!
كلنا لنا أولادا أو جيرانا أو أقاربا تؤدي الخدمة العسكرية فلنرحمهم ليرحمنا الله الرحمن الرحيم و لا نحرم أنفسنا منهم و هم في عمر الزهور فمن ذا الذي يقبل أن يقتل إبنه و هو واقف ليحمي الوطن و المواطنين؟ يسهر و يجوع و يتعب و نحن ننعم في بيوتنا نأكل و نشرب و ننام في أمان لأننا نعلم علم اليقين أن ثمة شخص عينه ساهرة فلنتق الله ربنا في أولادنا و في أوطاننا و لا نكون كالدبّة التي قتلت صاحبها و هاهو رمضان الكريم هلّت نفحاته و نسماته العطرة من جديد و جاءنا يدق الأبواب من جديد فماذا نحن فاعلون؟؟؟؟ّ!!!!! هل سننساه كما نسيناه من قبل؟ أم أننا سوف نكرمه الكرم الذي يستحقّه؟! و خاصة أننا في فرحة و إطمئنان و هدوء يؤهلنا و يمكّننا من التفرّغ لمصالحنا الدنيوية و الأخروية؟؟؟!!! و لنلتفت لمصلحة بلدنا الحبيب لنكون أفضل الشعوب و كفانا إستهتارا و كفانا مضيعة للوقت و كل منا ينه نفسه عن المعاصي و يأمرها بالتقرّب إلى الله ليتقرّب الله لنا و يعطينا على قدر نوايانا فلنصلح نوايانا و أفكارنا لنخرج من عنق الزجاجة و ننجو من المحن التي طالما عانينا منها و سئمنا حتى أوجاعنا كل عام و الجميع بخير و طاعة و سلامة و محبة بين الجميع و أمان فهل من مجيب؟؟؟؟؟!!!.
بقلم / أحلام شحاته