يبدأ العام الدراسي بفرحة عارمة و سعادة غامرة
و إعلان حالة من الطوارئ في كل البيوت إستعدادا له
سواء بشراء الملابس الخاصة به أو الكتب أو بالدروس الخصوصية
و التي تبدأ أحيانا قبله بفترة ، و تستمر العملية التعليمية
منظومة متكاملة و سلسلة من التكرار الذي يتشابه
في معظم الأحوال ، و حين يقترب وقت الإمتحان ....
تعلن البيوت حالة الطوارئ القصوى لتهيئة الطقس
للطالب كي ينجح و بتفوّق و يجني ثمرة زرعه طيلة عام من الكفاح
و ليكلّل مجهوده الخارق بشهادة مكتوب عليها نتيجة مشرّفة
هذا هو الأمر الطبيعي للطالب المثالي الذي يعرف معنى و قيمة ما
هو مقدم عليه و يعلم علم اليقين أن لوقته قيمة و لعمره ثمن
و أنه ليس وحده في هذه الدنيا فله أهل ينتظرون نتيجة صبرهم
و تعبهم و تحمّلهم لنفقاته و خدمته طيلة عام .. و له أساتذة
أعطوه كل جهدهم و طاقتهم ليبلّغوا رسالتهم التي يحملونها كأمانة
من الله سبحانه و تعالى .. و أيضا له أصدقاء ينتظرون أن يفخروا به
و بنجاحه ليشاركونه فرحته خطوة بخطوة .. و لكن .............
لأن لكل قاعدة شواذ .. و لأن الرياح لا تأتي دائما بما تشتهي السفن
فنجد الطالب الذي يلهو طيلة العام و يهرب من المدرسة
و لا يأخذ العملية التعليمية مأخذ الجد .. نجده يأتي يوم
الإمتحان و قد جهّز نفسه للغش .. بأية طريقة و هو بارع في ذلك
طبعا فيحصل على المعلومات سرقة و غشّا و زيفا
و بذلك يضيّع مجهود الآخرين الذين تعبوا و كدّوا ليفرغوا ما برأسهم من
معلومات .. و هذا الأمر لا يخفى على أحد أبدا سواء المدرّس أو
الطالب أو حتى الأهل .. تقع عملية الغش تحت سمع و بصر بعض
الأساتذة للأسف الشديد .. أيّا كان السبب .. سواء أكان تعاطفا مع
الطالب الفاشل أو لقيام بعض الطلاب أو أهالي بعض الطلاب
بتهديد المدرّس قبل دخوله لجنة الإمتحان .. أو لأي سبب آخر لا
نعلمه نحن .. أو لربما شعور المدرّس بتقصيره في حق الطالب طيلة
العام الدراسي فيحاول أن يعوّضه بأن يسمح له بالغش أو ربما
أن يساعده في الغش للأسف الشديد ...
و بذلك نكون أعطينا لأنفسنا شهادة بالفشل كمجتمع
و كمنظومة تعليمية هشّة و ضعيفة البنية .. و تكون الشهادة التي
حصل عليها الطالب غير ذات أهمية و غير ذات جدوى
مثلها مثل العملة المزيّفة لا تسمن و لا تغني من جوع
تكون الشهادة المعلّقة على الحائط مجرد ورقة لا تستحق الحبر
المطبوع عليها .. ما هذا الضياع ؟؟؟؟
من يقول أن نهدر الوقت و المال ؟؟؟ و الأساس خاطئ ؟
فكل ما بني على باطل فهو باطل .. لابد من زيادة الوعي
من أوّل العام الدراسي بأن التعليم كالماء و الهواء
و لابد أن نتهافت عليه و نتعلّم بإخلاص و جدّ و تفاني
و أن يكون التعليم بداخلنا جوهرا و ليس مظهرا خارجيا
لابد أن نقدم على التعليم بحبّ .. فإذا أحب الطالب مدرسته
و كتبه .. عرف حق الله في كل شيء
و أن يعرف المدرّس قيمة ما يقدّمه للطالب ( الفقير قبل الغني)
سواء أكان يأخذ عنده درسا خصوصيا أو لا ... و لا يفضّل من يعطيهم
درسا بالمعلومات الهامة .. أن يراعي الله سبحانه و تعالى
ليعطي درسا عمليا للطالب بأن ثمة ضمير لابد و أن يكون يقظا
على الدوام و بذلك تنجح منظومة التعليم و ننجح كبلد و ننجح
كأمة كانت تقود الأمم بعلمها و بعلمائها و أن يكون العلم هو المنارة
التي نهتدي بها للطريق إلى التقدّم و الحضارة التي كادت تضيع
لنجد هويّتنا من جديد .. فهل من مجيب ؟؟؟
هذا ليس مجرد سوال..
بقلم أحلام شحاته