رغم التشابه الكبير بين كلمتى الاعلام والاعلان
الا ان الفرق بينهما كبير جدا فى المعنى
فالاعلام فى الاساس يقوم على نشر الحقيقه ونشر وجهات النظر حولها
محاولا اقامه حوار جاد يرتقى بالانسان والمجتمع
فهو يخاطب العقل ويسعى لدفعه للتفكير
بينما الاعلان يقوم على ترويج سلعه محاولا الغاء عقل المتلقى ليقتنع بتلك السلعه
مخاطبا غرائز المتلقى ورغباته بعيدا عن عقله
وفى الدول ذات نظم الحكم الاستبداديه تحرص الحكومات على تحويل جميع وسائل اعلامها الى وسائل اعلان
تظل تردد ليل ونهارا انجازات النظام وكيف حول الوطن الى جنه يعيش فيها ابناؤه
وتظهر للوجود صورة من صور الفنتازيا
اعلان رسمى يتحدث عن وطن لا وجود له الا فى خيال اصحاب السلطه ومن يحيط بهم
وواقع تعيس يغرق فيه ابناء الوطن
وظهرت الفضائيات لتكون وسيله اعلام جديدة اتاحت لابناء تلك الاوطان الاطلاع على الحقيقه
ولكن
بمرور الوقت ظهر تاثير سلطه راس المال على الفضائيات
وظهر تاثير سلطه الدول الكبرى على تلك الفضائيات
ففقدت الفضائيات الكثير من مصداقيتها بعدما اصبحت تخدم فى اغلبها سلطه راس المال
او سلطات وقوى اخرى مجهوله ولكن بالتاكيد لها اهدافها التى لا تبتغى المصلحه الحقيقيه للشعوب
وجاءت شبكه الانترنت لتكون هى وسيله الاعلام الوحيدة المتاحه لابناء تلك الاوطان
ولكن
من الواضح ان الكثيرين على النت ادمنوا الاعلان ومتعه غياب العقل واستعذبوا الاكاذيب
فيحاولون بكل جهدهم تحويل النت الى وسيله اعلان وليس وسيله اعلام
متناسين ان تكرار الكذبه لا يحولها الى حقيقه ابدا وهى الفكرة التى يقوم عليها الاعلان
حيث ترتكز سياسه الاعلان على تكرار الاكاذيب والالحاح فى تكرارها حتى يتم الغاء عقل المتلقى
وتترسخ تلك الاكاذيب فى وجدانه على انها حقيقه مؤكدة
ورغم ان الاحداث تثبت دائما كذب وفشل الاعلان مثلما حدث فى تونس
فقد ظل اعلان الرئيس زين العابدين يؤكد للشعب التونسى انه يعيش فى جنه الكرامه والديموقراطيه
ولكن
غضب الشعب التونسى وثورته اثبتت للجميع فشل سياسه الاعلان
فقد كان الاعلان التونسى يتحدث عن جنه لا يجدها المواطن التونسى فى واقعه
فادرك كذب الاعلان ورفض الخضوع لمنطقه وثار واسترد وطنه
ورغم ذلك يصر البعض على الاستمرار فى محاولتهم لتحويل النت الى وسيله اعلان
تساهم فى تغييب العقل وتشارك الاعلان الرسمى فى جهوده لتغييب عقل المواطن
وكأن تكرار الاكاذيب والغاء عقل المواطن سيحول الحقيقه التى يعيشها المواطن فى واقعه
شبكه الانترنت هى اخر وسيله اعلام يمكن ان تساهم فى انقاذنا فلا تهدروها
يا ترى انتم عايزين الانترنت
اعلام ولا اعلان ؟؟؟؟؟
انجى