أحوال مصرية
مصر 2011
لقد وضع الشعب التونسي بثورته العبقرية الفريدة
( فهى أول مرة فى تاريخ العرب
يتمكن خلالها شعب عربى من إجبار الحاكم الفاسد على الفرار
ويحصل الشعب بإرادته وحدها بدون اى عون من الجيش على حريته وحقوقه )
جميع الشعوب العربية فى مواجهه نفسها
وهذه محاوله لمواجهة النفس
( كم ذا بمصر من أمور مضحكات ولكنه ضحك أمر من البكاء )
كارثة مصر اليوم ليست فى فساد الحاكم وحاشيته فقط
الكارثة الأكبر بمصر اليوم هى فساد الكثير من المصريين
وهو فساد له العديد من الأوجه التى سأحاول توضيحها ورصدها
ربما ينتبه احد إذا كان هناك من يهتم
هى ذلك التغيير الخطير الذى حدث للشخصية المصرية
حتى صار بعض المصريين هم كارثة مصر
على مر التاريخ تعرضت مصر لغزوات الغزاة والفاتحين أكثر من مرة
وسقطت تحت الاحتلال أكثر من مرة
ولكن
دائما كان الاحتلال يرحل عن مصر مهما طال بقاؤه فيها
ودائما كان الغزاة والفاتحين والمحتلين إما أن يرحلوا أو يذوبوا فى النسيج المصرى
فقد كانت الشخصية المصرية ترفض أن تتلون وتأخذ لون الغازى والمحتل
وكان ثبات الشخصية المصرية وتمسكها بتميزها
هو عمود الأساس فى نجاة مصر وبقائها واستمرارها كأقدم دوله فى التاريخ
فكان إحساس المصرى بالانتماء لوطنه هو أقوى ما يميز المصريين
حتى اخترع المصريين مقوله
( إن مصر ليست وطنا نعيش فيه ولكنه وطن يعيش فينا )
وكانت منظومة القيم الاجتماعية المصرية سياج الأمن والأمان للمصريين
وكانت رؤية المصريين للدين آيا كان هذا الدين كأسلوب حياة يعيشون به
واحترامهم للدين ورجاله على اختلاف عقائدهم
من أهم الأسس التى حفظت مصر من الفتن التى أطاحت بدول كثيرة ومجتمعات كثيرة
وكان تماسك الأسرة المصرية وترابطها هو الأساس القوى الذى تستند إليه قوة مصر
وكانت النخبة المصرية العاقلة دائما
هى من يقود مصر لتكون فى مقدمه دول العالم حتى فى اشد لحظات ضعفها
تقودها لتنهض من جديد وتستمر فى مسيرتها عبر التاريخ
ومن الواضح أن هناك من أدرك تلك الحقيقة من أعداء مصر
فبذلوا كل جهودهم وأموالهم ليشوهوا الشخصية المصرية
ليتمكنوا من قتل مصر والقضاء النهائي عليها
وبذلت جهود كثيرة للقضاء على النخبة المصرية
وبذلت جهود كثيرة لتفكيك الأسرة المصرية
وبذلت جهود كثيرة لتشويه الدين فى وجدان المصريين
ليكون احد وسائل تفريق مصر وتفتيتها
وبذلت جهود كثيرة لقتل الإحساس بالانتماء للوطن داخل أبناء مصر
ونجحت كل هذه الجهود إلى حد خطير جدا
وتحولت مصر إلى كيان هلامى غير محدد المعالم
وأصبحت كلمه باحبك يا مصر
مجرد كلمه ينطق بها البعض ويتغنى بها البعض دون أن يدرك احدهم معناها
ترى ماذا يحب هذا البعض فى مصر 2011 ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ماذا يعنون بكلمه باحبك يا مصر ؟؟؟؟
هل يدركون واقع مصر 2011 حقا ؟؟
هل حقا يحبون هذا الواقع ؟؟؟
أم أنهم يدركون ويرفضون ولكنهم يحبون مصر كما يتمنون أن تكون ؟؟
ترى هل يبذلون اى جهود جادة وحقيقية
لتكون مصر وطنا يستحق أن يحبوه فعلا وان يعبروا عن حبهم له بالكلمات ؟؟
أم أن كل ما يمتلكونه هو مجرد كلمات يتشدقون بها ولا يدركون معناها
ليظهروا فقط بمظهر الوطنيين من منطلق احبك يا وطنى فى وقت الفراغ فقط
يتبع
لنلتقى مع مصر كما ينبغى أن تكون وواقع مصر 2011
جمال النجار