الذاكرة الفكرية للإنسان تٌملئ بسرد فكرى وأفعال خضعت للتشكيل فى الواقع،ولكن يبقى الفارق الذى يشكلها هل هى
- أفكار عشوائية نتج عنها رد فعل عشوائى فى الواقع
- أفكار منهجية مرتبة خضعت للتشكيل مستمدة من مرجعية دينية أو إجتماعية أوثقافية أو سياسية 00000الخ
لذا أردت أن يكون حديثى عن المرجعية والتى تعنى الرجوع الفكرى والفعلى لقواعد ثابتة تكون نهج أو دستور حياتى ومجتمعى للفرد0
وقد يترأى لنا فكرة المرجعية لبعض التنظيمات السياسية فى بعض البلدان والتبعية للغرب فالغرب يُقوى المرجعية حينما يتخذ رئيس الدولة قرار فمرجعيته مجلس الشيوخ والدستور فى نطاق الدولة والمصلحة العليا فكون الرئيس بقى فى الحكم أم تغير لايعنى شئ لثبوت المرجعية وحينما تتكلم أمريكا عن الشرق الاوسط فى شعارات الديمقراطية وخارطة الطريق
ووضع مسمى الارهاب لكل حركات المقاومة وفرض سياسة التسليم بالأمر الواقع وسياسة العصا والجزرة فمرجعيتها السيطرة والهيمنة وتقوية الكيان الصهيونى 0
ولكن يبقى السؤال أين المرجعية العربية ؟
التفتيت العربى الفكرى فى الصداقة والتوأمة والمرهانة على الحصان الأقوى فى السباق جعل الغالبية العربية للأسف مرجعيتها غربية أمريكية فى التشكيل المجتمعى والسياسى وفرض السطوة السياسية والعسكرية والاقتصادية والتخطيط الزمنى التنموى والاسترايجى وتحديد خطوط للسير عليها وهدم كل النظريات السياسية والاقتصادية التى تتنافى مع المرجعية الامريكية لتسود محلها نظرية الاستيراد الفكرى المرجعى الامريكى الغربى وهدم كل المرجعيات العربية التى يعتبرها أولى الامر السياسين مُنتهيت الصلاحية وتضر بالمجتمع والامن القومى0
وبدأت تظهر على الساحة العربية سلبيات كثيرة ، ومناظر تأسف لها العين فى إجتماعات القمة العربية ومباريات كرة القدم وتهجير القوى العاملة العربية من الأخرى العربية وإحلالها بجنوب شرق أسيا ،وتربص الفضائيات فى نشر بؤر مرضية عربية تدل على الاحقاد وقطع وتمزيق النسيج البُنوى للأمة العربية 0
وكان لتأثير التفاعل والاندماج وإستيراد الفكر الرأسمالى والمد الغربى ليُسطر على الفكر العربى سلبيات كثيرة فى هدم المجتمع من الناحية الاخلاقية وهدم سياسة التعليم والناحية الصحية وكأنه فى كل القطاعات
وبدأت الحملات الاستعمارية بكل قوتها المعنوية فى نشر الادمان والمخدرات والدعوة للعلمانية ومحاصرة الازهر وتقييده وبلبلة الرأى العام وتخبط الفضائيات حول المسائل الفقهية ، وظهر جيل ناقم للبيئة العربية من الممكن أن يقدم التنازلات الغير واعية 0
وفى زاوية أخرى يكاد يكون السؤال !هل أبطال المقاومة الاسلامية حماس وحزب الله والمجاهدين فى العراق وكل البقاع التى تجاهد !
هل هم أُناس من عالم أخر غيرنا؟
حينما تقوم حزب الله بضرب العمق الاسرائيلى واحداث إرتباك فى الجيش الاسرائيلى رغم كل هذه التقنيات والمساندة الامريكية ونشاهد أسود حزب الله تحمل الصواريخ على أكتافها طالبين الشهادة ويخرج الشيخ حسن نصر الله يتكلم بلغة العزة والنصر رافعا شعار (إن تنصروا الله ينصركم )
فنجد أن هذه القوة والبسالة كانت مستمدة من مرجعية دينية مفادها الدفاع عن العرض والوطن والجهاد فى سبيل الله 0
الصورة الاخرى كانت فى غزة والبسالة وطلب الشهادة وكسر أنف الغطرسة الاسرائيلية وإجبار القوات الاسرائيلية للرجوع للوراء لم تقدر سوى ضرب الاطفال والشيوخ أخذة معها عار الهزيمة 0
حينما يظهر الشيخ حسن نصر الله والقيادى خالد مشعل فى الفضائيات لتقشعر الصدور أمامهم ونحس بأنه مازال يوجد بيننا رجال عندهم نخوة 0
لماذا لانمتلك المرجعية وهل ليس نحن أهل لها؟
فى رأى كإنسان عادى محايد لاأنتمى لاى حزب أو متحيز أو مدافع عن فكر بعينه سوى أنى إنسان مسلم عربى يرفض الانقياد للغرب
لابد من المد العربى المشكل بطبيعتنا والحفاظ على الهوية العربية ومنع المد الغربى الامريكى وتقليصه ، وبناء جسر من التعاون العربى وتقديم البديل والمساندة 0
إزالة كل جدارن وحوائط الحدود بين الدول العربية وتبادل البعثات بين الدول فأنا من حقى كونى مصرى أن أزور بلدى الاخر سواء كان فى سوريا ولبنان وفلسطين العراق والخليج والمغرب العربى 0000الخ
الاعلان عن حملة تطعيم أطفالنا بالمرجعية العربية وقيمنا الراسخة ونتنازل عن التطعيم الغربى الفاسد 0
وحينما نجلس مع أطفالنا تكون أسئلتهم كالسهام ولانملك الرد للسلبيات الكثيرة المتردية التى تُنشر على حبل الغسيل العربى بأثواب متسخة ، فيجب على الفضائيات نشر أجمل ما عندنا على حبل الغسيل المرئ لكل الافراد ، لتكون هناك نظرة إيجابية لنزرع الحب للوطن الأكبر فى نفوس أولادنا ! 0
إن المرجعية كمعنى وقيمة وعقيدة لها عظيم الأثر فى الفكر المجتمعى وكما ذكرت لها أشكال كثيرة الدينية التى مصدرها الشرع والسياسية التى مصدرها التنظيم السياسى والحزبى ودستورى مصدرها القوانين والتشريعيات ، وكل على حسب نوعه يعطى صورة واضحة تختلف عن الأخرى تعكس الأفعال والأراء والمذهب الفكرى 0
بعد حصول أغلبية الدول العربية على إستقلالها بدأت تتبنى المرجعية الثورية التى ترتكز عليها فى الخطاب السياسى والعسكرى وبدأت تسير فى خطوات ممتازة لضرب قاعدة الاحتلال الغربى ولكن مازال العدو غدار ترك لنا فيروس ليس هو بالهين ليضر ببيئتنا العربية هو الكيان الصهيونى وتأتى التوابع بعد ذلك 0000؟
ولكن يكفينا فى النهاية مرجعية واحدة ليُبنى من خلالها جسر التواصل والتلاحم والقوة المنشودة هى مرجعية الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم الذى بدأها من غار حراء حتى ساد العالم كله من هدى القران والسنة المباركة 0