استاذى الفاضل احمد طه اسمح لى ان احاول اكمال عرض وجهه نظرى
بدايه هناك فعلا مؤامرة تحاك لاشعال الفتنه بين ابناء مصر
وهناك متطرفون مسيحيين ومسلمين يسعون عن عمد لازكاء نيران هذه الفتنه بتطرفهم
ولكن
هناك ايضا مشكله حقيقيه نعيشها فى مصر وهى احساس المصريين المسيحيين بالاضطهاد
وهى مشكله من الواضح جدا ان كل القبلات على اجهزة الاعلام بين شيخ وقسيس اصبحت غير كافيه لاحتوائها وانه قد حان الوقت الذى يجب ان نتوقف فيه لنناقشها قبل اندلاع نيران فتنه كبيرة يمكن ان تعرض وحدة هذا الوطن الى الخطر
شىء اخر اندهش بشدة من تصور البعض ان الحكومه المصريه تحابى المسلمين حبا فى الاسلام فما هى علاقه النظام المصرى بالاسلام والسجون المصريه مكتظه بشباب كل جريمته انه ارتاد المسجد يوما للصلاه او حضر احد دروس الدين او اطلق لحيته
فانحياز النظام المصرى الذى يتحدث عنه البعض لا علاقه له بالحرص على الاسلام بل له اسباب اخرى كثيرة ليس من بينها ابدا حب الاسلام والمسلمين
بل اساس هذا الانحياز هو فساد الاشخاص ونفاقهم واستعدادهم لبيع الوطن
استاذى الفاضل
بدايه ارفض ان يكون تولى الوظائف العامه على اساس الديانه بل يجب ان يكون تولى الوظائف العامه خاضعا لمعيار واحد وهو الكفاءه
العدل اساس الملك
والعدل ان يكون تولى الوظائف بالكفاءه وليس على اساس العقيده او الولاء للنظام
ولكن بما ان العدل مفتقد فى مصر فلماذا لا يقوم النظام المصرى بتخصيص نسبه من المناصب للاخوة المسيحيين وهو اى النظام لن يعدم ان يجد بينهم ايضا منافقين وافاقين يبيعون وطنهم وعقيدتهم ولاءا له
فبدلا من تعيين ممدوح اسماعيل سفاح العباره الغارقه عضوا بمجلس الشورى كان على النظام ان يختار مصرى مسيحيى
وبالنسبه للازهر الشريف فهناك كليات لاهوتيه تابعه للكنيسه ايضا ويحرم على غير المسيحيين الانتساب اليها فهى كليات ومعاهد مخصصه لتدريس العقيدة المسيحيه
اما سيطرة الاخوة المسيحيين على بعض انواع التجارة او بعض المهن
فاعتقد انه لا يوجد اى قانون فى مصر يحرم على المسلمين تلك الانواع من التجارة او المهن فالمسأله خاضعه لكفاءه الافراد والمجال مفتوح للجميع
ولكن رصد البعض لذلك وعرضه على انه ميزة للمسيحيين هو ما يجب ان نتوقف عنده
طبعا كما قلت هناك متطرفون على الجانبين
فهناك منتديات تدعى انها اسلاميه او عربيه وتصف الاخوة المسيحيين بصفات غير مقبوله
بل وتحرم على المسلمين مجرد تهنئتهم باعيادهم وتعتبر ذلك نوع من الكفر
وطبعا هناك منتديات اخرى تدعى انها مسيحيه وتكيل كلمات السباب للاسلام والمسلمين
ومن الانصاف الا نحسب تلك المنتديات على الاسلام ولا على المسيحيه
استاذى الفاضل
هناك فعلا اشياء غير منطقيه فى مصر
سقطت الدوله العثمانيه وتخلصنا من الاحتلال العثمانى
ورغم ذلك مازال الخط الهمايونى وهو قانون اصدره سلاطنه الاحتلال العثمانى يتحكم فى بناء الكنائس فى مصر
ماذا لو صدر قانون واحد ينظم بناء دور العباده فى مصر على اختلاف عقائدها ؟؟؟
سؤال يحتاج الى اجابه
كيف نسمح لقانون عثمانى ان يستمر فى ادارة حياتنا رغم سقوط الدوله العثمانيه وتخلصنا من الاحتلال العثمانى ؟؟؟
ناتى الى المدارس الدينيه
كثير من المسلمين تربى فى مدارس الرهبان
والمصريين جميعا امام القانون سواء
فكيف تسمح وزارة التربيه والتعليم بانشاء مدارس يحرم على المسيحيين الانتساب اليها ؟؟؟
والمفروض ان كل المناهج التعليميه فى جميع مدارس مصر واحدة بعيدا عن الازهر ومدارسه ومعاهده وبعيدا عن كليات اللاهوت المسيحيه
يجب الغاء تلك التفرقه فورا وان يكون هناك قانون واحد لانشاء المدارس فى مصر قانون يضمن حق المصرييين جميعا فى تعليم حقيقى وجاد بدون اى تمييز بينهم
نصل الى الخطاب الدينى
واعنى به كيف نتحدث عن الاخر المختلف معنا فى العقيدة
ساحكى لك قصه صغيرة
كنت اصلى الجمعه فى احد المساجد
وامام المسجد مباشرة عمارة يقطن بها بعض الاسر المسيحيه وهو شىء معلوم لكل سكان الحيى
وفى دعاء الامام بعد الخطبه فوجئت به يدعوا والمطلوب منا طبعا ان نؤمن على دعاؤه
دعا هذا الواعظ الذى يقف على المنبر فى نفس المكانه التى وقف فيها سيدنا رسول الله
بدعا بقوله
اللهم انتقم من اليهود والمسيحيين !!!!!!!
علامات التعجب من عندى
وبعد الصلاه لم اتمالك نفسى من التوجه اليه محاولا ان افهم
ودار بيننا حوار
يا مولانا افهم ان تدعوا على اليهود لاحتلالهم فلسطين وللمجازر التى يرتكبونها كل يوم فى حق اهلنا فى فلسطين
ولكن لماذا تدعوا على المسيحيين ؟؟؟
ومن الواضح ان الرجل لم يتوقع ان يناقشه احد فى خطبته او دعاؤه
فقلت له يا مولانا تعلم طبعا ان هناك عدد من الاسر المسيحيه تسكن فى مواجهه الجامع
فماذا يحدث لو خرج احدهم اثناء الصلاه ودخل الجامع وسبك ردا على سبابك لهم
وارتبك الرجل فقد تصور انى احد عناصر امن الدوله
فقلت له انا مجرد مواطن مصرى مسلم
والمؤمن كيس فطن
كلماتك يمكن ان تشعل مصر كلها
ادعوا على امريكا واسرائيل
ولكن ليس من حقك ان تستغل وقوفك على المنبر لتسب مصرى اخر خاصه وكلماتك يمكن ان تتسبب فى اشعال فتنه
هذا الواعظ طبعا نتاج خطاب دينى خاطىء
يرى اصحابه انهم المتحدثون الرسميون باسم الله
رغم ان المولى سبحانه وتعالى عندما تحدث عن عبيدة من ذوى العقائد غير الاسلام وصفهم بالكفر
ولكن
عندما امر نبيه الكريم سيدنا رسول الله ان يحدثهم امره ان يخاطبهم بكلمه ( يا اهل الكتاب )
هنا اصحاب هذا الخطاب الدينى الخاطىء اعطوا لانفسهم مقام الربوبيه وترفعوا حتى عن مقام النبوه الكريم
وهم واحد من اهم اسباب الفتنه
الكارثه انه يتم تكريس ذلك الخطاب الدينى فى الكثير من المدارس التى تتسمى باسم الاسلاميه وفى الكثير من المساجد التى تبتلى بامثال ذلك الخطيب الذى ابتليت به يوما
فينشأ جيل من الشباب المسلم يتصور انه المتحدث الرسمى باسم الله وانه وحده من يعرف الاسلام ويخشى عليه وانه وحده من يقف مدافعا عن الاسلام وهو لا يدرك انه بكلماته وتصرفاته اسوأ اهانه للاسلام
اخى الفاضل
اعتذر عن الاطاله ولى عودة اخرى
اخوك
جمال النجار