مرة أخرى ، تنطلق فعاليات بطولة كأس العالم للأندية بعد غد الأربعاء بعيدا عن أحضان اليابان التي تولت رعاية البطولة لسنوات لم يقطعها سوى عامين في الإمارات ، وها هي تبتعد عن اليابان لعامين آخرين لتقام في ملاعب المغرب خلال العامين الحالي والمقبل.
وتجذب مدينتا أغادير ومراكش أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة على مدار الأيام المقبلة لمتابعة بطولة العالم العاشرة (التاسعة رسميا) للأندية والتي تقام من 11 إلى 21 ديسمبر الحالي.
وتقام فعاليات البطولة تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ورعاية شركة تويوتا اليابانية لصناعة السيارات وبمشاركة سبعة أندية من القارات الست.
وتشهد البطولة للمرة السابعة مشاركة فريق من الدولة المنظمة هو الرجاء البيضاوي بطل الدوري المغربي لمنح البطولة المزيد من الاهتمام الجماهيري رغم أنها تقام للمرة التاسعة على التوالي.
وبعد أربع بطولات لكأس العالم للأندية انتقلت البطولة في عامي 2009 و2010 إلى دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أن تعود إلى اليابان في عام 2011 لتقام لمدة عامين أيضا قبل الانتقال في العامين الحالي والمقبل لتقام في المغرب.
ومرت بطولة العالم للأندية بمراحل عدة حيث ظلت محصورة لعشرات السنوات وبالتحديد منذ عام 1962 بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية تحت اسم بطولة "كأس تويوتا انتركونتننتال".
ومع بداية القرن الحادي والعشرين وارتفاع مستوى كرة القدم في أفريقيا وآسيا واتحادي كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) والأوقيانوسية خلال العقدين الماضيين ، تحولت النظرة إلى البطولة من مجرد لقاء حاسم على الكأس بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية إلى بطولة عالم حقيقية تشبه كأس العالم للمنتخبات.
ولذلك أقيمت البطولة عام 2000 بمشاركة ممثلين من القارات الست لكنها عادت مجددا لتقام بين بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية بعدما أعلنت شركة "آي إس إل" الراعية لبطولات الفيفا إفلاسها.
واستمر العمل بكأس انتركونتننتال بين عامي 2001 و2004 قبل أن تعود فكرة بطولة العالم بين أبطال القارات الست من جديد لتوضع حيز التنفيذ بداية من عام 2005 .
ويعتبر الفيفا هذه البطولة (مونديال 2005) هي الأولى نظرا لمشاركة فرق أخرى بخلاف أبطال القارات الست في البطولة التي أقيمت عام 2000 في حين اقتصرت البطولة خلال الأعوام الثماني الماضية على أبطال القارات الست ولذلك تخرج بطولة عام 2000 من الحسابات الرسمية في تاريخ البطولة.
وكانت بطولة عام 2000 هي الأولى للأندية في الألفية الثالثة وأقيمت في مدينتي ريو دي جانيرو وساو باولو البرازيليتين بمشاركة ثمانية أندية هي كورينثيانز وفاسكو دا جاما من البرازيل كممثلين لقارة أمريكا الجنوبية، وريـال مدريد الأسباني نادي القرن، ومانشستر يونايتد الإنجليزي بطل أوروبا كممثلين لأوروبا، والنصر السعودي من آسيا والرجاء البيضاوي المغربي من أفريقيا ونيكاكسا المكسيكي من كونكاكاف وجنوب ملبورن الأسترالي من أوقيانوسية.
وقسمت الفرق الثمانية آنذاك إلى مجموعتين، ضمت الأولى كورينثيانز وريـال مدريد والنصر والرجاء، والثانية فرق فاسكو دا جاما ونيكاكسا ومانشستر والفريق الأسترالي.
واحتل الفريقان البرازيليان قمة المجموعتين بعدما لقنا باقي الفرق المشاركة دروسا في فنون اللعبة ليتأهلا مباشرة إلى المباراة النهائية في ظل عدم وجود الدور قبل النهائي.
وفي المباراة النهائية ، استمر التعادل السلبي قائما بين الفريقين على مدار الوقتين الأصلي والإضافي حتى حسمت المباراة لصالح كورينثيانز 4/3 بضربات الترجيح أمام 73 ألف متفرج احتشدوا في مدرجات استاد "ماراكانا" الشهير في ريو دي جانيرو.
وكانت المفاجأة الحقيقية في هذه البطولة خلو المباراة النهائية من أي فريق أوروبي، بالإضافة إلى سقوط ريـال مدريد صاحب التاريخ العريق في فخ الهزيمة أمام نيكاكسا المكسيكي في مباراة تحديد المركز الثالث 3/4 بضربات الترجيح أيضا بعدما انتهت المباراة بينهما بالتعادل 1/1 ليحتل الفريق المكسيكي المركز الثالث.
ولم يكن حال مانشستر أفضل من ريـال مدريد حيث سقط الفريق الإنجليزي الفائز بالثلاثية التاريخية (كأس ودوري إنجلترا ودوري أبطال أوروبا) عام 1999 في فخ الهزيمة أمام فاسكو دا جاما بقيادة روماريو وإدموندو 1/3 في الدور الأول للبطولة ليودع البطولة مبكرا مع ختام منافسات دور المجموعتين رغم أنه كان المرشح الأول لإحراز اللقب.
والشيء المؤكد أن المهارات الفردية للاعبين كان لها دور كبير في هذه البطولة حيث تألق كورينثيانز بقيادة نجومه فامبيتا وفريدي ورينكون وإدو وديدا كما تألق فاسكو دا جاما بقيادة روماريو وإدموندو وفاز نيكاكسا بالمركز الثالث بفضل جهود لاعبه الإكوادوري أجوستين دلجادو.
وفاز إديلسون مهاجم كورينثيانز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة بينما اقتسم الفرنسي نيكولا أنيلكا لاعب ريـال مدريد والبرازيلي روماريو صدارة قائمة هدافي البطولة برصيد ثلاثة أهداف لكل منهما.
وبلغ إجمالي عدد المشجعين الذين حضروا مباريات هذه البطولة 503 آلاف و200 مشجع بمتوسط حضور 35 ألفا و942 مشجعا في المباراة الواحدة.
وبعد انقطاع دام أربع سنوات عادت فيها المسابقة لنظام كأس انتركونتننتال أقيمت البطولة بنظامها الحالي في اليابان بين أبطال القارات الست لتستحق لقب بطولة العالم للمرة الأولى.
وأكدت فرق البرازيل تفوقها مجددا حيث توج ساو باولو باللقب بعد التغلب في المباراة النهائية للبطولة على ليفربول الإنجليزي بطل أوروبا 1/صفر.
وكان الهدف الذي سجله مينيرو في الدقيقة 27 من المباراة كافيا لمنح ساو باولو لقب البطولة على استاد يوكوهاما الدولي وسط حضور نحو 67 ألف مشجع احتشدوا في المدرجات بعد صراع عنيف مع فريق ليفربول الذي حاول الرد خلال ما تبقى من المباراة.
وأهدر ليفربول الذي ضمت صفوفه في هذه البطولة نجوما بارزين من جنسيات مختلفة، في مقدمتهم المهاجم الأسباني فيرناندو موريانتيس ومواطنه لويس جارسيا، الفرص التي سنحت له الواحدة تلو الأخرى في ظل تألق روجيرو سيني حارس المرمى الموهوب لفريق ساو باولو.
وبدأت البطولة بنظام جديد حيث جنبت بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية اللعب في الدور الأول خاصة في ظل عدم إقبال بطلي القارتين في البداية على المشاركة في البطولة خشية إرهاق اللاعبين وسط الموسم الكروي.
ولذلك اقتصرت مشاركة بطلي القارتين على الدورين قبل النهائي والنهائي بينما شهد الدور الأول مواجهة فاصلة بين الأهلي المصري بطل أفريقيا واتحاد جدة السعودي بطل آسيا.
ونجح اتحاد جدة بقيادة مدربه الروماني آنجل يوردانيسكو في التغلب على الأهلي بقيادة مدربه البرتغالي مانويل جوزيه 1/صفر على استاد طوكيو لتكون الهزيمة الأولى للأهلي بعد 55 مباراة حافظ فيها الفريق على سجله خاليا من الهزائم في مختلف البطولات التي شارك فيها.
وفي مواجهة أخرى، فاصلة في الدور الأول للبطولة فاز ديبورتيفو سابريسا الكوستاريكي على سيدني الأسترالي بنفس النتيجة على استاد تويوتا.
وبدأت الإثارة الحقيقية للبطولة مع دخول بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية في الصراع بداية من دور الأربعة.
وفاز ساو باولو على الاتحاد السعودي 3/2 بفضل هدفين سجلهما مارسيو أموروزو وحارس المرمى المتألق روجيرو سيني من ضربة جزاء.
أما ليفربول، فتأهل للمباراة النهائية بالفوز على سابريسا الكوستاريكي بثلاثة أهداف نظيفة سجل منها المهاجم بيتر كراوتش الهدفين الأول والثالث، وأضاف ستيفن جيرارد قائد الفريق الهدف الثاني.
وفي المباراة النهائية، كان ليفربول المرشح الأقوى للفوز باللقب لكن ساو باولو حافظ للبرازيل على اللقب بالفوز على بطل أوروبا الذي لم يفز من قبل بلقب كأس انتركونتننتال التي فاز بها ساو باولو مرتين.
ولم يكن غريبا أن يفوز سيني بجائزة أفضل لاعب في البطولة بفضل تألقه في التصدي للعديد من الفرص الخطيرة لمنافسي فريقه والذي قاد الفريق للفوز بالبطولة.
وتفوق سيني على جيرارد واللاعب بولانوس نجم خط وسط سابريسا، اللذين احتلا المركزين الثاني والثالث في قائمة أفضل لاعبي البطولة.
واقتسم بيتر كراوتش وأموروزو والسعودي محمد نور نجم الاتحاد وألفارو سابوريو لاعب ديبورتيفو سابريسا، صدارة قائمة الهدافين في البطولة برصيد هدفين لكل لاعب.
ولم تختلف النهاية كثيرا في بطولة عام 2006 فقد كانت اليد العليا لكرة القدم البرازيلية أيضا ليتوج فريق انترناسيونال بورتو أليجري باللقب بالتغلب على برشلونة الأسباني 1/صفر في المباراة النهائية رغم أن برشلونة كان المرشح الأقوى للفوز في هذه المباراة أيضا لتكون المباراة خطا فاصلا في تاريخ الفريق البرازيلي.
وبدأت البطولة بنفس نظام بطولة عام 2005 حيث جنبت القرعة بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية اللعب في الدور الأول الذي شهد فوز الأهلي المصري بطل أفريقيا 2/صفر على أوكلاند سيتي النيوزيلندي بطل أوقيانوسية وفوز أمريكا المكسيكي بطل كونكاكاف على تشونبوك الكوري الجنوبي بطل آسيا 1/صفر.
وشهدت مباراة انترناسيونال مع الأهلي في دور الأربعة قمة الإثارة لينهيها الفريق البرازيلي لصالحه 2/1 بصعوبة بالغة بينما سحق برشلونة فريق أمريكا المكسيكي بأربعة أهداف نظيفة في المباراة الثانية بنفس الدور.
وفي المباراة النهائية، تغلب انترناسيونال على برشلونة بهدف لويز أدريانو في الدقيقة 82 بينما فاز الأهلي على أمريكا المكسيكي 2/1 في مباراة مثيرة على المركز الثالث ليكون الأهلي هو المفاجأة الحقيقية لهذه البطولة التي أصبح من خلالها الفريق الوحيد في العالم الذي يشارك في البطولة مرتين، وفي عامين متتاليين.
ولم يكن سهلا على اللجنة الفنية للبطولة اختيار اللاعب الفائز بجائزة أفضل لاعب في البطولة بعد ظهور العديد من النجوم في هذه البطولة لكنها استقرت في النهائية على البرتغالي ديكو نجم فريق برشلونة.
وحل خلفه اللاعب بدرو نجم انترناسيونال والبرازيلي رونالدينيو نجم برشلونة في المركزين الثاني والثالث بقائمة أفضل اللاعبين.
واعتلى محمد أبو تريكة صانع ألعاب الأهلي المصري قائمة الهدافين في البطولة برصيد ثلاثة أهداف وبفارق هدف أمام زميله الأنجولي فلافيو بينما احتل أدريانو نجم انترناسيونال المركز الثالث في القائمة برصيد هدف واحد بالتساوي مع عشرة لاعبين آخرين.
وشاهد البطولة من المدرجات 302 ألف و142 مشجعا بمتوسط يبلغ 43 ألفا و163 مشجعا في المباراة الواحدة.
وحملت بطولة 2007 الحظ أخيرا لأبطال أوروبا بعد فشلهم في البطولات السابقة أمام أبطال أمريكا اللاتينية حيث أحكم ميلان الإيطالي قبضته على اللقب أخيرا.
ونجح البرازيلي كاكا الفائز بلقب أفضل لاعب في العالم لعام 2007 في قيادة ميلان للفوز على بوكا جونيورز الأرجنتيني 4/2 في المباراة النهائية للبطولة.
ولكن فوز ميلان لم يمنع السيطرة البرازيلية، فقد كان كاكا أبرز العناصر التي ساعدت ميلان على الفوز باللقب بالإضافة إلى فوزه هو نفسه بلقب أفضل لاعب في البطولة.
وشهدت البطولة للمرة الأولى في التاريخ مشاركة فريق من اليابان هو أوراوا ريد دياموندز، وأيضا استخدام الكرة الذكية في بداية تجربة هذه التقنية الجديدة للتأكد من عبور الكرة خط المرمى.
وشارك ميلان في هذه البطولة وسط انتقادات عديدة وجهت للفريق بسبب تراجع مستواه ونتائجه في الدوري الإيطالي رغم فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا قبلها بشهور قليلة.
واستهل ميلان مسيرته في البطولة بالفوز على ريد دياموندز في دور الأربعة ليتأهل الفريق إلى المباراة النهائية في البطولة والتقى مع بوكا جونيورز الذي عبر للنهائي على حساب النجم الساحلي التونسي.
وكانت المباراة النهائية التي أقيمت في 16 كانون أول/ديسمبر 2007 هي المواجهة التي تمناها ميلان كثيرا للثأر من بوكا جونيورز الذي تغلب عليه في مباراة الانتركونتننتال عام 2003 .
وحصل ريد دياموندز على المركز الثالث في البطولة اثر تعادله مع النجم الساحلي 2/2 ثم الفوز عليه 4/2 بضربات الترجيح في مباراة تحديد المركز الثالث.
وبلغ عدد الأهداف التي سجلت في هذه البطولة 21 هدفا بمتوسط ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة.
وشاهد البطولة من المدرجات نحو 319 ألف متفرج بمتوسط يزيد على 45 ألف مشجع في المباراة الواحدة.
وفي البطولة التالية، واصل الحظ محالفته للممثل الأوروبي حيث ذهب اللقب لمانشستر يونايتد بعد تغلبه على ليجا دي كويتو الإكوادوري في المباراة النهائية للبطولة بهدف سجله واين روني ليكون ختاما مثيرا لأربع سنوات أقيمت فيها البطولة باليابان.
وشهدت البطولة مشاركة الأهلي المصري للمرة الثالثة في البطولة ليكون بذلك صاحب الرقم القياسي في عدد مرات المشاركة بها.
ولكن الأهلي لم يستفد من الخبرة التي اكتسبها ومن الدفعة الهائلة التي نالها بإحراز المركز الثالث في بطولة عام 2006 ، وودع الفريق البطولة بعد هزيمتين متتاليتين كانت الأولى أمام باتشوكا المكسيكي 2/4 والثانية أمام أديليد يونايتد الأسترالي صفر/1 في مباراة تحديد المركز الخامس.
ولم يجد ممثلا أوروبا وأمريكا الجنوبية صعوبة كبيرة في بلوغ المباراة النهائية حيث تغلب مانشستر يونايتد الإنجليزي على جامبا أوساكا 5/3 وليجا دي كويتو على باتشوكا المكسيكي 2/صفر ليلتقي الفريقان في النهائي.
وحافظ مانشستر للقارة الأوروبية على اللقب العالمي بالتغلب على الفريق الإكوادوري في النهائي.
وتوج روني بلقب هداف البطولة برصيد ثلاثة أهداف كان منها هدف الحسم في النهائي.
وفي عام 2009 ، انتقلت البطولة من اليابان إلى الإمارات للمرة الأولى ولكن ذلك لم يغير شيئا من مجريات البطولة حيث واصلت نجاحها على المستوى الجماهيري والإعلامي كما كانت المباراة النهائية للبطولة بين ممثلي أوروبا وأمريكا الجنوبية.
ونجح برشلونة الأسباني في الحفاظ لأوروبا على اللقب العالمي بالفوز على استوديانتس الأرجنتيني 2/1 في المباراة النهائية.
وشهدت البطولة مشاركة فريق أهلي دبي ممثلا للدولة المضيفة ولكنه خرج صفر اليدين بالهزيمة صفر/2 أمام أوكلاند سيتي النيوزيلندي في افتتاح مباريات البطولة.
وشق برشلونة واستوديانتس طريقهما بنجاح إلى النهائي اثر فوز الأول على أتلنتي المكسيكي 3/1 والثاني على بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي 2/1 .
وكانت المباراة النهائية في غاية الإثارة حيث تقدم استوديانتس بهدف في الشوط الأول سجله ماورو بوسيلي وبينما استعد الجميع لتتويج الفريق الأرجنتيني وعودة اللقب إلى قارة أمريكا الجنوبية ، سجل بدرو رودريجيز هدف التعادل 1/1 في الدقيقة قبل الأخيرة من اللقاء ليلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي الذي حسم اللقاء لصالح برشلونة بهدف مهاجمه الأرجنتيني الفذ ليونيل ميسي.
وتوج دنيلسون لاعب بوهانج ستيلرز بلقب هداف البطولة برصيد أربعة أهداف.
واستضافت أبو ظبي البطولة التالية التي لم تشهد اختلافا كبيرا عن سابقتها، سواء من حيث النجاح التنظيمي والجماهيري أو على مستوى المنافسة داخل الملعب.
وكان الاختلاف الوحيد هو نجاح فريق الوحدة ممثل الدولة المضيفة في الفوز على فريق هيكاري في المباراة الافتتاحية 3/صفر ليشق الفريق الإماراتي طريقه إلى الدور الثاني ولكنه سقط بعدها في فخ الهزيمة أمام سيونجنام إلهوا تشونما الكوري 1/4 ليودع البطولة.
وكان مازيمبي الكونغولي ، بطل أفريقيا ، هو مفاجأة البطولة حيث تغلب على باتشوكا المكسيكي 1/صفر ليتأهل إلى المربع الذهبي ثم واصل مفاجآته بالفوز على انترناسيونال البرازيلي 2/صفر ليصبح أول فريق من خارج أمريكا الجنوبية وأوروبا يظهر في نهائي البطولة.
ولحق انتر ميلان الإيطالي ، بطل أوروبا ، بمازيمبي في النهائي بعد فوزه الكبير 3/صفر على سيونجنام إلهوا تشونما.
وأوقفت خبرة انتر مغامرة مازيمبي في النهائي بثلاثية نظيفة واصل بها الفريق الإيطالي سيطرة الأندية الأوروبية على لقب البطولة حيث أصبح اللقب الرابع على التوالي لبطل أوروبا.
وتوج الكولومبي ماوريسيو مولينا لاعب سيونجنام بلقب هداف البطولة برصيد ثلاثة أهداف بينما فاز الكاميروني صامويل إيتو مهاجم انتر ميلان بجائزة أفضل لاعب في البطولة.
وشهدت بطولة 2011 مشاركة فريقين عربيين هما الترجي التونسي بطل أفريقيا والسد القطري بطل آسيا.
ولم تخدم القرعة الفريقين حيث أوقعتهما معا في مواجهة مبكرة بالبطولة وإن ضمنت للكرة العربية فريقا في المربع الذهبي حيث صعد السد القطري ، بالفوز 2/1 على الترجي ، لمواجهة برشلونة في الدور قبل النهائي ولكنه سقط أمامه برباعية نظيفة.
وفاز السد القطري بالمركز الثالث في البطولة عبر تغلبه في ضربات الترجيح على كاشيوا ريسول الياباني 5/3 بعد تعادلهما سلبيا.
وفي المقابل ، تأهل سانتوس البرازيلي بقيادة مهاجمه البرازيلي الدولي الشاب نيمار دا سيلفا إلى النهائي بالتغلب على كاشيوا ريسول بطل الدوري الياباني 3/1 في المباراة الأخرى بالدور قبل النهائي.
ولكن آمال سانتوس في كسر احتكار الأندية الأوروبية للقب العالمي والتي ظهرت في أربع سنوات متتالية وإعادة اللقب إلى فرق أمريكا الجنوبية باءت بالفشل وسقط في فخ الهزيمة المدوية صفر/4 أمام برشلونة.
وكانت المباراة أكبر شاهد ودليل على تفوق برشلونة بقيادة نجمه الأرجنتيني الساحر ليونيل ميسي على باقي أندية العالم حيث انتصر ميسي في المواجهة الخاصة مع نيمار وسجل هدفين بينما فشل الفتى البرازيلي في تقديم أي شيء بهذه المباراة.
ولم يكن غريبا أن يحرز ميسي جائزة أفضل لاعب في البطولة التي شهدت تسجيل 24 هدفا منها هدفين لميسي الذي اقتسم مع زميله البرازيلي أدريانو كوريا صدارة قائمة هدافي البطولة.
وبلغ إجمالي عدد المشجعين الذين حضروا المباريات الثماني للبطولة أكثر من 305 آلاف مشجع.
وشهدت بطولة العام الماضي عودة الأهلي المصري للمونديال ليصبح مع أوكلاند سيتي النيوزيلندي ، الذي شارك في هذه البطولة أيضا ، أول فريقين يشاركان في البطولة أربع مرات.
وخشي كثيرون من فشل البطولة فنيا في ظل تراجع مستوى أكبر فريقين مشاركين فيها وهما تشيلسي الإنجليزي وكورينثيانز البرازيلي في الفترة التي سبقت البطولة.
وتوقع البعض أن تكون البطولة فرصة مثالية لباقي الفرق المشاركة وخاصة الأهلي وأولسان هيونداي الكوري بطل آسيا وسانفريتشي الياباني لكسر احتكار أندية أمريكا الجنوبية وأوروبا للقب بعدما كسر مازيمبي من قبل احتكار الوصول للمباراة النهائية.
ولكن هذا لم يحدث حيث أطاح هيروشيما بأوكلاند سيتي من الدور الأول ثم سقط في فخ الهزيمة 1/2 أمام الأهلي بينما فاز مونتيري المكسيكي على أولسان هيونداي 3/1 ليتأهل الأهلي ومونتيري للمربع الذهبي.
وفي المربع الذهبي ، أطاح البيروفي الخطير خوسيه باولو جيريرو بفريق الأهلي بعدما سجل هدف الفوز 1/صفر لكورينثيانز بينما أسقط تشيلسي فريق مونتيري بالقاضية وتغلب عليه 3/1 دون عناء.
وفي النهائي ، كان كورينثيانز على موعد مع إعادة هيبة الكرة لأمريكا الجنوبية حيث تغلب على تشيلسي بهدف آخر لجيريرو ليكسر الاحتكار الأوروبي للقب بعد خمسة أعوام متتالية كان اللقب فيها لفرق أوروبا بينما فاز مونتيري بالمركز الثالث بعد التغلب 2/صفر على الأهلي.
وفاز كاسيو بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في البطولة بعدما قاد كورينثيانز للقب وتفوق في قائمة أفضل اللاعبين على ديفيد لويز نجم تشيلسي وعلى جيريرو بينما اشترك هيساتو ساتو مع الأرجنتيني سيزار دلجادو والمكسيكي خيسوس كورونا في صدارة قائمة الهدافين برصيد ثلاثة أهداف لكل منهم.
وتترك البطولة اليابان لمرة أخرى حيث تتجه يسارا إلى المغرب من خلال مدينتي أغادير ومراكش على مدار الأيام القليلة المقبلة بمشاركة فريقين عربيين هما الأهلي المصري الذي يشارك في المونديال للمرة الخامسة (رقم قياسي) والرجاء البيضاوي ممثل الدولة المضيفة والذي يفتتح فعاليات البطولة بلقاء أوكلاند سيتي النيوزيلندي.
كما يشارك في البطولة كل من بايرن ميونيخ الألماني بطل دوري أبطال أوروبا وأتلتيكو مينيرو البرازيلي ومونتيري المكسيكي وجوانجتشو الصيني بطل آسيا.
وفي ظل التراجع في مستوى مينيرو الذي يحتل المركز السابع حاليا في الدوري البرازيلي ، يبدو بايرن مرشحا بقوة للفوز باللقب خاصة وأن الفريق واصل هذا الموسم الانطلاقة الرائعة والأسطورية التي قدمها في الموسم الماضي.
وربما يكون حظ الأهلي سيئا للغاية هذه المرة لأنه إذا عبر جوانجتشو الصيني في الدور الثاني سيصطدم ببايرن في المربع الذهبي وهو ما يضعف فرصه في بلوغ النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
ويبقى الأمل معلقا على الرجاء في عبور عقبة أوكلاند ثم مونتيري رغم تفوقهما عليه في خبرة المشاركة بالبطولة حيث كانت المشاركة الوحيدة للرجاء في البطولة خلال البطولة التي أقيمت عام 2000 .