من وصية لويس التاسع...الى تركة سايكس بيكو...
لويس التاسع الملك الفرنسي وقائد الحملة الصليبية السابعة على العالم الاسلامي ..ادرك ان لا سبيل لاحتلال القدس الشريف..الا باحتلال مصر وفصلها عن عالمها الاسلامي وإخراجها من دائرة الصراع والقضاء على قوة الايوبيين فيها...
_ الملك لويس التاسع ادرك ذلك فيما لم يعد ( العرب ) ..أنفسهم اليوم يدركون..ما أدركه ذلك الملك ( الصليبي ) من قوة العقيدة الاسلامية الهائلة في ارواح المسلمين..توحد امتهم عليها ..ومدى تأثير الرابطة الايمانية القرآنية السامية .. وتأثيرها في نفوس المسلمين ....
العقيدة العظيمة التي نقلت ( الاعراب والعربان ) المتناثربن المتشرذمين ..المتناصبي العداء أذيال الفرس والروم الى أمة عظيمة..وامبراطورية هائلة تتقدم صدارة الامم
والركب الحضاري والانساني برمته..وفي اقل من عقد ونصف من الزمن..بما يمكن اعتباره في عمر التاريخ البشري معجزا حقيقيا...تلك العقيدة الهائلة الأئر والتأثير..والرابطة القويمة الجليلة
التي يضطلع ( أعراب ) اليوم بتجاهلها..بل التنكر لها..وتحويلها ( والاصطلاح الأثيم لهم ) الى مجرد ( شعائر وطقوس دينية ) .. و علاقة ( خاصة ) بين الانسان وربه ..والعمل الدؤوب الحثيث
على محوها..واجتثاثها من نفوس وارواح القوم ..( فصل الدين عن الدولة ) وتقديم روابط الدم والعرق عليها..ومحاصرتها في ( دور العبادة ) يصفون بها المساجد...نزعها من حقيقتها ..وعزلها عن واقعها ومحيطها...ثمة فتهوين وتهميش أثرها والغاء دورها العقائدي السياسي العميق من حياة الامة..حاضرا ومستقبلا ومصيرا..لأغراض اضعاف الامة .. ثمة فالسطو عليها..مالا وموردا وثروة..واختطافها كرسيا للحكم...تُجند لجمايته والمحافظة عليه كل قوى وقومات ومقدرات الامة.. في حين لم يزل الاعلام الرسمي التابع والمرتزق المأجور يعتبر أن اصحاب تلك الخيانات العظمى ..واصحاب البدع والضلالات الجاهلية في هذه الأمة ( زعماء ) و( ملهمون ) و ( حكماء ) و ( تاريخيون ) و..و.. ( أبطالا )....!!!!!!!!
_ وإثر هزيمته الساحقة في معركة المنصورة امام جند الاسلام الغر الميامين...وبعد انفكاكه من الاسر عاد الملك الصليبي ليعلن في قومه :
( إذا أردتم
أن تهزموا المسلمين فلا تقاتلوهم بالسلاح وحده فقد هزمتم أمامهم في
معركة السلاح ولكن حاربوهم في عقيدتهم فهي مكمن القوة فيهم .....)
_ ومنذ ذلك الوقت والمستشرقون والصليبيون التلموديون يبذرون بذرهم الشيطاني الخبيث..وينشؤون قادة
الاستعمار الجديد ويعبئونهم تعبئة صليبية فكرية وأيدولوجية تضع تفكيك العالم الاسلامي روحيا وماديا همها
الاعلى...
_ الذين يقرؤون التاريخ ..ولا تعمى قلوبهم التي في الصدور..يدركون تماما ان الاستعمار الغربي الحديث لبلاد المسلمين لم يكن لا ضربا من ضروب الحملات والحروب الصليبية على بلاد المسلمين...وان تداخلت
وذلك المصالح والاطماع الاستعارية وتوزيع مراكز النفوذ الغربي...وهو ذا الجنرال اللنبي يركل قبر صلاح الدين الايوبي رحمه الله بحذائه فور احتلاله دمشق مخاطبا إياه : ها قد عدنا يا صلاح الدين....)
_ ورغم كل الفتن في هذه الامة..فلأول مرة في تاريخها ..يقف فيها ( المسلم ) جنبا الى جنب..وفي الخندق الواحد في الحرب مع الصليبين والمشركين وأعداء الامة ضد إخوتهم المسلمين ...منذ الحركة الطورانية الأتاتوركية العميلة بفصل تركيا عن محيطها الاسلامي ...ثمة فالنظريات ( القومية ) و ( الاقليمية ) المجردة عن الاسلام..بالتالي فانفراط عقد الأمة ...وحتى يومنا...
_ وليضرب سايكس وبيكو مشرطهم في جسد هذه الامة ..ويقطعوا جسدها الواحد اكواما من اللحم المتناثرة
المتبعثرة..ويمزقوا اوصالها .. اقليميات..وهويات..وجنسيات..وحدودا وسدودا....
_ وليات ثمة ..من بعد وكلاؤهم وإجراؤهم على هذه الديار..ويبقوا على تركة سايكس وبيكو في هذه الامة
( ويعضوا عليها بالنواجذ ) ..بل وليقدسوا تمزيق جسد الامة الواحدة... وتقطيع اوصالها تقطيعا...
_ ولان ( يتقدم ) القوم ( التقدميون ) في الذل والخزي والعار...( تقدما ) فظيعا...
_ ويبتدعون النظريات الوثنية غربية وشرقية سواء...والعلمانيات الصنمية ..بديلا عن عقيدة الامة الاسلامية
الواحدة..ناقضة لها ونقيضا....
_ وبلا وازع او ضمير في امتهم ..ولا حياء من دماء شهدائها وقادتها الاخيار الابرار...وبدون ادنى خجل من وجه الله ورسوله يعلنون ان عقيدة الامة ظلامية و رجعية...ويعملون فقط على اساس فصل الدين عن الدولة...وحشر العقيدة الجليلة التي ما عرفوا التوحد والعزة والمنعة والكرامة والنصر يوما الا بها وعلى يدها...ومحاصرتها في ( الزوايا ) و ( التكايا ) و ( دور العبادة ) ..يقولون ذلك غالبا...
_ تلك النظريات الوثنية والعلمانيات الصنمية التي فتنت ارواح العرب والمسلمين ..واقامت الحدود والسدود بين ديارهم..وشتتت شملهم وأغرقتهم في غوغاء الصراعات الايديولوجية ..ثمة فالدموية تاليا,,,والتي لم تزل تتنكر لرسالة الاسلام وتشن عليه الحرب الضروس والشعواء...
_ باعثة لنعرات الدم والعرق والقوميات الطائفية والاتعزالية...
_ التي اوهنت الامة وبعثرتها وبعثرت الطاقات..واهدرت القدرات وسفحت الموارد والثروة الطائلة والامكانات..
_و تريد وهي ذيل لكل اعداء الامة..ان تجعل ( الاسلام ) ذيلا لها...
_ ورصيدها في هذه الامة الصراعات الايديولوجية ..والدموية...الدكتاتورية
والقهر والاستبداد والتسلط...ووظيفتها السلب والنهب..وتجنيد قوة الامة العسكرية في حماية انظمتها ..كراسيهم..القابهم..ومراتبهم..وغنائمهم...
_ _ ولتبقى الامة..كلها..غارقة في التخلف والظلام والعدوانية والانهزامية..والقهر والظلم..والظلمات السرمدية....
_ واسلوبها التضليل والتزوير والتزييف .تقوده ابواق اعلامية هائلة مسخرة لها ..و تحت أسماء ومصطلحات كل ( الشعارات ) العظيمة الاصيلة التي لم يجيء رسالة الامة الا بها ولها..قولا وعملا بناء...وتقدما وازدهارا..
اخاء ومساواة وكرامة وعدالة...؟؟؟!!!
_ ذلك قبل ان يرتد الجميع ردة اقليمية مخزية ومقيتة ..يتناصب القوم خلالها العداء حتى حدود
الصدامات العسكرية...وتمزيق كل وشائج العقيدة والامة والتاريخ والجغرافيا ..الماضي والحاضر
والمستقبل والمصير ..الامال والاحلام والاشواق...وفي انتفاخ زري بكبرياء جهل وجاهلية لم تكن
هذه الامة لتشهد قدرا يسيرا منه أو مثيلا له ولا في اشد عهد من عهود انحدارها او اندحارها يوما
_ وهكذا ومن مواقع امة مجد وكبرياء حضارية وانسانية ووطنية عارمة..من مواقع العزة والمنعة وكرامة الانسان وكفايته ورفع
ضغوط الحاجات ولعناتها الاثيمة في الدنيا,,,,يعيش اليوم اغلب ابناء
هذه الامة حالة من الاحباط والياس وطنيا وقوميا ..حضاريا وإنسانيا ..وعلى المستويين الفردي او الجماعي معا ..إلى ظروف شاقة واوضاع كئيبة من العوز والفقر والبطالة وضنك الحياة لا يكاد ان نجد له
مثيلا حتى لدى البلدان الشديدة الفقر والموارد والثروات الطبيعية...
_ إلى دمار اجتماعي عارم في انفصام وانقسام ارواح الناس في عدم
قدرتهم التوفيق والموائمة بين مفاهيم وتصورات حياة تفرضها العلمانيات الاثيمة على النمط الغربي الفاسد او الشرقي الملحد
وبين مفاهيم وتصورات عقيدة دينهم الاسلام في حياتهم وآخرتهم
وان نظرة او مجرد التفاتة يسيرة الى اعداد عشرات ملايين العوانس المتسارعة التصاعد
في هذه الامة لتصيب الضمير الزكي برعب وفزع وألم هائل..
_ ناهيك عن الصراعات الفكرية والايديولوجية والدموية والطائفية
والحزبية....
_ إلى موقف هذه الامة العصيب امام وجه ربها عز وجل في تجاهلها
وتنكرها لدين التوحيد المنزه عن الشرك..في آخرتها...
_سياسيا..اليوم بالذات حيث تقف كل تركة ..وكلاء واجراء سايكس بيكو..الذين تولوا شؤون هذه الامة بعد رحيل
الاستعمار الصليبي مظهرا لا جوهرا...والامة المختطفة من قبلهم
عاجزة ذليلة صاغرة مستجدية السلام من أعدائها رغم عشرات جيوشها..وامتداد اصقاعها و مئات ملايين تعداد سكانها...ومليارات تريليونات ثرواتها ..وجغرافيتها الشاسعة المساحات الضخمة القدرات والامكانات....
_ ولا مدّكر..ولا معتبر...؟؟؟!!! أم ماذا.....؟؟؟؟!!!!!
_ وحتى في حالة حسن الظن....
_ فمصداق سنة الله عز وجل في هذه الامة :
( من عصاني وهو يعرفني..سلطت عليه من لا يعرفني...)
( ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنستها وكذلك اليوم تنسى....)
_ ( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم ينعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها...)
_ ( ان تنصرو الله ينصركم ويثبت أقدامكم...وان يخذلكم فمن ذا الذي
ينصركم من بعده.....)
_ وهو ذا الفرق اليوم بين صورتين لهذه الامة :
_ بين وصية عمر ابن الخطاب : ( نحن قوم اعزنا الله بالاسلام
وما ابتغى العرب العزة بغير الاسلام الا وأذلهم الله...)
_ وبين وصية لويس التاسع ووكلاء وأجراء سايكس بيكو :
(إذا أردتم
أن تهزموا المسلمين فلا تقاتلوهم بالسلاح وحده فقد هزمتم أمامهم في
معركة السلاح ولكن حاربوهم في عقيدتهم فهي مكمن القوة فيهم .....)