فقلت له سياده الفريق
اسمح لى ان نعود الى غمار المعركه
لماذا اعترضت سيادتك على تنفيذ الجزء الثانى من خطه الهجوم
وهو تطوير الهجوم فى اتجاه الممرات والذى اتخذ الرئيس السادات قرارا بتنفيذه
يوم 13 أكتوبر
خاصة وقد شارك فى الاعتراض عليه قادة الجيشين الثانى والثالث المكلفان بتنفيذ ذلك التطوير
وهو ما ادى الى تأجيله لينفذ يوم 14 بأمر من الرئيس السادات ؟؟؟
الحقيقه إحنا كنا رابطين تنفيذ الجزء الثانى من الخطة بتطور سير القتال
فنحن من البداية نعلم يقينا أننا نخوض حرب ضد عدو متفوق علينا فى كل شىء
فهو يمتلك أسلحه أحدث وأكثر من أسلحتنا
وأمريكا تفتح ترسانتها لتعوض إسرائيل عن كل خسائرها بينما هناك مشاكل وجفوة
بيننا وبين الاتحاد السوفيتى المصدر الوحيد لتسليحنا
ورغم ذلك قلنا إذا سار القتال فى صالحنا يمكن ان ننفذ التطوير
ولكن
فى يوم 9 أكتوبر وصلت إلينا بالقيادة العامة إشارة فى منتهى الخطورة
فقد ابلغ قائد اللواء الأول المشاة الميكانيكي انه تعرض لقصف جوى اسرائيلى شديد
بمجرد خروجه من تحت حماية شبكه صواريخ الدفاع الجوى
وأدى ذلك القصف إلى ان ذلك اللواء فقد قدرته القتالية
وأصبح غير قادر على تنفيذ المهمة التى كان مكلفا بها
وكانت إشارة خطيرة لما يمكن ان تتعرض له القوات المصرية
بمجرد خروجها من تحت حماية شبكه صورايخ الدفاع الجوى
ومع التدخل الامريكى الغير محدود فى المعركه أصبح مؤكدا لدينا
أننا غير قادرين على تنفيذ الجزء الثانى من الخطة
وأننا يجب ان نكتفي مؤقتا بما أحرزناه
وهنا حدث خطأ استراتيجى تكرر فى التاريخ من قبل وأدى إلى كوارث كبيرة
وأعنى به تدخل القيادات السياسية فى أعمال القتال
فعندما تدخل هتلر فى أعمال القتال وفرض على القادة الألمان تنفيذ أشياء يرفضونها
تغير مسار الحرب العالمية الثانية وانتهت بهزيمة ألمانيا رغم عبقرية القادة الألمان
إحنا وضعنا خطه وكان يجب ان نلتزم بتنفيذها
خاصة وقد نجحنا فعلا فى تنفيذ الجزء الأول منها
ولكن الرئيس السادات تدخل وأمر بتنفيذ تطوير الهجوم
ووصلنى الأمر عن طريق الوزير احمد إسماعيل
فأبلغته أننا غير قادرين على ذلك وان الأمر سينتهى إلى كارثة
خاصة وقد رصدنا طائرة استطلاع امريكيه طارت فوق الجبهه المصرية
وصورت أوضاع قواتنا وهو ما يعنى ان القوات الاسرائيليه تنتظر القوات المصرية
فذهب وعاد وابلغنى ان ده قرار سياسى وأمر من القائد الأعلى للقوات المسلحة
ويجب ان ينفذ
فرفضت
فحضر الرئيس السادات
وأمر بنفسه بتنفيذ تطوير الهجوم بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة
هو أمر بذلك وهو يعلم كل الحقائق وان الأمر يمكن ان ينتهى بكارثة
وعندما وصلت الأوامر لقادة الجيشين اعترضوا
حتى ان اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثانى عرض تقديم استقالته
ولكن
أمام إصرار الرئيس السادات كان أقصى ما حدث هو تأجيل التطوير
لمدة أربعه وعشرون ساعة لينفذ يوم 14 أكتوبر وينهى بكارثة حقيقية
فقد خسرنا فى ذلك اليوم وحده 260 دبابة بينما لم تتعدى خسائر العدو خمسين دبابة
بينما كان كل ما خسرناه خلال المعركه كلها لايتعدى 250 دبابة
مقابل حوالى خمسمائة دبابة كان العدو قد خسرها
لقد تغير ميزان الحرب لصالح إسرائيل فى ذلك اليوم
وفقدنا المبادأة التى تعتبر من أهم أسس الحرب
فقد أصبحت تصرفاتنا بعد هذا اليوم مجرد ردود أفعال
بعد ان كنا نحن أصحاب الفعل وكانت إسرائيل هى صاحبه رد الفعل
تغير الموقف تماما بعد هذا اليوم ودفعنا الثمن غاليا جدا
فقد عادت القوات إلى داخل رؤوس الكبارى بعد فشل التطوير
اى ان كل ما فعلنا أننا تسببنا فى تدمير 260 دبابة وأعطينا العدو بأيدينا ميزة المبادأة
وأمام الألم الذى ظهر واضحا على قسمات وجهه
أردت ان أغير دفه الحديث
فقلت لسيادته
هل ترى سيادتكم انه يمكن اعاده بعث روح أكتوبر من جديد
بحيث تجد مصر بين أبنائها سعد الشاذلى جديد ؟؟؟
فظهرت تعابير الخجل على وجهه ورد مصر ولاده
فى مصر يوجد كثيرون أفضل من سعد الشاذلى ولكنهم يفتقدون الفرصه