ونظراً لأن امكانيات الصليب الأحمر ضعيفة قدم لنا حليب الأطفال فقط
فتناولت كوباً من الحليب قسمته نصفين نصف له والآخر لأبي
وحاولت الخروج ثانية لإحضاء الدواء لأبي لكن الصليب منعني من الخروج
وطلبوا مني أن أنتظر فترة من الوقت حتى يهدئ الوضع
وبين صراخ العائلات المنكوبه التي كانت تتوافد الى هناك فقدت أعصابي وأجهشت بالبكاء
فكل عائلة لها مع الحرب قصة وحدث
كنت أتمنى أن تصم آذاني حتى لا استمع حيث أن أحاديثهم كانت قمة في الماٍساة
وكان شاغلي الوحيد كيف سأحضر الدواء لوالدي
وكيف سأوفر له الطعام إذ أن ميقات فطوره قد ولى
وكان من المفترض أن يتناول فطوره منذ ساعات الصباح الأولى
شاهد ابني بعض العائلات يطعمون اطفالهم ممن أحضروه معهم
فقال لي ماما انا جوعان
حاولت أن اهدئه واصبره وقلت له سآتيك بالطعام بعد فترة وجيزة
سمعتني احدى الأمهات وقدمت لطفلي ربع رغيف أخدته من ابنها
انهال ابني على قطعة الخبز واقنتعته أن يقتسمها مع والدي
وذهب ليطعم جده بكل سرور وفرح