ثورة الجياع
..............
ثلاثون عاما من البؤس والشقاء والحرمان المتعمد
عاش فيها مبارك المخلوع وحفنة ممن معه منعمين
وبقية الشعب في ضياع وحرمان
وكد وتعب ومشقة
يسكنون المقابر ويعيشون مع الموتى
يسكنون خياما لا تقيهم بردا ولا مطر
أو تجمعات عشوائية لا تناسب الآدميين
حياة أقل ما توصف بأنها الموت
وأصحاب القصور يتنعمون دونما رحمة أو شفقة
والحق يقول عن توزيع المال : كي لا يكون دُولةً بين الأغنياء منكم
ويقول المثل : الناس شركاء في الهواء والماء والكلأ
ثلاثون عاما حرم فيها هذا المخلوع شعبه من أبسط حقوقه
وأعانه طغاة مستبدون منافقون ظالمون
خونة لله والدين والوطن وجميع القيم
وتخلَّقَ من هذا الرصيد جيل كفر بقيم وطنه من شدة ما عانى وقاسى
حرمان من أبسط الحقوق ، معاناة في كل شيء
من الوظائف والمقدرات والمرتبات
انتشرت الرشوة وعم الفساد وتعطلت الأعمال
انحرف الشباب ’ أوصدت أمامه الأبواب والسبل
كثرت الرذيلة لعدم وجود الوظيفة والمال
انتشر الزواج العرفي وغير الشرعي
تناثر الأطفال في الشوارع وأمام المساجد والكنائس
ولا يُعرَف لهم آباء
كثروا وتناموا وأصبحوا كمَّا كبيرا لا يستهان به
جوعهم المخلوع حتى عضهم الجوع ثم أطلقهم الآن
يأكلون الأخضر واليابس
لا يلوون على شيء
لا يعرفون قيما ولا قيمة ولا قامة
انطلقوا يعيثون في الأرض فسادا
لا يعرفون قيمة لتراث ولا كتاب ولا تراب ولا تبر
وكيف لا ! وقد حرموا من المكتبة والتعليم الصحيح والكتاب
وقد حرموا من أبسط الأسباب
أجل ! كان المخلوع يعلم نهايته يوما ولكنه يجهز المصريين
يجهزهم لقتل بعضهم بعضا
للفتك ببعضهم البعض
للنيل من بعضهم البعض
تبا لك أيها الحاقد الأحمق
ألا تعلم أن لك ربا ستقف أمامه
انطلق هؤلاء الصبية كلابا مسعورة تنهش وتفتك وتقتل وتحرق وتدمر
ومصر إلى أين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
على الأغنياء الشرفاء الباقين أن يحتووا هؤلاء
أن يعيدوهم للحياة أن يضمدوا جراحهم
أن يردوهم إلى رشدهم
أن يقتسموا معهم اللقمة والمسكن والمأوى والحنان والابتسامة
حتى يعودوا إلى الوطن
إلى مصر بصدر حنون
وتلك دعوة صادقة قبل أن تقع منا مصرنا الغالية
لا قدَّر الله
اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد
بقلم مصري غيور
الداعية : عبد الحي بدر