ثقافة الشارع المصري والرئيس القادم
********
لازال الشارع المصري، حتى بعد الثورة، تسيطر عليه نفس الأفكار .. الحنين إلى الوجوه القديمة ! إذن فالأمر ليس ثورة على شخص بعينه أفسد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وسلب الشعب حده الأدنى من الحياة الكريمة. لكن الأمر الحقيقي أننا في حاجة لتأثير الثورة بالجانب الأكبر على الفكر العام للشارع.
من وجهة نظري المتواضعة وبعد احترام كل الحقوق المكفولة للفرد وأولها حرية إبداء الرأي، كيف لي أن أدعو للتغيير وأنتخب وجهاً قديماً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنظام ! هل خطر في بالي وأنا أفكر أن هذا الشخص كان أحد أفراد النظام الذين رفضوا دعاوي التغيير من قبل وهضموا حقوق الشعب المصري؟
لابد أن يعي الشعب المصري الدرس، فلا يلدغ مؤمن من جحر مرتين، ما فائدة الثورة ولم قامت من الأساس لو أتت بوجه من النظام الذي أسقطته؟ لماذا يخشى الناس أن ينتخبوا وجهاً جديداً لم يعتادوا عليه؟ أم أن الشعب المصري ألِفَ الوجوه القديمة ولا يحب أن يفرط فيها ويعتبرها ثروة قومية! وحين يدعوا للتغيير يختار الوجوه التي أسقطها لتقوم بذلك.. كيف للفاسد أن يصلح؟
إشارات كثيرة حينما أسأل الناس عن من سيرشحون تشير إلى الوجوه القديمة، وملامح تقول بأننا لا نضمن هؤلاء الجدد.. إذن فكيف تأمنون مرة أخرى لمن هدم حياتكم؟!
الثورة هي هدم الفساد لبناء دولة على أساس سليم، فلا بد أن يتجه الناس بأفكارهم إلى الشخصيات الجديدة المشهود لها بالنزاهة والكفاءة والعلم إن كانوا حقاً يريدون التغيير الذي يأملون فيه، لا أدعو إلى شخص بعينه، لكنه السبيل الوحيد إلى التغيير الذي يطمح فيه الشعب المصري، ولا يبدأ هذا التغيير إلا بطمس ملامح النظام القديم تماما إذا كنا نريد تأسيس دولة على أساس سليم.
التغيير التغيير.. إذا كان الناس قد هتفت بها كلمة حينما نزلوا إلى الشوارع، فقد جاء الوقت ليجعلوها حقيقة في صناديق الانتخابات، لابد من وجه جديد معروف تاريخه وكفاءته ومشهود له بالنزاهة وحب الوطن كي نحافظ على ثورتنا ونحقق ما خرجنا من أجله، وهذا أقل مانقدمه لشهدائنا لأنني لا أرى نتيجة لانحياز الناس لأي وجه قديم إلا العودة إلى ماقبل الثورة.
محمد عبدالرحمن شحاتة
مجلة دنيا الرأي .. 20/4/2012
جريدة منبر التحرير .. العدد 39 / 24/4/2012
جريدة القدس العربي ( لندن) .. العدد 7113 / 29/4/2012
جريدة الشروق .. 9/5/2012
*******