*نقاب*
طالما راودني شعور بالأسى و الخجل لما آل إليه الحال بين النساء اللاتي يستّرن وراء النقاب و يجعلن منه وسيلة لأفعالهن المشينة ظنا منهن أن لن يعرفهن أحد ،
هن بذلك يسئن إلى اللاتي إرتدينه تقرّبا إلى الله سبحانه و تعالى أو للإبتعاد عن ملذات الحياة و مغرياتها أو للتخفّي عن عيون الآخرين سواء أكانت نظرات عطف أو نظرات إشمئزاز أو لجمال صارخ يلفت الأنظار ، و يفتنّ قلوب الرجال أو تكون قد إحتجبت بعد السفور فترتديه هذا حقها و لا يعارضها أحد و لكن أرجو ممن يشوهونه ألاّ يكونوا مثل أتباع سيدنا عيسى عليه و على أمه السلام و الذي قال الله فيهم ( و رهبانية إبتدعوها ما كتبناها عليهم إلاّ إبتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها ) صدق الله العظيم * الحديد 27* فللنقاب شروط يجب مراعاتها أولها : بالطبع الإقتناع به حتى لا تخلعه من ترتديه بعد فترة كما فعلت كثيرات و كثبرات و كأنه عبء ثقيل عليهن
ثانيا : الإلتزام بالآداب العامة و السلوك القويم في المظهر و الجوهر فكثيرات رغم إرتدائه تضعن المساحيق على وجوههن و المانيكير على أظافرهن ، و الكعب العالي في أقدامهن و الموبايل ذو الرنات الراقصة في أيديهن و الشخاليل تحلّي حقائبهن
و البارفانات تفوح من أثوابهن و أصواتهن العالية و ضحكاتهن الرنانة في الشوارع و في وسائل المواصلات المختلفة و كأنهن في بيوتهن و بدلا من أن تختفين عن الأنظار تلفتن إليهن الأنظار . إنها مهزلة بكل المقاييس و ذلك لا يرضي الله سبحانه و تعالى و لا يرضي أحدا ، و لقد إستشرى الأمر فوصل للرجال أيضا فمن كان على علاقة بإمرأة في الحرام تسوّل له نفسه أن يرتدي النقاب ليدخل بيتها على مرأى و مسمع من زوجها دون أن يساوره الشك أن صديقة زوجته ما هي إلاّ رجلا متخفيا بثوب إمرأة و يحدث المكروه و يقع المحظور و تختلط الأنساب و تكثر الأمراض و الخيانة و يصير المجتمع هشّا كله زيف و كذب و خداع . ألم نجد سوى النقاب لنشوهه؟ بإستعمالات خاطئة تسيء إلينا و إلى ديننا الحنيف؟
بقلم /أحلام شحاته