أحبابى الكرام .. أسعد الله أيامكم
مهدت فى المشاركة السابقة للحديث عن المنشد والمداح محمد العجوز
وبدايته كانت مع خاله الشيخ أحمد برين .. وهذا الرجل ياأحبابى من
أهم الفنانين الشعبيين فى الوجه القبلى وعمل العجوز فى بطانة البرين
ولأن عمنا البرين يكتفى بالإنشاد بآلات إيقاعية .. ولأن العجوز كانت لديه
ميول للموسيقى فسرعان ماإستقل العجوز عن بطانة خاله البرين
وكون لنفسه فرقة إنشاد ومدح .. وبالفعل بدأ يتجول فى الموالد بفرقته
وقدم الأناشيد والمدائح النبوية وبدأ إسم العجوز يتردد بين محبى الإنشاد
إلى أن أقام ليلة فى مولد سيدى إبراهيم الدسوقى وقدم فيها قِصَّة إسمها
( التمساح ) ... وكانت تحكى عن إحدى كرامات سيدى إبراهيم
وأقول لكم ياأحبابى أن هذه الليلة وهذه القصة سبباً فى شهرة الشيخ
محمد العجوز وكان هذا فى بداية ثمانينيات القرن الماضى
وتوالت ليالى محمد العجوز وبدأ إسمه يلمع أكثر عندما أنتجت له
إحدى الشركات شريط كاسيت وبالطبع حمل الشريط عنوان التمساح
تلك القصة التى كانت وش السعد وسبباً فى شهرة العجوز
وكنت أعرف واحداً من محبى آهل البيت وأُعجب بإنشاد العجوز
فقرر أن يقوم بإحياء الليلة الختامية لمولد سيدنا الحسين فى الشادر
الذى يقيمه هذا الصديق بشارع الباب الأخضر بسيدنا الحسين
وماأدراكم ياأحبابى معنى قيام العجوز بإحياء الليلة الختامية
يعنى يكون فى شادر قريب من شادر الشيخ ياسين التهامى
والشيخ ياسين التهامى ياأحبابى هو أسطورة الإنشاد الدينى
وزادت شهرة العجوز أكثر وأكثر وأصبح مطلوباً فى كثير من الليالى
والمناسبات الدينية بطول مصر وعرضها .. وتخطت شهرته الحدود
وكانت له حفلات فى أوروبا .. فسافر لندن وباريس وروما وأمستردام
ويبدو أن تلك السفريات أثرت فى تركيبته ورأينا العجوز يضم لفرقته
الأورج والجيتار ... فإستنكر محبى الإنشاد الدينى ( وأنا أحدهم ) هذا
التصرف وأعتبرناه خروجاً على المألوف ... ولكن جاء العجوز بما هو
أشد وأعجب .. عندما بدأ يغنى لأم كلثوم وعبدالحليم فى الحفلات
وأعجب من كل هذا أنه قام بإصدار شريط كاسيت بعنوان أشكرك
والحقيقة أنه شريط أبعد مايكون عن الإنشاد الدينى ... وهنا إستغل
بعض الذين يكرهونه هذا التصرف وأشاعوا أن العجوز قدم هذا
الشريط لحبيبته وأن هذه الحبيبة هى إحدى الفنانات الشهيرات
وأنه تقدم لخطبتها ولكنها رفضته ... والحق أقول أن محمد العجوز
لم يذكر هذا الأمر أبداً أمامى ... وعندما سألناه عن حقيقة الشائعة
نفاها تماماً ... وصدقنا كلام العجوز ولكنه قدم بعدها شريط آخر
بعنوان ( أرفضك ) ... لاحول ولاقوة إلاَّ بالله ... فهذا الشريط
يؤكد شائعة رفض الفنانة له ( والجواب باين من عنوانه ) كما
يقول المثل الشعبى المصرى ... ولكنه فاجئنا مرة أخيرة وتحول
إلى الغناء بطريقة الكف وهو أحد الفنون الشعبية الشهيرة فى
الوجه القبلى ,,, وفقد محمد العجوز أغلب محبيه بعد أن إبتعد
عن الإنشاد الدينى والمدائح النبوية .. ولم يمهله القدر طويلاً
وفى شهر إبريل 2010 علمت بنبأ وفاة العجوز بحادث سيارة
وأبكانى هذا الخبر لأننى كنت أحبه فى كل الأحوال
وإنتهت بذلك حياة منشد كبير إسمه محمد العجوز
ولكن مازالت حفلاته المسجلة لها محبيها حتى اليوم
أدعوكم الآن للإستماع لمحمد العجوز الذى كان لقبه ( أمير المنشدين )
وهو يمدح رسول الله قائلاً :
فى الأرض إسمه محمد ولكن فى السما محمود