أحبائى .. لم أكن أتخيل أننى سأقبل أن أسقط من ذاكرة أشعارى كل القصائد التى أنتقد فيها مصر أو رئيسها (وماأكثر تلك القصائد)
إذ أننى دائم التصدى لمظاهر الخلل والفساد بكل جرأة ، لكنى الآن ، وفى ظل هذه الأزمة الطاحنة ، والهجمة الشرسة ، والمخطط القذر الذى تتعرض له مصر ، لاأقبل لنفسى أن أكتب كلمة ، أوأردد شعراً مهما كان غالياً على نفسى ، يتعرض لمصر وهى فى هذه الظروف ، بل أدير ظهرى لكل ماكتبت وأعد نفسى بألا أردده ، ولن أشغل نفسى ولاقلمى إلا بحب مصر ، ومؤازرتى لرئيسها ، ووقوفى ضد كل
حاقد وعدو ، وأجعل من دمى بلسماً لجراح وطنى .
أصدقائى الأعزاء ، أنا لم أقنع بالجلوس أمام شاشة التلفاز ، والتسليم بما أسمع من الآخرين ، بل حملت قلبى وتوجهت الى ميدان التحرير ، وشاركت بحبى لبلدى مصر ، ورأيت بعينىّ خيوط المؤامرة التى حاكها الأعداء ضد بلدى ، وأصعب مافى الأمر أن رأيت ضمن هؤلاء الأعداء بعض ممن ينتمون الى دمنا العربى .
بكيت على مصر الطيبة ، وعلى رئيسها البطل ، ولعنت عشرات القصائد التى كتبتها ولو بدافع الحب والغيرة ، وسأحاول أن أشطبها من كافة المنتديات ، ولن أقوم بطبع ديوانى المرتقب (أنا الجاسوس) ، فقد اكتشفت أن مصر أعظم من الشعر ، وأطهر من كل الكلمات .
لقد قضيت فى ميدان التحرير أربعة أيام ، خالطت فيهم الأعداء والخبثاء والمتآمرين ، ودافعت عن وطنى بشكل يعجز الشعر والنثر عن التعبير عنه ، واكتشفت أن الشعر قزم ومعاق أمام سطوة الفعل والتعبير عن حب الوطن بشكل فاعل .
عاهدينى يامصر ، أن أبسط جسدى تحت قدميك كى تقفى منتصبة وتخترق قامتك السحاب ، عاهدنى سيدى الرئيس ، أن أحفر إسمك على وجه التاريخ ، عاهدنى ياشعر ، ألا أستخدمك سلاحاً فى معركة لايحسمها الا الحب .
وبعيداً عن الشعارات ، أقول : تحيا مصر