قد يبدو أو يحلو للبعض ممن يمر بتلك الصفحة أن يقول لماذا الكلام الآن ؟
وأقول تلك لحظة فارقة في حياة الشعوب بعيدا أن أي غلو أو شطط
ولكنه الحق الواضح الذي سجله القرآن حين نزوله منذ أربعة عشر قرنا من الزمان واثنتين وثلاثين سنة يتحدث فيه القرآن الكريم عن قارون فيقول :
إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذا قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين
قال إنما أوتيته على علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة واكثر جمعا ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون ...
إلى أن قال :فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين
نعم ماكان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين
تخلى عنه المنافقون والأعوان والجنود والخدم والحشم
ومن العجيب أنه لم يدخل معركة حربية بين جندين ظاهرين
بل خرج يمشي مختالا في زينته في حشده وجنده وغروره وكبريائه
فجاءت الأوامر إلى من يمسك الأرض من جند الله أن تزول وأمرهم أن يشقوا الأرض شقا
فابتلعته الأرض ولم يبن له أثر .... سبحان الله القادر العظيم
ويدور الزمان دورته ويستنسخ من قارون مليون قارون في أرض الله عامة ومصر موضع الحدث القاروني خاصة فينهبون أموالها ويسرقون خيراتها وأمجادها
ومن المعلوم عقلا أن أموال مصر جبال وحال أهلها حال
كم من قارون مستنسخ إنهم كثر وبنفس الصفات القارونية
من التعالي والكبرياء والمكر والحيلة والخداع والغرور
ألم يقرأوا مرة واحدة قصة قارون في أية مرحلة تعليمية أو موعظة دينية حضروها بقلوبهم مرة
راحوا يعيثون في الأرض فسادا ظانين أن الأيام ستقف عن الدوران وأن رب الأرض والسماء قد
نام وهو الذي لا تأخذه سنة ولا نوم
وهو القائل : قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير
هذا القارون المستنسخ والقارون المستحدث والقارون المستقبح
لم يتعظوا ولم يرتدعوا ولم يخافوا
سوف يتمنون يوما عند الحساب أن يكونوا ترابا ولا تنفع شيئا ليت
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون