وترجل الفارس المصرى العملاق
رحل الاب الشرعى لنصر اكتوبر المجيد
فى صمت وهدوء
وبينما مصر كلها تنتفض ضد ظلم وفساد وافساد مبارك وعصابته
وفى صمت وهدوء
ترجل الفارس
رحل سعد الشاذلى فى العاشر من فبراير 2011
وكأن ارادة الله ابت ان يرحل قبل ان يرى الفجر يشرق على مصر
منذ عام 1974 واسم سعد الشاذلى هو الطلسم الملعون فى مصر
ممنوع ان يذكره اى مصرى
ممنوع ان يتحدث باسمه اى مصرى
واذا وجد اى مصرى نفسه مجبرا على الاشارة اليه فيكفى ان يقول السيد رئيس اركان حرب القوات المسلحه بدون ذكر الاسم
وهو تصرف منطقى جدا من نظام السادات ونظام مبارك
فقد سرقوا التاريخ وقاموا بتزييفه
ففى عهد السادات كانت حرب اكتوبر تذكر منسوبه الى السادات صاحب قرار الحرب وقرار السلام
وكأن السادات كان يحارب وحده
وجاء ابو غزاله وزيرا للدفاع وبدا الحديث عن ضربه المدفعيه والتمهيد النيرانى بجانب الحديث عن بطل الحرب والسلام
وكأن ابو غزاله كان قائد المدفعيه المصريه
وكأن المدفعيه كانت تحارب وحدها
وجاء مبارك وبدا الحديث عن الضربه الجويه وصاحب الضربه الجويه
وعلى مدى ثلاثين عاما كامله
ظل الاعلام المصرى يزيف التاريخ ويردد الاكاذيب
حتى تصور الكثيرين من ابناء مصر ان حرب اكتوبر باكملها كانت مجرد ضربه جويه
وتصور اغلب المصريين ان مبارك كان هو القائد الوحيد للحرب
واى حديث عن اسم سعد الشاذلى كان كفيلا بان يفضح كل هذه الاكاذيب
فجعلوا اسمه ملعونا ممنوع النطق به
وظنوا انهم نجحوا باكاذيبهم فى اغتيال الاسم وصاحبه
واتى العاشر من فبراير 2011
وجاء من يهمس فى اذنى
البقاء لله
فاندهشت متسائلا فى مين
فقال الفريق سعد الشاذلى
واعتليت المنصه واذعت الخبر الى المتواجدين
وادركت من رد فعلهم ان الكثيرين لا يعرفون صاحب الاسم
فحدثتهم عن سعد الشاذلى
وانطلقت الهتافات الى عنان السماء
الى جنه الخلد يا سعد
لا اله الا الله سعد الشاذلى حبيب الله
ووقفنا جميعا دقيقه حداد على العملاق الذى رحل فى هدوء
اعقبها هتاف الجماهير
الى جنه الخلد يا سعد
الشعب يريد محاكمه الرئيس
وتكرر المشهد تقريبا فى جميع انحاء مصر
مصر كلها وقفت حدادا على سعد الشاذلى
ومصر كلها هتفت تدعوا له بالجنه
بينما كانت مصر كلها تطالب بمحاكمة مبارك
وفى الحادى عشر من فبراير 2011
شعيت جنازة سعد الشاذلى بكل الاجلال والتقدير والاحترام
وفى نفس اليوم شيعت مصر مبارك بما يستحقه
سبحان الله
واسمحوا لى لنعرف قيمه الرجل ان انشر عليكم الحوار
الذى كان لى شرف اجراؤه مع الفريق سعد الشاذلى
واثق انكم ستدركون قيمه الرجل
جمال النجار