اساتذتى الافاضل اسرة نبض الامل
يبدو انه من متابعتى لتفاعلات الثورة المصرية وتلك الثورات التى اشتعلت فى الكثير من البلدان العربية
يبدو انى فقدت هدوئى واعطيت لنفسى ما كان يجب الا اعطيه لها من مواقف
فارتكبت بذلك الكثير من الاخطاء فاسمحوا لى ان اعتذر عنها
من تلك الاخطاء
تصورى للادب
فانا مؤمن ان الاديب والكاتب الحقيقى هو لسان الصامتين والعاجزين عن التعبير
فيجب ان يكون قلمه هو لسانهم الذى يعبر عنهم
وان الاديب الحقيقى والكاتب الحقيقى هو ذلك الذى يجسد الواقع الذى يحيط به
فلا ينبغى ان يكون الادب مجرد سيرة ذاتيه للكاتب ولا ينعزل عن الواقع الذى يعيشه الكاتب
بل يكون سيرة ذاتيه للمجتمع الذى يعيش فيه الكاتب والاديب
والا فقد الأدب عموميته وفقد اهتمام الاخرين به
وهو حكم بالاعدام على ذلك الادب والفكر والابداع مهما حاز من انتشار وشهرة مؤقته
واذا تصحفنا تاريخ الادب نجد ان ذلك التاريخ لا يحفظ لنا سوى ذلك النوع من الادب
الذى اهتم بالحياه العامة وكان فيه الكاتب والاديب لسان العاجزين عن التعبير
واليوم اصبحت السياسه هى محور حياة جميع المجتمعات وهو ما يحتم ان تكون السياسه موجودة فى الابداع الادبى والفكرى الحقيقى لتاثيرها الكبير على المجتمعات اليوم
ولكن
للبعض وجهه نظر اخرى
حيث يرون ان الادب لا يجب ان يرتبط بالواقع والحياه العامه
وهى وجهه نظر كان يجب علي ان احترم حقهم فى اعلانها والتمسك بها
رغم رفضى لها
حيث جعلتنى روح الثورة اطالب البعض بان يهتم بالمجتمع والوطن فى كلماته
خاصه فى هذه الفترة الحرجه فى تاريخ الامه باثرها
فليسمحوا لى ان اعتذر لهم عن طلبى ذلك
ومن الاخطاء التى يجب ان اعتذر عنها ايضا
هو رؤيتى لحق الاخرين فى ترتيب اولوياتهم
فجو الثورة جعلنى اتصور منطقيه ان يكون الوطن على قمه اولويات الجميع
وعلى قمه اهتماماتهم فى هذا التوقيت
وطالبت الجميع بذلك وهو خطأ كبير وقعت فيه فللبعض اولويات اخرى واهتمامات اخرى وكان يجب ان احترم حقهم فى ذلك رغم رفضى له
فاليهم اعتذر
ومن تلك الاخطاء هو رؤيتى الخاطئه للبعض وتكوينى صورة لهم بداخلى
ومطالبتى لهم بان يكونوا على تلك الصورة
ومن الواضح انى اخطأت فى رؤيتى فمن حقهم ان يكونوا غير ما تصورت عنهم
فاليهم اقدم اعتذارى وارجو ان يغفروا لى
فمن حق كل انسان ان يكون كما يريد
جمال النجار