واهم يا وطن
أبذر القمح فوق الغيم كسحابة الرز فوق النعش , وأضم الأفق كقبضة أم الشهيد على سكينة الروح , وتمايل الفتى في عرس ميدان الحجر , زفاف اللوز في المستحيل ! أمتطي الصحراء على ظهر الغد وسراب الحاضر الدخيل , أغفو في عنق الزجاجة اتساع المنى وتضرع الحبل الملقى على عنق عكا , وبعض مما بقي من الليل قبل المسافات الشاسعة وقربها من قربان الفجر . غداً كنا هناك ! بالأمس واليوم غدنا أمسى إطلالة على الجرح , أفتح الجرح فأتقيأ مثخن الإدمان , أحز بالدم الجرح والزناد بالقلم وارتشف كوب النصر من الفيحاء والرجاء والتهاوي في قعر الإحباط , أستنهض و ما مللت الغثاء والسيل , فبعد الانحدار تلاطم مع الزبد ! اتحاد البحر بنهر البطولة وفي باطن الخد تمسح الدمعة جفاف الأخدود , انحني لما تحتي كما تنحني السنابل قبل العاصفة للنسمات
قليل منك يا أنا وكل أنتم وبين السكينة والريم تصطاد القطة النهر فيمر الشراع بجدول الخريف ويلتقي المنادى بالمنادي , لا أنا أنا ولا هم أنت ..! توقفت هنيهة عند الشارة وقرأت ما لم يكتب من أبجديات
أنا الذي انهض من جذر المطر والأزيز بلا ساحات وجند , وجدول أعمال على ورق يمحوا ما مالت به الأكف على حياء وأنبت الفجيعة والملوحة في كأس سكر وتذوق الجرح للجرح
واهم يا وطن
من لا يزرع الغيم ..! واهم ..! الذي يرسم أفق على الممحاة واهم ..! ومن عدم كل مستقبل بلا ماض
الحاضر وهم نجمله بلا خجل من الخديعة والوديعة ونغرق في الماضي كأنا كنا على وهم
واهم من يخلع الحذاء وجوب الرقي ومن يرتدي ربطة عنق في سفر الصمت كلاهما واهم واهن
واهم يا وطن
واهم من لا يحرث السحاب ويمسح دمع أمه بروحه المعلقة بقنديل تحت العرش
بقلم : حمزة صبحي حمزة 1 – 4 – 2010