خِتامُها فِسق .. يكتب / محمد عبدالرحمن شحاتة .. دنيا الرأي

خِتامُها فِسق

حين يتحول الحُكم إلى تحكُّم . فهذه قمة الديكتاتورية . وإن زيادة الكاريزما تؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها . أن يرى الشخص في نفسه مثالا يحتذى به . فيضرب بكل القواعد والقوانين عرض الحائط . والكاريزما التي أقصدها هي كاريزما الزعيم . التي تمكنت من كل حكام العرب . والساحة خير مرآة تعرض لنا الأحداث بكل شفافية . ودائماً أسأل . لماذا فترة الحكم في البلاد العربية تتراوح مابين ثلاثين إلى أربعين عاماً ؟! . أليست هذه كاريزما زائدة عن الحد . أدت إلى أمور لايحمد عقباها كما نرى ؟ .

إذن الأمر يتعلق بنا . نحن من نصنع الفرعون . ونحن من نحكم الأغلال حول أعناقنا . حتى إذا ما أفقنا وشعرنا بها نادينا لا للقيد ! . عجباً أيها الأخوة . لماذا تركنا هؤلاء الحكام ليصلوا بنا إلى مانحن فيه الآن ؟!

المشهد في مصر لا يختلف عنه في تونس ولا عنه في ليبيا وسوريا واليمن وغيرهم . الحاكم صورة مطابقة للآخر . والكاريزما واحدة . البداية واحدة . والختام فِسق كما نرى .

في تونس . بدأ زين العابدين مواعداً شعبه كأي زعيم يتضور جوعاً للكرسي والسلطة . وانتهت به الكاريزما الزائدة إلى لجوء سياسي في جدة . وهنا أقول له بدايتها وعود . وختامُها فِسق !

مصر . المشهد الأكثر إثارة . مبارك . بعد أن عاش ثلاثين عاماً أو أكثر يطل على العالم من خلف منصته وموكبه . يطل عليه الآن من خلف القضبان . لأن بدايتها كانت وعود كثيرة . وختامُها فِسق !

ليبيا . فيلم الآكشن الذي يعرض للمرة الأولى على الساحة السياسية . سيناريو الكتاب الأخضر . الذي ألفه وأخرجه القذافي . وشاهده شعبه . ونزف الشعب الليبي . القذافي . بدايتها ثورة وانقلاب . فحكم . فظلم دام طويلاً . وفي النهاية . ختامُها فِسق !

اليمن . صالح لايعرف الصالح . لماذا لايرحل رغم رؤيته لهذه المشاهد ويدرى مصيره . هل تمسكه بالكرسي يدل على خوفه وإدانته في شيء ما . ككل الحكام العرب . صالح . بدأت مواعداً كجميعهم . وخِتامُها على ما أعتقد فِسق !

سوريا . فيلم الرعب العربي . الذي يشاهده الشعب السوري . عجباً للأسد ! . يأكل نفسه . يهدم سوريا من أجل سوريا كما يزعم ! . تباً لك ياحكيم العيون . مهنتك الحقيقية أن تحافظ على البصر للناس وأنت لاتُبصر ! . بدأت مواعداً أيضاً . وأعتقد أن ختامُها معك أكثر من فِسق !

أيها الزعماء العرب . خِتامُها فِسق !!!


بقلم / محمد عبدالرحمن شحاتة


.