نهر الجنون 2 تجار الدين والعسكر

نهر الجنون ( 2 )تجار الدين والعسكر

فى رائعته نهر الجنون تصور الأستاذ توفيق الحكيم أن ثعبانا نزل إلى نهر المملكة ونفث سمه وتلوث الماء وأصبح كل من يشرب منه يصاب بالجنون وتشرب الرعية كلها من النهر وتصاب المملكة كلها بالجنون

عدا الملك والوزير

ويدور بينهما حوار عجيب

هل يحتفظ الملك بعقله ويفقد ملكه

أم يشرب من النهر ويضحى بعقله ليحافظ على ملكه

فعندما يصاب الجميع بالجنون

يكون من العقل أن تفقد أنت أيضا عقلك لتستطيع العيش معهم وتكون قمة الجنون أن تحاول الاحتفاظ بعقلك وسط المجانين

ترى اى مأساة نعيشها واى ملهاة تلك

عندما تكون قمة العقل أن تصاب بالجنون

وتكون قمة الجنون أن تحتفظ بعقلك

شىء غريب بالتأكيد
ولكن
ما هو الذى ليس غريبا فى حياتنا

شعب يرفض الذل والهوان والفساد والإفساد ويثور على الحاكم الفاسد المفسد ونظامه الذى أذل الشعب ونهب كل ثرواته ونشر الفساد والإفساد على مدار ثلاثين عاما ويخلعه من الحكم
وتتقدم قيادة الجيش لتتولى المسئولية بتفويض من الحاكم المخلوع !!!
هذه القيادة التى هى من افسد أركان نظام هذا الحاكم
ولكن الشعب يتقبل هذا الوضع
وتعلن هذه القيادة فى بياناتها الأولى أنها تؤمن بمطالب الشعب العادلة وأنها انحازت إلى الثورة ولكنها فى نفس الوقت تحمل كل التقدير والاحترام للحاكم الفاسد الذى ثار الشعب ضده وان المساس بذلك الحاكم خط احمر لن تقبله هذه القيادة
ولا يدرك الشعب رغم ذلك حقيقة خيانة هذه القيادة !!!!!

ويتقدم احد جنرالات هذه القيادة فى بيان تالى ليعلن عن كامل تقدير تلك القيادة للحاكم الفاسد الذى تم خلعه بثورة الشعب وفى نفس البيان يعلن ذلك الجنرال كامل تقدير القيادة لشهداء الثورة ويؤدى التحية العسكرية لأرواح هؤلاء الشهداء
ويعلن الشعب بأكمله ابتهاجه بتلك التحية العسكرية ويتناسى ذلك التقدير الغريب الذى أعلنته القيادة للحاكم الفاسد ولا يتوقف احد ليتساءل كيف يعلن ذلك الجنرال تقديره لأرواح شهداء الثورة ويؤدى التحية لهم وفى نفس البيان يعلن تقديره للحاكم السفاح الذى قتل هؤلاء الشهداء !!!!!

وجماعه تدعى الدين وتدعى أنها وحدها من يحتكر صحيح الدين
وقبل الثورة يعلن مرشدها أن ذلك الحاكم الفاسد المفسد هو أب لجميع المصريين
وعندما يشاع خبر الثورة يعلن مرشد هذه الجماعة انه جماعته لن تشارك فى تلك الثورة
وتندلع الثورة وتمر خمسه أيام كاملة يتأكد فيها أن الثورة نجحت وان الحاكم الفاسد المفسد يترنح على كرسى العرش وان نظامه انهار فعليا
فتتقدم تلك الجماعة لتفرض نفسها على الثورة والثوار

وجماعه أخرى من تجار الدين قبل الثورة وأثناءها أعلنت بكل صراحة ووضوح تكفيرها للثورة والثوار لأنها تؤمن بان الدين يحرم الخروج على الحاكم
وبعد أن تنجح الثورة تتقدم هذه الجماعة بأفرادها لتشارك أبناء عمومتها من تجار الدين فرض إرادتهم على الثورة والثوار
ورغم علانية جميع هذه المواقف

وبتحالف العسكر وتجار الدين
ينجح هؤلاء الأفاقين والمنافقين بتجارتهم بالدين فى خداع جموع الشعب فينتخبهم ويوليهم سلطته التشريعية !!!!!

ويقوم العسكر وتجار الدين باستخدام الإعلام بشيطنة الثورة والثوار فهم أساس كل المصائب والكوارث التى يعيشها الوطن
وينخدع الكثيرين من أبناء الشعب رغم أن الثورة والثوار لا يحكمون ولا يمكن بالتالى منطقيا أن يحاسبهم احد على مشاكل وكوارث الوطن التى يتضح لكل ذى عقل أنها كلها مفتعله من العسكر وتجار الدين بهدف شيطنه الثورة لينصرف الشعب عنها

شعب اغلبه مسلمون ترتفع فى سماؤه بعد أكثر من ألف واربعمائه عام من إسلامه هتافات تهتف إسلاميه إسلاميه
ولا يتوقف احد ليسأل هل هذا الوطن شعبه كلهم من الكفار والمشركين ليأتى هؤلاء الأفاقين والمنافقين لينادوا بأسلمه هذا الشعب وكأنهم يفتحون مصر ويدخلونها الإسلام للمرة الأولى فى تاريخها ؟؟
الم يفتح عمرو ابن العاص مصر ويدخلها الإسلام منذ أكثر من ألف واربعمائه عام ؟؟؟
هل شعب مصر فى حاجه إلى تجار الدين من إخوان حسن البنا والسلفيين ليتعرف على الإسلام ويعرفه ؟؟؟!!!!!

جماعه يعلن مرشدها السابق بكل بجاحة وسفالة ( طظ فى مصر ) أعلنها عبر وسائل الإعلام
ورغم ذلك تتقدم هذه الجماعة اليوم لتحكم مصر ويصمت الشعب المصرى على ذلك ؟؟؟!!!!!!!!!!!

وشركاءهم من تجار الدين يعلنون بمنتهى الصراحة والبجاحة أن الديموقراطيه كفر
ورغم ذلك يتقدمون ليستغلوا الديموقراطيه ويتاجروا بالدين ويصلوا إلى مجلس الشعب باغلبيه يستغلونها ضد كل الأعراف الديموقراطيه ليحاولوا أن يكتبوا دستور يحقق لهم إكمال سيطرتهم على السلطة فى مصر
والشعب غارق فى تلك الأزمات المفتعلة التى أشعلها العسكر وتجار الدين ولا ينتبه إلى ما يحاك له ولوطنه

الذى أخشاه ويخشاه كل من يمتلك بقايا عقل
أن كل الأسباب التى أدت إلى انفجار ثورة الشعب ( من فساد وإفساد وفقر وبطالة ومرض وجهل وذل ومهانة وهوان قومى ... الخ ) مازالت كما هى
وهو ما ينذر بانفجار موجه أخرى من المد الثورى
التاريخ يخبرنا أنها ستكون اعنف وأكثر دمويه
والشعب مازال مختفيا من الصورة
يتصورون انه مات
أو أصيب باكتئاب حاد وقرر الانسحاب
وهو نفس ما تصوره مبارك حتى فوجئ بالثورة فأدرك أن الشعب مازال على قيد الحياة
الشعوب لا تموت

أتفهم أن يحاول طنطاوى وعصابته ومعهم تجار الدين من إخوان حسن البنا وأبناء عمومتهم من السلفيين أن يخدعوا الشعب ولو ضاعت مصر فى محاولتهم
ولكنى لا أتفهم كيف يغامر الشعب بالصمت على محاولاتهم رغم ما يمكن أن تقود إليه البلاد
ففى حاله نجاح تلك المحاولات ستعود مصر إلى اشد عصور الظلام التى عرفها العالم فتجار الدين يهدفون إلى تحويل المصريين إلى عبيد ينتظرون موائد الرحمن فى رمضان وما يلقيه إليهم أسيادهم من زجاجات زيت ومكرونه كصدقه فهم لا يعترفون بحق المواطنين المتساوى فى ثروة الوطن ولا يعترفون بتداول السلطة وسيرون اى خروج عليهم أو رفض لسياساتهم خروج على الله ورفض للإسلام
والعدالة الاجتماعية من وجهه نظرهم فكر شيوعى كافر ملحد

وإذا فشلت تلك المحاولات ستقع مصر فى بحر من العنف فلن يتخلى تجار الدين عن السلطة بسهوله وسيعلنون الجهاد فى سبيل السلطة


ولكن مالا أتفهمه أبدا هو من أين سنأتي

بثعبان توفيق الحكيم

بالله عليكم ماذا نفعل

هل يشرب الإنسان من النهر ليفقد عقله ويستطيع أن يفهم ما يحدث

أم يحتفظ بعقله ويظل غير قادر على فهم ما يحدث

بالله عليكم هل يدلنى أحدكم على شىء نشربه لنستطيع أن ننسى أننا مصريين

وان هذا الوطن ملك لنا وليس ملك لمبارك وأبناؤه وحاشيته

أم انه فعلا ملك لهم ويجب أن نشكرهم على سماحهم لنا بالعيش فى وطنهم ؟؟؟؟

جمال النجار