أربعة أيام فقط بمجموع ست وتسعين ساعة تفصل المصريين عن لحظة المثول أمام أكبر شهادة في الحق
يتعرضون لها طيلة ما يربو على أربعة قرون من الزمن لم يدلوا فيها بأصواتهم بحق
في أي انتخاب سابق وهاهم اليوم مدعوون للإدلاء بأصواتهم لانتخاب رئيس لمصر العظيمة
من بين ثلاثة عشر مرشحا يمثلون توجهات مختلفة تتصارع فيما بينها
للوصول إلى كرسيِّ الرئاسة وهم يحسبونه محاطا بالورود وهو يمكن أن يكون طريقا للورود إلى النار وبئس القرار
إذا لم يَرْعَ فيه الله فيما عُهِدَ إليه من أمر الرعية أيا كان توجهه فلا مفر من الحساب والعقاب والمساءلة
لأن الله سوف يسأل كل راع عما استرعاه أحفظ أم ضيَّع وقد قال في كتابه : إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل )
المصريُّون مدعوون أن يقولوا كلمة الحق وليست إملاء من أحد أو ضغطا من أحد أو فرضا من أحد إلا من الله ولأجل الله والدِّين
نظير مبلغ أو رشوة يدخل بها النار ولبئس الدار يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
عليك أيها المصري العظيم أن تراجع نفسك في هذه الساعات الست والتسعين الباقية مرات ومرات ولا تتردد
ثم استعن بالله واطلب منه أن يمنحك شهادة الحق وموقفك من الله والوطن
ولا تتقاعس عن الخروج لتأدية هذا الواجب العظيم فصوتك أمانة ومهم ومؤثر
قال تعالى : ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه )
ومصر العظيمة الآن في حاجة إليك في حاجة إليك فعليك تلبية النداء والله من وراء القصد .
بقلم : عبد الحي بدر