قالها المفكر الإسلامي الشيخ محمد عبده حين ابتعث إلى أوْروبا
: رأيت في الغرب إسلاما ولم أرَ مسلمين ورأيت في بلادي مسلمين ولم أرَ إسلاما
والمعنى المراد رأيت من يتبع تعاليم الإسلام العظيمة وينفذها بحذافيرها دون أن يعتنق الإسلام دينا
وفي بلاده من يعتنق الدين ولا ينفذ تعاليمه
وهذا مناط تعجب الرجل واستغرابه
وكلمة إسلام في المصطلح اللغوي تعني الإذعان والإنقياد ( البصير بالطبع ) وليس الإنقياد الأعمى
الإنقياد لما فيه الخير والصلاح والإصلاح للفرد والجماعة
وليس الإنقياد المتحجر الفكر وجموده والوقوف ( محلك سير ) عند نقطة لا يتجاوزها
حسبما كان يقول المشركون : إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون
وقولهم أتأمرنا أن نترك ما كان يعبد آباؤنا
فمتى نفكر ومتى نعقل ومتى نعمل بما نقول ومتى نتحضر ومتى نطبق الديمقراطية الحقة ؟!
الكرة الأرضية أصبحت قرية صغيرة نسمع ونشاهد ما يجري على سطحها
رأينا ساركوزي يعترف بأنه خسر الانتخابات لأولاند وقام وبكل تحضر يسلمه كل شيء في قصر الإليزيه
رأينا قبل ذلك في جنوب إفريقيا وبعده في أمريكا حضارة في التناول للأمر
رأينا أمس كيف استقبلت إسبانيا فريقها المنتصر ورأينا أيضا كيف استقبلت إيطاليا فريقها المنهزم واعتبرته حقق حلما وتقدُّما
وفي مصر قلنا بأفواهنا فقط نرضى بحكم الصندوق ولما جاء الصندوق بالإسلاميين سننا لهم المدى
وقلنا بالتزوير وكل الحيل حتى ضربنا بالصندوق عرض الحائط ورحنا نسب ونلعن ونتبادل جميع الشتائم على شاشة التلفاز
وقلنا نرضى بالصندوق للرئاسة وهتفنا بملء الحناجر فلما جاء الصندوق الشفاف برئيس من الإسلامين
حطمنا الصندوق وهتفنا ضد الصندوق وأنه صندوق أسود وصندوق مسوَّد ورحنا نجمع المكائد ونحيك الدسائس للرئيس المنتخب
وأشهد الله أنني سمعت بإذني على شاشة التلفازواحدا من أنصار المنصة يقول : سنبدأ حرب الاستنزاف
وقد بدأتْ الحرب بالفعل من أمسِ : ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
وأشهد الله دون ريب أنني لست متبعا لحزب كائنا ما كان ولكنني مصري مسلم أظن أنني متحضر
أحب لمصر الخير والاستقرار والأمان واللقمة الشريفة لشعبنا وأهلنا على اختلاف مشاربهم ومعتقداتهم ( فالناس في حق الحياة سواء )
فمتى ؟!
بقلم عبد الحي بدر