الملابس الذكية
تمثل الملابس الذكية واحدا من التطورات الجديدة والواعدة
في صناعة الإلكترونيات عالميا,
فهل يمكن لصناعة الإلكترونيات الوطنية أو حتى العربية أن تتعامل معها
باعتبارها فرصة وعملا جديدا أو نافذة تطل منها على المستقبل
ومسارا يمكن أن يوفر لها المزيد من المعرفة والخبرة وفرص النجاح ؟
والملابس الذكية تمثل تتويجا لجهود بحثية وعلمية وصناعية كبيرة
جرت في مناطق مختلفة من العالم
وانتهت بإمكانية اضافة شرائح الكترونية دقيقة الى بعض قطع الملابس
لتكون عقل وذاكرة ومركز ادارة وذكاء نظام معين له وظيفة معينة,
كأن تعمل مثلا على ادارة نظام دقيق لتبريد الجسم يجعل قطعة الملابس
تعمل كجهاز تكييف في المناطق الحارة أو كعقل ومركز تفكير لنظام طبي
يلصق بالملابس ليقيس نبض القلب ويتابع حالة السكر مثلا,
وقد تطورت الأمور على هذا النحو بعد ظهور ما يعرف بالإلكترونيات المطبوعة,
التي تعني طباعة الشرائح والدوائر الألكترونية على الملابس أو غيرها
من وسائط الطباعة الأخرى لتقوم بمهام محددة سلفا.
أشكال للملابس الذكية
في مصر ابتكر أحد الأطباء عن جاكيت مزود بنظام الكتروني
يمد الجسم بالهواء اللازم لتبريده والتخلص من العرق,
ويعتمد في بنائه على شرائح الكترونية دقيقة, وبعض الخلايات الشمسية
التي تعمل على تحويل الطاقة الشمسية الى تيار كهربي وتخزينه
وهو تفكير يتوافق مع الاتجاه العالمي السائد والمنتشر في بلدان عديدة كاليابان
التي بها شركات تنتج بالفعل مثل تلك الملابس منذ فترة طويلة,
وتقوم بتسويقها عبر مواقع الأنترنت,
وهناك برمجيات المحاكاة العكسية وتم فيها تصميم نظام مكيف شخصي للجسم
يمكن تثبيته داخل أي قطعة ملابس,
وبنيت فكرته على تصميم دائرة تحكم الكترونية صغيرة
بها شريحة مخزن عليها برامج مدمجة,
تمنح الدائرة قدرة على اصدار أوامر التشغيل أو التوقف عن العمل,
وتقوم الدائرة بتجميع البيانات التي تشغل النظام عبر اتصالها
بمجموعة من أجهزة المستشعرات الدقيقة التي يجري توزيعها بطريقة هندسية دقيقة
تغطي أجزاء الجسم المختلفة, وتقوم برصد ومراقبة درجات حرارة الجسم,
وارسالها الى البرامج المدمجة التي تقارنها بدرجات الحرارة المسجلة بداخلها,
وتعطي تلك البرامج الأوامر الى مجموعة من المراوح الدقيقة,
يتم تثبيتها بطريقة معينة داخل الملابس لتعمل على ترطيب وتبريد الجسم
وتبخير العرق, بعد أن يتم احكام غلقها حول الجسم,
ويستمد النظام الطاقة الكهربائية الخاصة به من خلال بطاريات صغيرة
يجري شحنها عبر أجهزة الحاسب الألي المحمولة.
وهناك ملابس تنقل أجهزة الأستشعار الإلكترونية المدمجة في نسيج الملابس الداخلية
أي توترات تحدث في الجلد الى حاسب الجيب مما يتيح اجراء عمليات رسم القلب
بطريقة مريحة على المدى البعيد,
ويمكن تطوير ملابس محكمة تلائم جسد الإنسان على مدى فترات طويلة,
وعلى عكس الطرق الحالية التي تستخدم فيها أجهزة الاستشعار
والوسادات الصغيرة التي تثبت على الجسم لرسم قلب المريض
يمكن من خلال هذه الطريقة الحديثة رصد نبضات قلب الإنسان
لحظة بلحظة على مدار أسابيع وشهور.
تقنية الملابس الذكية
بينما حدثت تقنية واسعة في الحاسبات فنتجت عنها تطبيقات واسعة في مجال الصناعة
وأيضا الدمج بين الإلكترونيات الدقيقة وتكنولوجيا الاتصالات,
الأمر الذي نجم عنه تقنية المعلوماتية عن بعد,
فبعد هذه الثورة الهائلة أصبح من السهل العمل على تلك التقنية المبهرة
من الملابس التي تعتمد على وجود عناصر الكترونية
مصغرة الى أقصى حد ممكن حتى تسهل دمجها,
وتعمل كل هذه التجهيزات بدون اسلاك ظاهرة فهي ألياف بالغة الدقة
نسجت مباشرة في القماش,
ومن الممكن للصناعة الوطنية أن تتعامل مع هذه التطورات
باعتبارها فرصة للعمل والنمو وتجديد السياسات والأستراتيجيات,
ولو على مستوى التصميم وبناء التطبيقات والنظم.
منقول