* خلع*
عندما أتأمل هذا الكون أشعر بالدهشة والعجب فعندما خلق الله سبحانه وتعالى ( آدم و حواء) وحمّلهما الأمانة لم يكونا على قدر المسئولية قال تعالى إنا عرضنا الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) صدق الله العظيم 72 الأحزاب * فلقد أغواهما الشيطان و أخرجهما من الجنة فبكيا و ندما حيث لا ينفع الندم ، و عندما إخترع ( ألفريد نوبل) الديناميت لحفر المناجم و إستخراج المعادن من باطن الأرض لم يكن ليعلم ما سيحدث من دمار و هلاك من جرّاء إختراعه هذا و حزن و ندم و ليخفّف من وطأة الشعور بالذنب خصّ جائزة كبيرة سنوية تمنح لمن يفعل شيئا ناجحا يعمّ على البشرية بالخير و السلام ( جائزة نوبل) ، و عندما نادى قاسم أمين بإستماتة بتحرير المرأة من ظلام الجهل و نزع الحاجز الذي يمنعها من التواصل مع المجتمع لم يكن ليعلم أنها ستخذله و تنزع الحياء و الحشمة و الوقار مع البرقع الأسود و اليشمك الأبيض ، و عندما أقيمت السجون لتهذيب أخلاق المجرمين و تأديبهم لم يكن في الحسبان أن المجرم الصغير يدخلها يتهجّى الإجرام ليخرج منها أشد إجراما و ضراوة متخصصا في فن الإجرام بجدارة تماما كما حدث في قانون الخلع الجديد الذي هو في حقيقة الأمر ليس بجديد و إنه منذ عهد رسولنا الكريم صلوات الله عليه و سلامه و الدليل على ذلك ( ردّي عليه الحديقة و أنت طلقها تطليقة)
عندما تم تفعيل هذا القانون حاليا إنما كان ليسهّل على المرأة المظلومة الفكاك من قيد التعذيب و الإهانة من قبل الرجل غير السويّ فإذا بنا نجد و بكل جهل و سذاجة إستخدامه بطريقة كاريكاتيرية تثير الضحك و لكنه ضحك كالبكاء و كأنه موضة تلهث وراءها النساء أو تقليعة من التقاليع يريدون تجربتها فلقد حذّرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن من تطلب من زوجها الخلع أو الطلاق بغير سبب جوهريّ أو أذى حقيقيا فلن ترح رائحة الجنة و أن من صبرت على أذى زوجها لها عند الله فضل عظيم فما بالنا نترك الخير و بكل ما أوتينا من قوة نلهث وراء ما يضرنا و لا ينفعنا؟؟؟!!!
بقلم /أحلام شحاته