*رانديفو *
يأخذنا القلق ونحسب ألف حساب إذا ما عرفنا أننا سوف نقابل شخصا ما خاصة إذا كان ذا شخصية مرموقة ومركز كبير أو جاه .. فنرتدى أجمل ما عندنا من ثياب ونتزين ونتعطر ونرسم البسمات على وجوهنا وننتقى أجمل العبارات ونتلعثم حين النطق بها ونتصبب عرقا ونرتعش وكأنه يوم الحشر الأعظم فلا أيدينا تستر موقفنا ولا المناديل تكفى لتجفيف عرقنا حتى أقدامنا لاتستطيع حملنا فنكاد نسقط على الأرض مغشيا علينا بالكاد نقف أمامه بضع دقائق كأنها الدهر ونخرج من عنده شاكرين لفضله أن من علينا ببعض من وقته الثمين وجهده الغالى ونتباهى ونتفاخر بأننا قابلنا فلانا وكلمنا وسمعنا صوته وإبتسم لنا وربت على كتفنا وإذا وعدنا بلقاء جديد نطير من الفرحة ونظل نرتب لهذا اللقاء وننتظره على أحر من الجمر مع أنه بشر مثلنا وفيه ما فيه من النقائص والعيوب والضعف والطباع الغير مرغوبة ونندر حياتنا لمدحه والثناء عليه فى حين أن الله سبحانه وتعالى خالقنا ورازقنا يدعونا ويطلبنا للقائه خمس مرات يوميا وحدد أول اللقاء ولم يحدد نهايته ترك لنا حرية إنهائه وليس بيننا وبينه واسطة ولا سكرتير ولا حواجز ولا حدود فيكفى أن نتطهر من أدراننا وآثامنا ونتوضأ ونستر عوراتنا ثم نقف على بابه الذى لا يغلق فى وجه أحد وندعوه ياااااربنا فيقول لبيك ما هذه العظمة؟ وما هذا الجمال الربانى؟ نشعر فى حضرته بالأمان والإطمئنان والراحة البدنية والنفسية نقول له ما نريد دون حرج فهو أعلم بضعفنا وإحتياجنا نشكو إليه ظلم الظالمين وتقصير المقصرين وجهل الجاهلين نطلب منه الغوث والعون والمال والولد والصحة ......إلخ فهو الله الذى لا يقلقه النداء ولا يمله الدعاء ولا يخيب فيه الرجاء ولا تنقص خزائنه من العطاء ولا تخلو من علمه أرض ولا سماء هو الله فكيف لأحدنا أن يجرؤ على أن يصلى متعرقا أو بملابس غير نظيفة أو بقلب غير مستعد للقائه ؟ ولماذا جعلنا مقابلتنا لبشر ...... تفضل مقابلتنا لله ؟ أليس الله أولى ؟
بقلم /أحلام شحاته