جاى فاى أو Gi-Fi، هي تقنية النقل اللاسلكي بالجيجا، وهي التقنية التي من المتوقع أن تغير شكل شبكات الاتصال اللاسلكي في المستقبل. ظهرت تقنية جاي فاي Gi-Fi في عام 2009 في جامعة ملبورن في أستراليا على يد البروفيسور ستان سكافيديس، ثم تولى مركز التميز وتكنولوجيا المعلومات الاسترالي NICTA تطوير التقنية الجديدة.
تقنية “جاى فاى” أو الجيجا بت اللاسلكي هي أول تقنية متكاملة على مستوى العالم للإرسال والاستقبال من خلال شريحة واحدة رقاقة أو Chip تعمل في نطاق الطيف الترددي 60 جيجا هيرتز.
وطبقا للتجارب التي تمت، فإن هذه التقنية تسمح بنقل البيانات لاسلكيا سواء كانت صوتا أو صورة أو فيديو بسرعات تصل إلى 5 جيجا في الثانية الواحدة، أي عشرة أضعاف الحد الأقصى للمعدل الحالي لسرعات النقل اللاسلكي، وبتكلفة أقل بعشرة مرات من التكلفة الحالية. وهي تعمل على نقل البيانات ضمن نطاق 10 أمتار، مما يجعلها منافسة أكثر لتقنية البلوتوث.
تستخدم تقنية Gi-Fi شريحة صغيرة بطول 5 ملليمتر وعرض 5 ملليمتر، وهوائي لا يتعدى طوله 1 ملليمتر، هذا الحجم متناهي الصغر يجعلها تستهلك طاقة أقل من مثيلاتها، فهي تستهلك أقل من 2 مللي وات من الطاقة لنقل البيانات لاسلكيًا عبر المسافات القصيرة.
تطور الاتصالات اللاسلكية
حتى الوصول لثورة تكنولوجيا Gi-Fi مرت تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية بمراحل عدة وتجارب كثيرة، فقد كان ظهور الاتصال اللاسلكي ضرورة حتمية مع تطور تكنولوجيا المعلومات، فلم تكن الشبكات المعتمدة على الكابلات قادرة على مواكبة التطور السريع للعالم الرقمي.
صعوبة تركيب الكابلات، إنشاء الشبكات، مشاكل الحفر ذو التكلفة العالية، أزمات الحصول على التراخيص، الانقطاع المتكرر، صعوبة التوصيل للمنازل، والتكلفة العالية جدًا، كل هذه الأسباب أدت لضرورة البحث عن بديل ثوري جديد يمكننا من الحصول على سرعات عالية وبتكلفة أقل.
منذ العام 1980 جرت محاولات حثيثة لإيجاد بديل للاتصالات السلكية المعتمدة على الكابلات، وكانت المحاولات عديدة والتجارب كثيرة، وفي النهاية نجحت المحاولات في إيجاد بديل ثوري، ففي العام 1993 قامت أكثر من 30 شركة ومؤسسة تقنية بتأسيس ما يسمى Infrared Data Association، والهدف كان استحداث بروتوكول يستخدم في تطوير تقنية النقل اللاسلكي عبر الأشعة تحت الحمراء.
كانت البداية مع تقنية Wi-Fi والتي ظهرت عام 1990 بشكل تجريبي، حيث كانت بديل ثوري هام جدا لنقل المعلومات بدون كابلات، كما أن لها القدرة على اختراق الجدران والحواجز، ونقل البيانات بسرعات عالية تصل إلى 54Mbps.
في العام 1998 ظهرت تقنية أخري وهي تقنية البلوتوث، وهي تقنية راديوية تستعمل لنقل المعلومات في مسافات قصيرة لا تتعدى العشرة أمتار.
أما تقنية WiMAX فقد ظهرت في عام 2001، وتعتبر امتداد لتقنية Wi-Fi. تتميز WiMAX بالسرعات العالية التي تصل إلى 280 Mb/s لاسلكياً، وتعمل في الحيز الترددي ما بين 10 و66 جيجا هرتز، وقد نزلت مواصفات أخرى حديثًا لتوصيف العمل في الحيز الترددي ما بين 2 و11 جيجا هرتز.
مميزات تقنية Gi-Fi
تم تطوير تقنية Gi-Fi من خلال صناعة شريحة صغيرة يمكن دمجها بسهولة في أي جهاز إلكتروني منزلي أو مكتبي. وهذه الشريحة وللمرة الأولى أيضا يمكنها أن ترسل وتستقبل البيانات بهذه السرعات الفائقة، فشريحة Gi-Fi تعتبر جهازا متكاملا للإرسال والاستقبال اللاسلكي باستخدام هوائي صغير جدا، وبالتالي يمكن لأي شخص أن ينقل ملف فيديو عالي الوضوح HD حجمه 5 جيجا في ثانية واحدة.
تعمل التقنية الجديدة على التردد 60 جيجا هيرتز، على عكس التقنيات السابقة والتي كانت تعمل على تردد 2.4 جيجا هيرتز، العمل على تردد 60 جيجا هيرتز له عدة ميزات وربما أهمها عدم استهلاك الطاقة بكثرة.
تتميز التقنية الجديدة بدرجة أمان عالية، حيث أن إمكانية اختراقها شبه منعدمة مقارنة بالتقنيات السابقة عليها، كما أن صغر الحجم وقوة التغطية وانعدام مشاكل الانقطاع وسرعة تحديد المواقع يجعلنا ندرك أن هذه التقنية هي المناسبة لتطور عالمنا الرقمي.
أما الميزة الكبرى في تقنية Gi-Fi فهي أنها لا تحتاج لأي تركيبات معقدة ولا تكاليف عالية، بل إنها تحول أي جهاز تتواجد به إلى محطة إرسال واستقبال، كما أنها تدعم التوصيل المتعدد للأجهزة الأخرى، أي انها تتيح لعدة أجهزة الارتباط بها في نفس الوقت، والاستفادة من إمكانياتها. كما أنها تدعم وتتوافق مع معايير الجمعية العالمية لمهندسي الاتصالات، ومعايير الاتحاد الدولي للاتصالات.
مستقبل تقنية Gi-Fi
مازالت التقنية الجديدة قيد التطوير حاليا، حيث تقوم عدة شركات عالمية مثل IBM وسامسونج وتوشيبا وباناسونيك بالمساهمة في تطوير التقنية الجديدة، ومحاولة إدماجها في المنتجات الجديدة، فربما خلال ثلاث أو أربع سنوات ستصبح تقنية Gi-Fi هي التقنية الأساسية للاتصالات اللاسلكية في عالمنا.
منقول