::: منتديات نبض الأمل :::

11-14-2010, 05:48 PM

إنه مشهد المشاهد الحيه المؤلمة العالقة في النفوس

ولم تكن هذه الأقصوصة من وحي الخيال

بل كانت من رحم المعاناه

أدعوكم لقرائتها حيث كان عمر ابني 4 سنوات انذاك

وهو يبلغ من العمر الآن ما يقارب الثماني سنوات الآن

لكن المشاهد تتكرر والوضع كما هو لا ولن يتغير

متى سيحق لي كأم فلسطينية أن أرسم البسمة

على شفاه طفلي الصغير

عيــده الرابـــع

عذراً حبيبتي .. سأكون مشغولة غداً في تزيين المنزل

إحتفاءً بعيد ميلاد إبني الصغير ،وأنت من المدعوين أيضاً.

اليوم سأقوم بترتيب كل شيئ وبأقصى سرعة ..

أخاف من انقطاع التيار الكهربائي إذا ما قمت باعداد

أطباق الحلوي أو المعجنات ..

لا بد أن أسرع كي أنتهي من جميع الاعدادات

آه صوت الطائرات قادم ….. لقد تعودنا على ذلك

أقبل طفلي مسرعاً : ماما أنا خائف

لا تخف يا بني وتعال لنرى الطائرة ستقصف في أي مكان

طفلي أتى مسرعاً يحمل بندقيته يريد أن يقنص الطائرة

حزنت كثيراً لهذا المنظر ..

وحزني أعطاني القوة لأن أصر على ترتيب الحفل

فما ذنب هذا الطفل ؟

وما ذنب أطفال فلسطين

أليس من حق الطفل الفلسطيني

أن ينعم بحقوقه كباقي أطفال العالم ..

في الحياة والتعليم والصحة والسكن

والمعيشة الملائمة وغيرها

أليس من حقه اللهو واللعب ولكن أين ؟؟

إذا كانت شواطئنا تقصف

فنحن لا نملك سوى بعض الأماكن للهو الأطفال

لا أريد أن أعكر صفو يومي بهذه التساؤلات الغير مجدية

وقلت في نفسي سأحاول أن أجعل من عيدك الرابع يوماً مختلفاً

وأتي عيد الميلاد

وأنا متعودة أن أحتسي فنجان قهوتي مع آخر الأخبار المحلية

وإذ به ثلاثة شهداء سقطوا على الحدود الفلسطينية

ماذا سأفعل ؟؟

هل ألغي الحفل ؟؟

وماذا سأقول لطفلي حينما يسأل ؟؟

ثلاث عائلات ستذرف عيونهم دماً لفقد فلذات أكبادهم ؟

وإبني ينتظر أن يفرح وأن يلهو مع أصدقائة

إنتهيت من إحتساء قهوتي مع هذا الخبر المؤلم

ونظرت إلى صالتي المزدانة بالألوان والبالونات

وصالات العزاء لا يلونها إلا الأسود

وبدون أن أشعر أمسكت البالونات وطرحتها على الأرض

وإذا بطفلي يستيقظ من نومه مذعوراً

ماذا حدث ياأمي ؟؟ هل ستلغين حفل ميلادي ؟؟

وقد أجهش بالبكاء

إحتضنته قليلاً وأمسك يدي مسرعاً

وقادني إلى غرفة الألعاب خاصته

وأمسك ببندقيته ليقنص البالونات الملقاة على الأرض

وكأنه يريد أن يقنص الفرح من حياته

فتداركت نفسي كي لا أبكي أمامه

وقلت له ليكن لك ما تريد حبيبي ..

وأعدنا ترتيب البالونات

لم يتبقى من الوقت سوى ساعة

لا بد أن أتزين لأظهر أمام أصدقاء طفلي بمظهر لائق

حتى يفخربي ويقول هذه هي أمي ؟؟

وبيني وبين نفسي أين أنا من تلك الأمهات

11-14-2010, 05:48 PM	#1
تاريخ التسجيل: Mar 2010 المشاركات: 18,666	عيده الرابع - من يومياتي الفلسطينية إنه مشهد المشاهد الحيه المؤلمة العالقة في النفوس ولم تكن هذه الأقصوصة من وحي الخيال بل كانت من رحم المعاناه أدعوكم لقرائتها حيث كان عمر ابني 4 سنوات انذاك وهو يبلغ من العمر الآن ما يقارب الثماني سنوات الآن لكن المشاهد تتكرر والوضع كما هو لا ولن يتغير متى سيحق لي كأم فلسطينية أن أرسم البسمة على شفاه طفلي الصغير عيــده الرابـــع عذراً حبيبتي .. سأكون مشغولة غداً في تزيين المنزل إحتفاءً بعيد ميلاد إبني الصغير ،وأنت من المدعوين أيضاً. اليوم سأقوم بترتيب كل شيئ وبأقصى سرعة .. أخاف من انقطاع التيار الكهربائي إذا ما قمت باعداد أطباق الحلوي أو المعجنات .. لا بد أن أسرع كي أنتهي من جميع الاعدادات آه صوت الطائرات قادم ….. لقد تعودنا على ذلك أقبل طفلي مسرعاً : ماما أنا خائف لا تخف يا بني وتعال لنرى الطائرة ستقصف في أي مكان طفلي أتى مسرعاً يحمل بندقيته يريد أن يقنص الطائرة حزنت كثيراً لهذا المنظر .. وحزني أعطاني القوة لأن أصر على ترتيب الحفل فما ذنب هذا الطفل ؟ وما ذنب أطفال فلسطين أليس من حق الطفل الفلسطيني أن ينعم بحقوقه كباقي أطفال العالم .. في الحياة والتعليم والصحة والسكن والمعيشة الملائمة وغيرها أليس من حقه اللهو واللعب ولكن أين ؟؟ إذا كانت شواطئنا تقصف فنحن لا نملك سوى بعض الأماكن للهو الأطفال لا أريد أن أعكر صفو يومي بهذه التساؤلات الغير مجدية وقلت في نفسي سأحاول أن أجعل من عيدك الرابع يوماً مختلفاً وأتي عيد الميلاد وأنا متعودة أن أحتسي فنجان قهوتي مع آخر الأخبار المحلية وإذ به ثلاثة شهداء سقطوا على الحدود الفلسطينية ماذا سأفعل ؟؟ هل ألغي الحفل ؟؟ وماذا سأقول لطفلي حينما يسأل ؟؟ ثلاث عائلات ستذرف عيونهم دماً لفقد فلذات أكبادهم ؟ وإبني ينتظر أن يفرح وأن يلهو مع أصدقائة إنتهيت من إحتساء قهوتي مع هذا الخبر المؤلم ونظرت إلى صالتي المزدانة بالألوان والبالونات وصالات العزاء لا يلونها إلا الأسود وبدون أن أشعر أمسكت البالونات وطرحتها على الأرض وإذا بطفلي يستيقظ من نومه مذعوراً ماذا حدث ياأمي ؟؟ هل ستلغين حفل ميلادي ؟؟ وقد أجهش بالبكاء إحتضنته قليلاً وأمسك يدي مسرعاً وقادني إلى غرفة الألعاب خاصته وأمسك ببندقيته ليقنص البالونات الملقاة على الأرض وكأنه يريد أن يقنص الفرح من حياته فتداركت نفسي كي لا أبكي أمامه وقلت له ليكن لك ما تريد حبيبي .. وأعدنا ترتيب البالونات لم يتبقى من الوقت سوى ساعة لا بد أن أتزين لأظهر أمام أصدقاء طفلي بمظهر لائق حتى يفخربي ويقول هذه هي أمي ؟؟ وبيني وبين نفسي أين أنا من تلك الأمهات __________________

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
الكوفية الفلسطينية	آمال محمود كحيل	::: نبض التراث الأصيل :::	18	07-09-2014 10:06 PM
الأزياء الشعبية الفلسطينية	آمال محمود كحيل	::: نبض التراث الأصيل :::	23	07-22-2013 06:31 AM
من التراث الفلسطيني -- اللهجة الفلسطينية	سمر محمود كحيل	::: نبض التراث الأصيل :::	2	07-21-2013 04:02 PM
الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة	دارين طاطور	::: القسم السياسي والإخباري :::	65	05-19-2011 10:05 AM

::: منتديات نبض الأمل :::

عيده الرابع - من يومياتي الفلسطينية

عيده الرابع - من يومياتي الفلسطينية

الاقسام العامة

الاقسام العامة

الاقسام العامة

الاقسام العامة