مذكراتي عن حرب غزة

مذكراتي عن حرب غزة

إن الحصار الإقتصادي الذي فرضته اسرائيل علينا منذ السنوات الماضية جعل منا هدفاً لتجار السوق السوداء شأننا شأن باقي المضهدين في العالم
كان هنالك تلمحياً صريحاً بالحرب ولكننا كنا نجهل موعده
انتشرت السرقات في مدينتنا وقد نلت الحظ الأكبر من تلك السرقات
إذ تم سرقه 14 انبوبة غاز من عمارتنا أمتلك 4 منهم والباقون لاخواتي الذين يعيشون بالخارج
وقد عاشت غزة أزمة وقود حقيقية نتيجة شح الوقود واعتمادنا على ما تمدنا به اسرائيل
لذا استغل البعض تلك الأزمة لسرقة الغاز مما إضطرني قبل الحرب بيوم واحد أن أشتري انبوبة غاز مصرية وأذكر أنني اشتريتها بمائة دولار أمريكي
إندفعت الناس قبل الحرب بيوم واحد على شراء المواد الأساسية كالدقيق وغيره من المواد التموينية
وكان هناك الحاحاً من بعض الأصدقاء والجيران بأن أحرص على اقتناء بعضاً منها
فخرجت أبحث عن الدقيق حتى أوفر لعائلتي الخبز
وأذكر أنني مشيت عده كيلومترات للبحث عن كيلو واحد من الدقيق
فقد قام التجار بتخزين المواد الأساسية حتى يتحكموا بالأسعار
وقد ضح اليهود آنذاك كميات من الدقيق منتهية المفعول
وما كان عليّ سوى ان اشتري 5 كيلوات منهم
من 5 أماكن للبقالة
وكنا في فترة أزمة الغاز التي عانينا منها سنوات عدة نستعين بوابور الكاز في استخدماتنا المنزلية
حتى نوفر الغاز للمشروبات والمأكولات الخفيفة

وحتى لا أطيل عليكم أترككم مع قراءة مذكراتي
والتي إعتبرتها أمانة في عنقي كان لا بد من توصليها لكل قارئ
والذي منعني من كتابتها بالسابق هو شعوري بالمرارة والأسى على أحوالنا التي تتدهور يومياً وتتغير من سيئ الى أسوأ بالإضافة الى أنني عندما اتذكر الأحداث التي مرت بنا رغماً عني أجهش بالبكاء

ذكريات مؤلمة كان لا بد من تدوينها بأمانة وأتمنى أن أوفق في تسجيلها اليكم حتى أضعكم في الصورة الحقيقة للأحداث
أحمد الله العلي القدير أنني خرجت أنا وعائلتي من الحرب بسلام وأن مصيبتي أهون بكثير من مصائب شعبي الصامد البطل


أترككم الآن مع أول يوم من أيام الحرب تابعوني

" أوضاع أهلنا في فلسطين أمر يستوجب منا الفزع لربنا والتضرع إليه أن يفرج كربهم وأن ينتقم من عدوهم فإن عدوهم مهما بلغت قوته فليس بشيء أمام قوة الجبار جل جلاله ،
اللهم انت الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد اللهم وانت الحي القيوم أنت مولانا ونعم النصير
اللهم انصر إخواننا في فلسطين على خونة اليهود وخونة قومهم يا قوي ياعزيز

متابعين إن شاء الله

أهدي هذه المذكرات الى طفلي الذي عانى ويلات الحرب
مثله مثل كل أطفال فلسطين وما زلت أذكر كلماته حتى يومنا هذا

ماما ساعديني أنسى وموش قادر أنسى

وأهديها الى روح والدي الطاهرة والذي رافقني ويلات الحرب
وعاشها لحظة بلحظة

أهديها الى جميع شهداء فلسطين الذين قدموا ارواحهم فداءً لنا
أهديها الى جميع الأمهات التي فقدت أطفالهم وأبنائهم
أهديها الى جميع ذوري الاحتياجات الخاصة والتي كانت الحرب سبباً في اعقاتهم
أهديها الى شرفاء العالم لنصرة قضيتنا

والله الموفق

تابعوني

قبل كل شيء
وقبل أن نتابع أ / سناء
أحببت أن أقول بأن ساعة شروق الشمس قربت
ومتابع معكِ تلك المذكرات التي احزنت قلوبنا جميعاً

لا أعرف كيف سأبدأ بتسجيل يوميات حرب غزة
ان القلم يرتعش بيدي وذكريات الحرب المريرة لا ولن تفارق مخيلتي
أربعة وعشرون يوماً عشناها في ترقب وتوتر
وفي حالة يرثى لها من الذعر والخوف والقلق
وواجبي كأي فلسطينية لا بد وأن تحمي صغارها من حالات الهلع التي انتباتتهم آنذاك
ولا بد أن تتماسك رغم انهيارها وسقوطها في دائرة الخوف والرعب
لكنني رأيت أن من واجبي تدوين يومياتي أثناء العدوان الإسرائيلي على مدينتنا
أذكر كانت الحرب على غزة يوم 27/12/2009
كان امتحانات الفصل الأول للطلاب من العام الدراسي 2008 ولحسن حظي أن ابني الصغير عاد من مدرسته مبكراً بعد أن أنهى امتحانات النصف الأول من العام
وبعد نصف ساعة من عودته قامت الطائرات الإسرائيلية بضرب أهدافها مره واحدة
كان لها عدة أهداف متتالية في نفس التوقيت
فنظرت من الشباك فإذا الحرائق من كل اتجاه وصوب ورأيت بأم عيني الدخان المتصاعد للسماء حتى بدت السماء شاحبة اللون
فما كان مني سوى ان هرعت لاحتضان طفلي والذي كان بدوره يجري للصالة التي كنتُ بها
ومع أول قصف إسرائيلي انقطع التيار الكهربائي عن مدينتنا ومكث انقطاع التيار الكهربائي طيلة
فترة الحرب على غزة ورافقه انقطاع المياة
حيث ان المولدات الكهربائية هي التي تضخ المياه
الى الخزانات العلوية
وفي هذه الفترة بالذات كان زوجي في الأردن يخضع لعملية جراحيه في القلب فلم أجد انيساً لنا غير الله يهدئ من روعنا
فكان لا بد ان أتماسك حتى لا أبدو ضعيفة أمام ابني ووالدي الذي كان يبلغ من العمر مائة عام

ومنذ أول يوم في الحرب تهالك الناس على شراء المواد التموينية كالدقيق والمواد الأساسية وغيرها
حيث ان انقطاع التيار الكهربائي جعلنا نفقد المخزون الغذائي لنا في المبردات ونعتمد بشكل رئيسي على البقوليات والمعلبات


ومنذ اليوم الأول من الحرب كان القصف على مدينتنا بغزارة ولم يتوقف ابداً
وفي ساعة متأخرة من الليل كان هدف الاسرائليين قصف مجمع الوزارات والذي لا يبعد عن بيتي سوى بضع امتار
منذ الوهلة الأولى لقصف هذا المجمع شعرت بأن رياحاً قويه تدفعني وهذا طبعاً بسبب ضغط الهواء جراء القصف
وما كان عليّ سوى أن احتمي انا وإبني بأقرب عامود في البيت لنسم به بكل قوتنا خوفاً من أن يدفعنا الهواء فنتساقط أرضاً
فهرعنا الى عامود بالصالة مسكنا به بقوة انا وطفلي ووضعت طفلي في الأمام وانا من خلفه كان تصرفي كتصرف أي أم تود حمايه صغارها
وتتصرف بكل عفويه مع علمها ان الحامي هو رب العالمين وحده
وتوالى القصف على المجمع وحصيت الصواريخ التي ضرب بها المجمع وكان عددها يفوق الـ 26 صاروخاً من طائرات اف 16 وكل صاروخ كان يحمل زنة ألف طن من المتفجرات
سمعت الناس تصرخ وتستغيث والزجاج من حولي يتساقط من كل ناحية في البيت
وكان والدي رحمه الله في غرفته لكنه يعي ما يحدث ويسمع ورغم ان سمعه خفيف لكنني عندما كنت اسأله انت سامع القصف يجيبني بنعم
وفجأة سمعت صوت الجيران الذين يقطنون خلفي يستغيثون فأنتبهت ان حرائقاً قد هبت من خلف بيتي
فذهبت الى باب المنزل أحاول فتحه لكن الباب لم يفتح وجدته مضغوطاً الى الامام من شدة القصف
فإزداد خوفي وهلعي وما كان عليّ سوى أن اتصرف وأهاتف الدفاع المدني لينتقدنا
وبعد عدة محاولات من الاتصال إذا ان شبكة الإتصالات تعطلت بعضها تمكنت من محادثتهم
ووصلوا البيت وما كان عليهم سوى خلع باب الشقة كلياً
ومرت ايام الحرب جميعها ونحن نقطن في بيتنا وباب الشقة مخلوع
لا يحمينا سوى الله وجدران البيت المرتعشة من اهتزازات القصف المستمر
وبدون مبالغة ان كل انفجار يحدث كان يهز البيت اكثر من ربع ساعة وكأننا في هزات أرضيه مستمرة

وعندما فكرت في الخلود الى النوم كان لا بد وان اختار موقعاً في البيت يكون محمياً قدر الإمكان
وافترشنا الأرض طيلة فترة الحرب قلوبنا ترتعش
من الخوف وشدة البرد معاً
وصدقاً اننا لم ننم طيلة فترة الحرب سوى بضع ساعات قليلة وكان يوقظنا إذا ما حاولنا النوم صوت الانفجارات التكررة والتي لم تتوقف

وكنا نضيئ الشموع وأقرأ القرآن على ضوء الشمعة وهو الشيئ الذي الوحيد الذي كان يهدئ من روعي
وعندما كان يزداد خوف طفلي كان يطلب مني لقراءة المزيد من القرآن الكريم
وكان ابي يحرص على تأديه فروض الصلاة في ميقاتها ويجب أن اقوم أنا بمرافقته للحمام كي يتوضئ وكنت أصطحب ابني الصغير معي مضطرة حتى يكون بجواري
وكان انقطاع المياه يسبب لي عائقاً كبيراً لأنه ضروري لكل بيت ونظراً لأنني إفتقدته كان عليّ أن أنقل الماء من فيلا والدي بوعاء
حيث أن الفيلا كانت في الدور الأرضي وكانت المياة متوفرة بها
وكنت أحرص على أن أوفر الماء كل صباح الى شقتي الى أن نفذ الماء من بيت والدي
مما إضطرني وبعد جهد جهيد أن أحصل على أرقام هواتف الماء المتنقل حتى يملئوا خزانات المياه عندي بالمياة

مرت أيام الحرب بكل قسوة وكان كل يوم عن يوم يزداد عنف الاسرائيلين وتزداد شراستهم وجنونهم

ليلة 20 يناير قضيتها انا وابني واقفون في درج البيت ونحن نرتعش من الخوف فشعرت ان ابني بحاجة الى النوم فعرضت عليه ان ننام فرفض
ومن الطبيعي ان الانسان الخائف والجائع لا يرى النوم بعينه
لكن من شدة تعبنا نمنا ما يقارب ساعه ونصف
واستيقظت مذعورة على صوت انفجار هائل هز بيتي لدرجة انني اعتقدت ان جزءً من البيت قد هوى ورأيت احجاراً تتطاير وزجاجاً يتحطم
هرعت مسرعة الى غرفة والدي وانا لا أرى من شدة الضباب فوجدت أبي بخير والحمد لله
وعندما سألت أختي عن هذا الضباب اجابتني انه الفسفور
ونظرت من الشبابيك وكدت لا ارى شيئاً فأدركت اننا بخطر حقيقي الآن ولا بد من التصرف
وحسبت اما أن نموت في بيتنا أو نموت خارجه لكن خوفي عليهم جعلني أتصرف
ذهبت الى والدي وقلت له لا بد وان نترك البيت فوراً لا أعلم اين سنذهب لكن علينا التحرك للفيلا الآن وحاولت تهدئة ابني قدر الإمكان
أمسكت بيد والدي وحاولت مساندته لنزول الدرج ويبدو أن والدي من هول الموقف فقد التحرك فكانت قدماه لا تطول الأرض
ووجدت شظايا الفسفور الأبيض تحترق ويتصاعد منها الدخان والروائح الكريهة
فأول مره ارى الفسفور بام عيني وحقيقة كنت لا أدرك خطورته فيما لو لامس الجلد أو الانسان
لكن الله كان معنا في كل خطوة نخطوها
ولقد اخذت فترة نزول والدي الدرج اكثر من ساعة ونصف وانا احاول اسنده حتى وصلنا للمظلة وطلبت من ابني احضار كرسي لجده كي يستريح قليلاً
وطلبت من ولدي ان يظل تحت الدرج كي اوصل جده للفيلا واعود مره أخرى كي أصطحبه
قلت لوالدي سأتركك قليلاً ريثما أفتح باب الفيلا الخلفي لتكون المسافة أقرب اليه

وذهبت لافتح باب الفيلا وكانت الطائرات ترش المنطقة بكل ثقلها التي نحن بها
وكانت الأشجار تحترق لدرجة ان الفسفور انتشر بقربي على حائط المطبخ الذي أقوم بفتحه
فتحت الباب وعدت مسرعه لوالدي وكان ابني يصرخ من الخوف واصابه الهلع
أخذت أشدد من أزر ابي للمواصلة لباب مطبخ الفيلا وحقيقة تعبت من محاوله ايصاله وهو أيضاً شعر بالتعب
وطلب مني ان اتركه يزحف للباب
كان كالطفل رحمه الله وكم عز عليّ أن أتركه يزحف ولو لمتر واحد
ومسكت بيد ابني وطلبت منه دخول الفيلا فوراً
كي يسبقنا هناك
وكنت انا بين نارين لا أريد ان اترك أبي ولا أريد أن أترك ابني بمفرده
وكانت الطائرات وكانها تتعمد تخويفنا رغم انهم كانوا فوق رءووسنا يقذفون قنابل الفسفور
ولم يرحموا الرجل الضعيف ولم يرحموا سنه
الله هو النجي ولا احد غيره
دخلنا الفيلا بسلام وكنت أنا مخطئة بإنتقالي لها
إذ أن الفسفور يكون متركز بالطوابق السفليه اكتر من العلوية
لكن ما باليد حيله يجب ان اتصرف وانجو بهم
الى أين لا ادري
حاولت الاتصال بالطوارئ واقلوا لي ان منطقتنا لا يستطيعوا دخولها
تركت والدي في صاله الفيلا بعد ان فكرت ان افتح باب الفيلا الامامي لأرى ماذا يحدث هناك
فآلمني جداً احتراق الأشجار جميعها فتذكرت أمي
رحمها الله فهي من زرعت وحرثت كل شبر في الحديقة
وصلت للباب الخارجي برفقة ابني حيث انه خائف واصر ان يأتي معي
وجدت الناس تأتي بكثافة وتجري من منطقة تل الهوى وتبكي جداً
اطفالاً ونساءً وشيوخاً الجميع يحمل بعض امتعته ويهرب
ففكرت ان أعرض على أحداً منهم كي يساعدني في اصطحاب ابي للخارج الى أين لا اعلم طبعاً
كان همي وشاغلي ان نهرب بعيداً عن المكان وإلا سنموت فيه
سألت عائلة هل بإمكانكم مساعدتي لنقل والدي الى الخارج
قالوا لي عمره كام سنه قلت لهم حوالي 100 عام
بس هو وزنه خفيف وانا سأساعدكم
هنا كانت النكته إذ قالت لي السيدة بالحرف الواحد
100 سنه وخايفه عليه يا روح ما بعدك روح خدي ابنك واهربي انتي واتركيه احنا تركنا اولادنا كلهم في البيت متقطعين
فسألتهم الى اين انتم ذاهبون قالوا لي على الصليب الاحمر
فأدركت اني تناسيته تماما وحمدت الله انه هداني اليه
مع العلم ان الصليب الأحمر في الشارع المقابل لبيتنا
لكن كيف سأوصل والدي الى هناك والشارع متكسر من جراء الصاروخ الذي عمل فيه حفرة بعمق لا يقل عن 8 امتار ودون مبالغة كان بعرض الشارع
دخلت الفيلا ثانية لأطمئن على والدي فشعرت انني سأفقده الآن إذا ما تصرفت وأخرجته منها
فقد انتابته نوبات من السعال والاختناق
وكذلك الحال لنا جميعاً
لكن الله هداني لفكرة ان اذهب انا وابني للصليب الاحمر وأطلب منهم ان يحضروا والدي فوراً
وفعلاً قلت لأبي سأغيب عنك قليلاً وسأذهب للصليب متخفش انا راجعه لك ما اتركك هنا
ورأيت الدموع في عينيه مزقتني
مسكت يد ابني وخرجنا من الفيلا وتركنا بابها مفتوحاً وكانت الطائرات تقصف بالرشاشات الثقيلة عيار 800
وما ان مشينا خطوتين قاموا بقصف بيت جيراننا المقابلوقاموا بتفجير سيارة احد الجيران كانت بجوار الفيلا
وشاهدت طابقاً من بيت الجيران على الجهة الأخرى يحترق

وطلبت من ابني ان يسرع بخطوته وان يمشي يميناً وشمالاً حتى يتحاشى الرشاشات
مشيت بضعة خطوات وانا أبكي حالنا
شعرت بالنزوح الحقيقي وكيف يضطر المرء أن يخرج من بيته ويترك كل شيئ من حوله
وصلنا الى أول الشارع ورأيت الدبابات الإسرائيلية على مفرق تل الهوى بالقرب منا
فلقنت ابني الشهادة حتى وصلنا مقر الصليب الأحمر
وهناك وجدت آلاف العائلات الفلسطينية والتي هربت آمله في الحمايه والاحتواء
وكنت انا من بينهم وقد انهارت قوايّ للحظة أن فكرت بأنني وصلت ها هنا وابي ما زال بالفيلا
فطلبت من الصليب الاحمر احضار والدي فوراً
ووصفت لهم العنوان
واعتذر الصليب بحجة ان ليس لديه تصريحاً بالخروج وان منطقتنا ليست آمنه
وطلبت منهم ان أترك ابني عندهم كي اخرج انا لأحضر أبي
فوجدت ابن الجيران واستعد ان يرافقني هو واخوانه لإحضار والدي
وطلبوا مني المكوث بجوار ابني حيث كان هو ايضاً خائفاً وكان يود أن يلحق بي
قام الشبان من جيراني مشكوين بإحضار والدي وكانت فرحتي به كبيرة جداً
لكن كان هنالك مشكلة أن أحضر الدواء له والغذاء
لأننا خرجنا وهربنا بأنفسنا مثلنا مثل باقي آلاف العائلات التي كانت تتوافد بشكل سريع الى الصليب الأحمر واماكن الإيواء