دير ياسين الوجع
شهادة الحاجة زينب محمد إسماعيل عطية من مواليد دير يا سين 1924
***
تتنقل الحاجة زينب من خطوة إلى الثانية تروي ما حدث وباللهجة العامية
وللتوضيح كُتب ما تقول على الشريط التسجيلي القصير سأنقله كما هو وكما ورد دون أي زيادة
فالوجع لا يكتب
***
دير ياسين ..
الوجع
بين الوجع والحقيقة ..
طرفة عين
الحاجة زينب محمد إسماعيل عطية :
· كم أكلنا من ثمر هذه الأرض ... كنا بألف مليون نعمة
· عندما جاؤوا هاجموا طواحين قريتنا , في المرة الأولى صددناهم , وكذلك في المرة الثانية والثالثة , وفي الرابعة قطعنا الطريق عليهم , حفرنا متريين في الأرض
· عندما احتل اليهود القسطل .. الشهامة تحركت في نفوسنا , فالمسلم المؤمن بالله لا يمكنه السكوت على ذلك , هَبً أهل قريتنا للمساعدة .. وكان عبد القادر الحسيني قد انتصر في معركة القسطل ورفع علم النصر هناك .. والله وحده يعلم من قتله : اليهود أم الخيانة , لو بقي عبد القادر على قيد الحياة لما احتل شبر من فلسطين
· استرجعنا القسطل عصر يوم الخميس , وفي الساعة الثالثة فجراً من اليوم التالي هاجمنا اليهود
· حاصرونا من ثلاث جهات بقيت جهة قرية عين كارم
· حينها اكتشفهم أخي محمود من على سطح المنزل وبدأ يصرخ : أخذتنا اليهود
· من الوادي من هنا زحف علينا اليهود ليذبحونا
· والدي كان يحمل بندقيته ويحرس هذه الجهة .. أخي محمود من الجهة الأخرى .. ضربوهم مدفع الهاون من هنا .. فأصيب والدي في رأسه هكذا .. أخي محمود أصيب هكذا
· حين صرخ أخي محمود : أخذتنا اليهود , هرب أبو العبد إلى منزل ابنته تمام المتزوجة في دار مصطفى علي .. فلحقه اليهود واقتحموا عليهم المنزل
· ذبحوا 27 نفراً في منزل مصطفى علي
· أرادت أن تختبئ هنا , رآها اليهود , فأصابوا جدتي آمنة .. قتلوها هي والولد الذي تحمله على ظهرها .. وكانت حفيدتها نزيهة تمسك بيدها في ذلك الحين .. عندما رأت اليهود مقبلين عليها , لطخت نفسها بالدم ونامت بجانب جدتي آمنة كي يظنوا أنها قتلت أيضاً
· عائلة من الخليل من دار الشريف كانوا يسكنون عندنا , هم في بيت ونحن في بيت آخر قاموا الساعة الثالثة فجراً , وكعادتهم فتحوا مخبزهم .. أبو حسني وابنه عبد الرؤوف .. كان ذلك لحظة مهاجمة اليهود للقرية , فدخلوا عليهم وهم يخبزون ,حملوا الابن ووضعوه في بيت النار, وحاول الوالد الفرار فضربوه قنبلة فخر صريعاً
· هذا البيت لحلوة زيدان , حيث قتل زوجها وابنها وزوج أختها وابن أختها - علي حسن - وضرة أختها .. كلهم قتلوا هنا ... حين قتل ابنها زغردت وكذلك فعلت حين قتل زوجها وزوج أختها ... وبينما هي تزغرد قتلوها أيضاً , أما بنات حلوة زيدان , فعندما رأوا أهلهم قد قتلوا , اختبؤوا هنا .. تعال كي أريك أين اختبؤوا ... دخلت المسكينات هنا أربعة أيام وهن مدفونات في روث الحيوانات , والأطفال على أيديهن يبكون من الجوع والعطش ... كانوا عندما تبيض الدجاجة يأخذوا البيضة ويطعموها للطفل نيئة حتى يصبروه
· أحد شباب القرية خطب قبل شهرين ولم يزل عريساً .. اسمه فؤاد واسم أمه مغربية , شدوه وذبحوه على ركبة أمه .. كان بجانبه عمه محمود معزوزة وكان ضريراً , هو ذبحوه أيضاً كما ذبحوا فؤاد .. فخرجت أم فؤاد – زوجة الشيخ خليل – وثوبها ملطخ بالدم وعندما رآها الناس بكوا لبؤس حالها
· جدي الحاج جابر كان مريضاً وهو كبير القرية والكل يعرفه ويسمع به ... صعدوا له وألقوه مع فراشه من فوق السطح إلى البئر هنا .. ألقوا جدي الحاج جابر ثم وضعوا (علم النصر )
· أما عمي أسعد فكان من كبراء القرية ومن أصحاب الطواحين كان يحمل عصاه ويقول: لا تخافوا يا عرب , لا تهتموا يا عرب , قتله اليهود هنا , عمي أسعد وصاحب هذا المنزل قُتلوا هنا , قُتلوا
· أما دار زهران فكانت بنت ابنه لمحمد زهران وكذلك زوجة حفيده وهي من المالحة كلتاهما اسمها زينب كانتا حوامل في الشهر الثامن .. تقول حلوة يوسف وهي زوجة أحد أبناء زهران .. دخلوا عليهم وإذا باليهود قد شقوا بطون الحوامل بالسكاكين .. جاءت تبحث عن ابنها فوجدت زوجها وابنها مذبوحين معهم ... سميح – ابن أخو زوجي – وكان عمره أربع سنوات , وابنة عمه فاطمه جمعة زهران وعمرها أيضاً أربع سنوات كانا مع ال 27 نفرا المذبوحين مع أمهاتهم ... سميح ابن أخو زوجي كانت اصابته بسيطة .. بقي أربعة أيام نائماً مع القتلى بالجوع والعطش والحسرة
· كنا مختبئين في هذا المنزل أنا وأولادي وأخي موسى حيث نام تلك الليلة عندنا , لنأنس به , جاؤوا وألقوا علينا قنبلة , فأصبت أنا وأولادي .. وعندما راقت الحالة كسروا الباب وأخرجونا و وأخذوا يضربون أخي موسى يريدون قتله , فأخذت من جيبي 250 ليرة وناشدته أن لا يقتل أخي , فهو طالب مدرسة .. فأخذ النقود وقال لي : أنت طيبة القلب سأريك ما سأفعل بأخيك الحنون .. فألقاه على الأرض , فوقع أخي على الأرض كما في هيئة الصلاة , فوضع اليهودي المسدس عل رأسه وأطلق عليه خمس رصاصات , ابنتي مريم رأته وهو يقتل خالها فهربت إلى منزل والدي .. وأنا فتحت البئر أريد أن ألقي فيه نفسي فمنعني من ذلك .. يا ليته لم يمنعني حتى لا أرى ما رأيت .. أردت بعدها الهروب إلى منزل عمتي .. فقال : إلى أين ؟ .. قلت : إلى منزل عمتي .. كنت أظن القرية على حالها وفوجئت أن الجميع إما هرب أو قتل ... فقال لي اليهود : الطريق من هنا .
· ابنتي مريم – عمرها أربع سنوات – هربت من ذلك المنزل بعد مقتل خالها موسى , وكانت قد أصابتها القنبلة برجلها من الأسفل والأعلى ومزقت ثوبها , صعدت من هنا لتختبئ في منزل والدي , حينها رأت زوجة والدي عند العتبة .. فأخذت تصرخ : خبئيني .. جدتي سارة .. خبئيني .. فإذا هي مقتولة , فصعدت إلى العلية في الطابق الثالث من هنا , فوجدت أخي محمود مصاب في وجهه هكذا , وملقى بجانب السرير .. عندما سمع أخي محمود صوتها ظنها يهوداً فأغمض عينيه وتصنع الموت ... ابنتي مريم عندما رأته ظنته يهودياً أيضاً .. فأرادت أن تنزل , فإذا بالدرج والمنطقة بأكملها مليئة باليهود , فقالت في نفسها : * بيهودي واحد ولا بمائة يهودي * ... حينها فتح أخي عينيه فوجدها هي
يا أخي يا تاج راسي
يا أخي يا تاج راسي
قتلوه اليهود
جعلوني ذليلة بين الناس
أمشي بجانب الحائط مختبئة
مخافة أن يراني العدو
أمشي بجانب الحائط أماه خبئيني
مخافة العدو أن يلاقيني
ليتك لم تشرقي يا شمس لفراق .. ليتك لم تشرقي
حنونة يا بلادنا .. حنونة يا بلادنا
من الغربة يا ربي أرحنا
من الغربة أرحنا
***
صوت الحاجة زينب محمد إسماعيل عطية :
يا خويا يا تاج راسي
ياخوي يا تاج راسي
قتلوك يا خويا اليهود
خلوني ذليلي بين الناس
أمشي الحيطه الحيطه متخبيه
أمشي الحيط الحيط يوما خبيني
من خوف العدا اتلاقيني
ياريتك ما اطلعتي يا شمس لفراق ريتك ما اطلعتي
حنونه يا ابلادينا
من الغربه يا ربي ريحنا يا ربي ريحنا
***
· أخذونا واصطفونا وراء ذلك البيت , منزل عبد المجيد .. وهناك التقيت أختي جميلة - الله يرحمها – فأردت أن أخبرها أن موسى قتل , فانعقد لساني وعميت عيناي وتلكأت وقولت : مو .. مو .. موسى .. قُتل ... فقالت لي أفضل له أن يموت مقتولاً على أن يمسكوا به كبقية الشباب الذين مثلوا بهم وفعلوا بهم الأعاجيب
******************************
( لم يكن ضرورياً فحسب
مجزرة دير ياسين
بل لم يكن من الممكن
أن تقوم إسرائيل بدونها )
مناحيم بيغن
*****************************
· في اليوم الثالث صعدوا إلى منزل أهلي .. فوجدوا والدي مصاباً , فأكملوا عليه وقتلوه وأرادوا قتل من بقي من الشباب
· جدي إسماعيل – الله يرحموا – من غيظه لمقتل أولاده .. صفع اليهودي صفعة قوية , وقال له : لقد عاهدتمونا ونقضتم عهدكم
· فرد اليهودي : لسنا نحن من فعل ذلك بكم .. إنها بريطانيا !!!
· ثم أجهز على جدي وألقى به فوق والدي والبقية
· فقدت والدي وشقيقي موسى وشقيقي محمود وعمي ربحي وجَدي الحاج إسماعيل وزوجة والدي سارة وجدتي آمنة وحفيدها
· وأما دار محمد زهران .. فقد قتل محمد زهران وزوجته وبسمة – ابنة عمتي – وولادها وبناتها ... ورقية – أم سميح – وأولادها وبناتها ... وعمتي فاطمة وأولادها وبناتها
· وقتل كذلك محمد ابن زوجي وولداي الاثنان
***
كان ذلك في التاسع من إبريل عام 1948
وبعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام
طلبها زعماء المستوطنات اليهودية المجاورة
ووافق عليها أهالي قرية دير ياسين
***
· ذبحونا وخانونا
· ذبحوا أطفالنا ورجالنا وأخذوا أرضنا
· ثم نصلح معهم مرة أخرى
· هل تستطيع وضع الأفعى في ثيابك ؟
· مهما كانت جميلة , هل تستطيع فعل ذلك !!
· إنها لا بد ستلدغك
· وكذلك هم , إنهم أعداء الدين
· إنهم يهود خيبر
· * عدو جدك ما بودّك , لو تعبده عبادة ربك *
__________________________________________________ _________
إنتاج : بيت الصحافة
منتج منفذ : طيف للإنتاج الفني
خدمات إنتاجية : هولي , بترا ( rtl t.v )
تصوير : مؤنس زحالقة
موسيقى تصويرية : طلال أبو الراغب
أغنية النهاية : أيمن رمضان
عبد الفتاح عوينات
مكساج رقمي : سميح زريقات
جرافكس : غانم بدر
مونتاج رقمي : نبيل المساعفة
سيناريو وإخراج : اياد الداود