لماذا غزة
لم تكن غزة يوماً خارج الصراع على امتداد تاريخها من حيث موقعها ومكانتها عبر مراحل التاريخ المختلفة , وغزة اليوم هي الامتداد الطبيعي لوجودها وحضورها ضمن دائرة الفعل المقاوم للاحتلال , إن ما تتعرض له اليوم من أشكال الاحتلال المباشر أو غير المباشر أو ما تم الاصطلاح عليه ( الاحتلال بالسيطرة ) هو واحدة من آليات العمل التي ما انفك الاحتلال بإتباع أساليب مختلفة لتحقيقها
أولا : الوجود في المنطقة
ثانيا : ترسيخ بقائه والحفاظ على أمنه
تختلف الصورة في غزة اليوم لأنها الأكثر وضوحاً من كل الحلقات السابقة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني , ومما لا شك فيه هو الوجود الطبيعي للمقاومة , لان الضد يُولد ضده وهنا لقد تعرضت مقاومة الشعب الفلسطيني وبكافة أماكن واختلاف أساليبها في المقاومة تعرضت لأقسى ما يمكن أن توصف فيه أي حركة تحرر وذلك لطبيعة الاحتلال ألإجلائي الاستيطاني في فلسطين من جهة , وللدور الذي تلعبه الحركة الصهيونية في المنظومة الدولية ككل , والأهم من كل ذلك هو ما سعى إليه جنرالات الحرب الصهيونية منذ البداية بتكريس فهم وتحقيقه في العام 1948 والقائل ( فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ) وهذا ما يحقق للكيان الصهيوني :
1 – الظهور أمام المنظومة الدولية وتركيبتها كدولة مستقلة ذات سيادة
2 – إفراغ الأرض من السكان حتى لا ينطبق على المقاومة شرط شرعيتها وبالتالي تكون القوة المحتلة دولة وليس قوة احتلال
3 – إن عدم وجود مقاومة مباشرة ذات احتكاك يومي مع الاحتلال يحقق أهم شروط استمرارية بقاء ( الكيان ) لتحقيق أهم عامل وهو الأمن الداخلي والاستقرار على اعتبار أن العنصر البشري الذي تضخه الحركة الصهيونية لفلسطين من دول العالم المختلفة لا بد له أن ينعم بالاستقرار وفقا لما تقدمة الدعاية الصهيونية
غزة اليوم
تشكل غزة اليوم واستكمالاً لديمومة الفعل اليومي المقاوم ضد الاحتلال
1 - الحلقة الأكثر عمقاً بصفتها امتداد للمراحل المختلفة للمقاومة الفلسطينية في مرحلة التحرر الوطني ككل
2 – وجود قاعدة مقاومة عسكرية متقدمة على أرض فلسطين
من هنا لابد للاحتلال إما إنهاء الفعل اليومي المقاوم المباشر من غزة وهذا غير ممكن , فكان على ( شارون ) الانسحاب من جانب واحد واتخاذ أسلوب وشكل لاحتلال غزة احتلالا بالسيطرة
غزة
غزة هي الحلقة الأضعف بحكم وضعها الجغرافي وبحكم واقع ابتعادها عن مكونات الشعب الفلسطيني الأخرى والتي سعت الصهيونية لتجزئتها و إضعافها حلقة تلو الأخرى على امتداد المقاومة منذ انطلاقتها الأولى , واليوم تتعرض غزة لكل ما تعرض له الوجود الفلسطيني والمتمثل بالإنهاء أو الخضوع أو الانقسام مما يسهل تحقيق الشرط الصهيوني في تحقيق أمنه الذاتي الذي يفتقده
يحاول البعض تجزئة الشعب الفلسطيني تحت مسميات أخرى منها الضفة والقطاع , فلسطيني الشتات , فلسطيني سوري , فلسطيني أردني , فلسطيني لبناني , عرب 48 ,لا جئ , مواطن , مغترب
كل تلك التسميات تندرج تحت باب إلغاء الهوية الفلسطينية وتشتيت الشعب الفلسطيني وإبعاده عن أهم عناصر البقاء وتتمثل :
1 – التوحد على قاعدة الوطن الواحد فلسطين
2 – الالتفاف حول المقاومة وبكافة أشكالها تحت راية الوطن والعلم الوطني الذي يوحد الجميع
3 – إبقاء الشعب الفلسطيني ضمن دائرة الفعل اليومي المقاوم
والسؤال المطروح :
هل غزة تشكل دائرة الفعل اليومي المقاوم ؟
هل نتوحد تحت اسم غزة المقاومة اليوم ؟
هل نحن ضمن دائرة الفعل اليومي المقاوم ؟
***
بقلم : حمزة صبحي حمزة 13 – 2 – 2010