ليسوا أخوانا وليسوا مسلمين ( 1 )
( هذا العنوان ليس كلماتى ولكنه كلمات المرحوم / حسن البنا منشئ جماعه الإخوان المسلمين ومرشدها الأول أطلقه واصفا به تلك المجموعة من جماعه الإخوان المسلمين الذين قاموا باغتيال النقراشى باشا رئيس وزراء مصر ورغم يقين حسن البنا بأنهم أعضاء فى جماعته ورغم انه على يقين من إيمانهم بمبدأ السمع والطاعة الذى جعله أساس الانضمام إلى جماعته إلا انه فى مواجهه غضب القصر لاغتيال رئيس الوزراء أطلقها صارخة مدوية ( ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين ). ولكن القصر الملكى المصرى كان يدرك حقيقة إيمان أفراد الجماعة بمبدأ السمع والطاعة وهو ما يعنى مسئوليه الجماعة الكاملة عن جريمة الاغتيال ورغم العلاقة القوية التى كانت تربط الجماعة بالقصر الملكى إلا أن الملك رأى فى اغتيال رئيس وزراؤه على يد الجماعة تطاولا لا يجب أن يتسامح فى مواجهته فاصدر الملك أوامره باغتيال حسن البنا ردا على اغتيال النقراشى )
والآن لنرجع إلى الوراء قليلا لنرى علاقة جماعه حسن البنا ( الإخوان المسلمين ) بالنظام الحاكم أيا كان ذلك النظام من البداية
( ارفض أن اسمى جماعه حسن البنا بجماعه الإخوان المسلمين حتى لا احمل الإسلام الحنيف وزر جرائمهم وأخطائهم وخطاياهم )
نبدأ بالنظام الملكى
حيث نجد هذه الواقعة عام 1937فى جريدة الإخوان المسلمين فى العدد الصادر فى 9 / 2 / 1973بمقال تحت اسم ( حامى المصحف ) للمرحوم حسن البنا منشئ جماعه الإخوان المسلمين ومرشدها الأول حيث كتب متحدثا عن ملك مصر الملك فاروق
( "ضم القرآن إلى قلبه ومزج به روحه"، وأن صلاح المسلمين في كل الأرض سيكون على يديه "وأكبر الظن أن الأمنية الفاضلة ستصير حقيقة ماثلة، وأن الله قد اختار لهذه الهداية العامة الفاروق، فعلى بركة الله يا جلالة الملك ومن ورائك أخلص جنودك" )
أتذكر انه فى هذا التوقيت كانت فضائح الملكة نازلى أم الملك فاروق فى أمريكا قد وصلت إلى أسماع المصريين فخرجت مظاهراتهم تسخر من الملك وأمه قائلين ( ويكا يا ويكا هات أمك من أمريكا )
وتقدم النحاس باشا رئيس حزب الوفد بطلب للبرلمان للحد من سلطات الملك على مؤسسات الدولة وخرجت مظاهرات المصريين تهتف الشعب مع النحاس
فخرجت مظاهرات جماعه الإخوان المسلمين بأمر من البنا تهتف الله مع الملك
والآن ننتقل إلى عمر التلمسانى ثالث مرشد لجماعه الإخوان المسلمين وكتابه ( ذكريات لا مذكرات ) وفى الصفحة رقم 161 نجده يقول
( إن الإخوان المسلمون يودونمن أعماق قلوبهم أن يطمئن إليهم المسؤولون، وأن يعينوهم على أداء رسالة التوعيةالدينية ليأخذ المد الإسلامي طريقه سهلا ميسرا، أنا لا أقول إننا نمد أيدينا طاهرةنظيفة منذ اليوم بل لقد مددناها من أول يوم قامت فيه هذه الدعوة ورسائل الإمامالشهيد أوضح دليل» )
اعتقد أن جزء أصيل من سياسة جماعه حسن البنا هو التعاون مع الحاكم والنظام سعيا لتحقيق أهداف الجماعة بغض النظر عن طبيعة ذلك الحاكم وعلاقته بالشعب فالأهم هو مصلحه الجماعة
والآن ننتقل إلى جريدة المصرى اليوم الصادرة بتاريخ 24 / 10 / 2009
وفى حديث نشرته للمرشد العام لجماعه حسن البنا مهدى عاكف حيث يقول
( “ حدث عام 2005 حيث زارني أحد المسؤولين الكبار وكان هناك حديث عن سفر الرئيس المصري حسني مبارك إلى أمريكا، وقال أرجو ألا تقوموا بأي شوشرة على زيارة الرئيس هناك، وأبديت استعداداً وجاء للقائي مرتين وطلبت في إحداهما أن يحضر اللقاء معنا نوابي وبالفعل تم اللقاء وكتبنا فيه بنوداً كثيرة واتفقنا عليها ثم ذهب والتزم بما اتفقنا ، وأضاف عاكف، فاز الإخوان بنحو 20% من المقاعد، بدأ الإخوان المرشحون يعقدون الندوات وينظمون المسيرات في الشوارع وجميع من في السجون أفرج عنهم “ )
المدهش حقا أن الجماعة نفت هذه التصريحات بعد ذلك رغم أنها لم تتقدم لتقاضى الجريدة
ولكن واقع ما حدث فى 2005 يؤكد تلك الصفقة
فقد كانت جماعه الإخوان جماعه محظورة قانونا
ورغم ذلك سمح لأعضائها بالتقدم فى الانتخابات وعمل الدعاية الانتخابية الصريحة باسم (الإخوان المسلمين ) وطاف أنصار الجماعة المحظورة فى حماية الأمن أنحاء مصر يدعون لمرشحيهم ويقيمون مؤتمرات انتخابيه للجماعة المحظورة قانونا
وفاز ثمانون عضوا من الجماعة فى الانتخابات
ليكون أول موقف لهم وهم جماعه المعارضة الوطنية فى أول جلسه للبرلمان هو إجماعهم مع أعضاء الحزب الوطنى على اختيار فتحى سرور رئيسا للبرلمان
فتحى سرور الذى كان يفصل القوانين لمبارك ويشاركه المسئولية عن جميع جرائمه يختاره الثمانون عضوا من أعضاء الجماعة رئيسا لمجلس الشعب
( هذا التصرف لا يحمل إلا معنى واحد هو أن الجماعة تبارك كل ما فعله سرور ومبارك فى مصر وأنها توافق عليه وتؤيده فلو كان لها رأى مخالف لرفض أعضاءها اختيار فتحى سرور رئيسا أو على الأقل امتنعوا عن التصويت )
ومع مقدم عام 2011 لاحت فى مصر تباشير ثورة 25 يناير
وفى يوم 23 يناير اصدر مرشد الجماعة تصريحا واضحا لا لبس فيه أن الجماعة لن تشارك فى فاعليات الثورة المنتظرة
وجاء الخامس والعشرون من يناير وبدأت الثورة المصرية وشارك بعض أعضاء الجماعة فى الثورة متحدين قرار مرشدها شاركوا فيها بصفتهم مصريين وشارك فيها كذلك أعضاء من التيار السلفى شاركوا بصفتهم مصريين بينما كان شيوخ السلفية يحرمون الخروج على الحاكم
وتلك المشاركة الفردية جعلت أعضاء الجماعة والسلفيين المشاركين فى الثورة يتصرفون بصفتهم مصريين فرأينا تلك الصورة الرائعة لمصر النقية
رأينا الفتاه المسيحية تصب الماء للشاب السلفى ليتوضأ
ورأينا الفتاه المنقبة تقف بجوار الشاب المسيحى بدون خوف
ورأينا الشاب الاخوانى يقف بجانب المصرى الليبرالى يدا بيد يتحدون جبروت السلطة ورأينا الشيخ يرفع بيده يد القسيس ليهتف الاثنان الشعب يريد إسقاط النظام
كانت الهتافات كلها باسم مصر
وهو ما بدا يتغير بعد انهيار الشرطة
فقد أدركت الجماعة أن النظام سقط فسارعت بإصدار أوامرها لأعضائها بالمشاركة فى الثورة بهدف سرقه الثورة
وهكذا رأينا الهتاف باسم الجماعة ومظاهرات خاصة بأفراد الجماعة
واتبع السلفيين طريقهم فرأينا لأول مرة انقسام الشارع المصرى
ورأينا هتافات باسم جماعات واختفى الهتاف باسم مصر
إنهم يسرقون الثورة التى لم يشاركوا فيها بل جبنوا أن يعلنوا تأييدها من البداية
اخطر ما يفعله تجار الدين من جماعه حسن البنا والسلفيين أنهم يقدمون أنفسهم على أنهم الإسلام الحق بل على أنهم وحدهم الإسلام
فلو صدق البعض أكاذيبهم سيلصق بالإسلام وزر كل جرائمهم وأخطائهم وخطاياهم
من يتاجر بالدين يكون من الأهون عليه أن يتاجر بالوطن
ومن يكذب على الله يكون من الأسهل عليه أن يكذب على الشعب
يتبع
جمال النجار
مشكله اكتشاف المطبعه ان التاريخ لا يختفى بسهوله
فائق تقديرى واحترامى
جمال النجار