بخلاف "آيفون" أو الأجهزة المزودة بنظام مايكروسوفت "ويندوز فون"، يمكن لأصحاب الهواتف الذكية المزودة بنظام جوجل أندرويد مواءمة أجهزتهم بما يتناسب مع متطلباتهم ورغباتهم الشخصية بسهولة ويسر بفضل التطبيقات المصغرة (Widgets) وبرامج الواجهة (Launcher) والتي تتيح لأي مستخدم هاوٍ إضفاء طابع التفرد والتميز على هاتفه الذكي.
ومن حيث المبدأ يتمكن المستخدم مع أي إصدار لنظام جوجل أندرويد من مواءمته بما يتناسب مع رغباته الشخصية واحتياجاته الفردية عن طريق ما يُعرف باسم برامج واجهة المستخدم (Launchers) أو التطبيقات المصغرة (Widgets).
ويمكن مقارنة برنامج واجهة المستخدم مع سطح المكتب بأي حاسوب مكتبي، وهناك الكثير من هذه البرامج، التي يتمكن المستخدم من التنقل بينها عن طريق حركة مسح بإصبع الإبهام؛ وعلى شاشات البدء المختلقة لبرنامج واجهة المستخدم يمكن وضع العديد من البرامج والتطبيقات المصغرة، بالإضافة إلى تغيير الخلفيات أو استدعاء منظر عام لجميع التطبيقات.
وتعد برامج Widgets عبارة عن تطبيقات مصغرة يمكن أن تعمل على سطح المكتب بنظام أندرويد، وتقوم هذه التطبيقات المصغرة بعرض المواعيد أو إظهار معلومات عن حالة الطقس أو خطوط السكك الحديدية. وتتمثل فائدة التطبيقات المصغرة في سرعة الوصول إلى المعلومات دون الاضطرار إلى تشغيل البرنامج المعني.
خاصية الدمج
وهناك الكثير من البرامج تقوم عند تثبيتها على الجهاز بدمج تطبيق مصغر أو أكثر في نظام التشغيل، فعلى سبيل المثال يقوم العديد من تطبيقات البريد الإلكتروني بتنبيه المستخدم إلى ورود رسالة جديدة في صندوق البريد عن طريق تطبيق مصغر دون اضطرار المستخدم إلى القيام بتشغيل التطبيق المعني.
ويزخر متجر جوجل بلاي ستور بتطبيقات مصغرة تكميلية لبعض التطبيقات وبرامج واجهة المستخدم، وغالباً ما تتوافر مثل هذه التطبيقات والبرامج مجاناً.
وبدون برامج واجهة المستخدم لا يتمكن المرء من استدعاء التطبيقات بسهولة أو إدارة التطبيقات المصغرة، خاصة أن التوليف بين برنامج واجهة المستخدم والتطبيقات المصغرة يعتبر هو الأساس الذي تقوم عليه عمليات التخصيص الواسعة لواجهة نظام أندرويد حسب المتطلبات الشخصية للمستخدم.
وعلى الرغم من أن كل هاتف جوال أو حاسب لوحي مزود بنظام أندرويد يأتي بواجهة مستخدم خاصة من قبل الشركة المنتجة، إلا أن المستخدم يمكنه تغيير هذه الواجهة، إذا لم تعجبه وظائفها أو مظهرها أو طريقة استعمالها.
وتُستخدم برامج واجهة المستخدم البديلة في الأساس لتبسيط نظام تشغيل أندرويد بشكل جذري أو إتاحة أعداد لا تحصى من الوظائف والسمات المخفية من قبل الشركة المنتجة للهواتف الجوالة.
وتزداد أعداد برامج واجهة المستخدم المتوافرة حالياً بصورة هائلة، كما أنها تختلف عن بعضها البعض في بعض الأحيان بدرجة كبيرة من حيث المظهر والوظائف.
ومن أشهر برامج واجهة المستخدم حالياً برنامج Nova Launcher أو Apex Launcher أو Go Launcher Ex أو ADW.Launcher أو Buzz Launcher.
ويعتمد برنامج واجهة المستخدم Nova Launcher وكذلك Apex Launcher على البرنامج القياسي لنظام جوجل أندرويد 4 والأحدث، ولكن تم توسيعهما من خلال إضافة بعض الرسوم المتحركة الإضافية وخيارات التخصيص.
وتضفي برامج واجهة المستخدم الأخرى مظهراً جديداً تماماً على شاشة أجهزة أندرويد، التي يمكن تغييرها أيضاً عن طريق ما يُعرف باسم المظاهر أو السمات (Themes)، فيوفر برنامج واجهة المستخدم Go Launcher Ex متجراً خاصاً به للتطبيقات المصغرة، بينما يمنح برنامج SPB ****ls 3D لواجهة نظام أندرويد مظهراً جذاباً بتصميم ثلاثي الأبعاد.
الحرص والحذر
لا تُشكل برامج واجهة المستخدم أي خطورة على الهواتف الذكية، على الرغم من جميع التغييرات التي تحدث في مظهر ووظائف الأجهزة الجوالة، إذا تم تنزيل هذه البرامج من موقع جوجل بلاي ستور وتثبيتها على الأجهزة، حيث ينبغي على المستخدم بشكل أساسي توخي الحرص والحذر عند تثبيت البرامج المستمدة من مصادر أخرى غير متجر التطبيقات الرسمي، مع ضرورة الاطلاع مسبقاً على المعلومات التي تشرح تجارب المستخدمين الآخرين مع البرنامج.
وربما ينظر بعض المستخدمين إلى إمكانيات الضبط المتنوعة والوظائف الكثيرة وطريقة العرض ثلاثية الأبعاد وواجهات المستخدم ذات التصميمات المستقبلية باعتبارها مزايا لا يحتاج إليها، كما أن برامج واجهة المستخدم تشغل مساحة في ذاكرة الهواتف الذكية، فضلاً عن أن بعض التطبيقات قد لا تتوافق مع البرامج والتطبيقات المصغرة الأخرى، بالتالي لا تعمل هذه البرامج بالصورة المتوقعة.
وإذا لم يقتنع المستخدم ببرنامج واجهة المستخدم، فإنه يمكن إزالته من الهاتف الذكي بدون أية مشكلات. وفي بعض الحالات تترك برامج واجهة المستخدم بعض الملفات في الذاكرة الداخلية للهاتف الذكي. ولكن الخبير الألماني أندرياس زيغير يؤكد أنه يمكن حذف هذه البيانات بأمان عن طريق برنامج إدارة الملفات.
وينبغي على المستخدم مراعاة ألا تصبح الشاشة الرئيسية مع مرور الوقت مكدسة بالتطبيقات المصغرة، حيث أن برنامج واجهة المستخدم المزود بالكثير من التطبيقات المصغرة يمكن أن يتسبب في إبطاء وتيرة عمل نظام تشغيل جوجل أندرويد مع الأجهزة القديمة، بالإضافة إلى أن التطبيقات المصغرة الكثيرة على الشاشة الرئيسية يمكن أن تؤدي إلى زيادة حجم البيانات.
استهلاك الطاقة
وينطبق نفس الأمر على بطارية الهواتف الذكية، حيث كلما زاد عدد التطبيقات المصغرة على الشاشة الرئيسية، زاد معدل استهلاك الطاقة، ولكن زيادة الاستهلاك تكون في حدود مع معظم التطبيقات المصغرة، ومع ذلك يتمكن المستخدم من الإطلاع على جميع التطبيقات والبرامج التي تستهلك قدراً كبيراً من الطاقة في عرض عام للاستهلاك في إعدادات البطارية.
وبالإضافة إلى ذلك يمكن للمستخدمين من أصحاب الخبرات المتقدمة إنشاء التطبيقات المصغرة بأنفسهم، حيث يوجد في متجر جوجل بلاي ستور تطبيقات مصغرة مثل Ultimate Custom Widget أو Minimalistic Text التي يمكن عن طريقها إنشاء تطبيقات مصغرة بسيطة تلبي المتطلبات الفردية اعتماداً على مبدأ الوحدات التركيبية، ومع ذلك ينبغي أن يتمتع المستخدم ببعض مهارات البرمجة في لغة الجافا ولغات البرمجة الأخرى.
منقول