( عطشان يا صبايا دلونى على السبيل
عطشان واحنا اللى روينا بدمانا ارض النيل )
مصر هبه النيل
مقوله اطلقها هيرودوت ابو التاريخ وهى حقيقه تعنى ببساطه
بدون نيل لا وجود لمصر
وهى حقيقه فمصر المصدر الوحيد للمياه بها هو نهر النيل
حيث لا توجد انهار اخرى بمصر ومصر ايضا ليست دوله ممطرة
فالنيل هى حياه مصر وسر وجودها
وقد ادرك المصريين منذ فجر التاريخ ذلك حتى انهم كانوا يقدسون النيل
14 مايو 2010
مدينه عنتيبى الاوغنديه
تذكروا هذا التاريخ جيدا وتلك المدينه جيدا
وتذكروا ما حدث حيث وقعت دول منابع النيل ( اثيوبيا واوغندا وتنزانيا وروندا ) اتفاقيه اطاريه لاعادة توزيع مياه النيل فى غياب مصر والسودان
وهذه الدول ترى من وجهه نظرها ان مياه النيل ثروة طبيعيه مثل البترول والغاز
وانها بوصفها الدول التى ينبع منها النيل تعتبر المالك الشرعى لمياه النيل ومن حقها ان تستفيد ببيع المياه كما تستفيد الدول الاخرى ببيع البترول والغاز الطبيعى
وترى ايضا انه لا حق لمصر والسودان فى مياه النيل واذا ارادت مصر حصه من مياه النيل فعليها ان تدفع ثمنها
اثيوبيا وهى مصدر خمسه وثمانون فى المائه من مياه نيل مصر
واغندا وهى مصدر الخمسه عشر فى المائه الباقيه من مياه نيل مصر
دول فقيرة لا تمتلك القدرات والامكانيات والعلم الذى يمكنها من اقامه مشاريع رى تتيح لها السيطرة على مياه النيل لتتيح لها تنفيذ ارادتها ببيع مياه النيل
ولا تمتلك طريقه لتوصيل مياه النيل الى المشترى
وهنا ظهرت اسرائيل بالعلم والدعم والتمويل الامريكى لتغرى تلك الدول على السعى الجاد والحقيقى لتنفيذ ارادتها والمشرتى جاهز بملياراته من الدولارات
المشترى هو اسرائيل
وطريقه توصيل المياه الى اسرائيل جاهزة على ارض مصر
انها ترعه السلام التى شرع فى اقامتها السادات واتمها مبارك
قصه ساهمت مع الكثيرين فى كشفها فى حينها عندما تحدثنا عن خطورة انشاء تلك الترعه
السيناريو الان
اثيوبيا واوغندا ستبيعان جزء من مياه النيل الى اسرائيل وعلى مصر ان تقبل مرور هذه المياه الى اسرائيل عبر ترعه السلام مقابل اعطاء مصر حصه من المياه
والا تمنع المياه عن مصر
تلك الحصه التى ستقوم اسرائيل بشرائها تخصم من حصه مصر التى تحصل عليها الان
فاثيوبيا واوغندنا ستبيعان لاسرائيل جزء من حصه مصر من المياه
ودخلت الصين بكل خبراتها وعلمها واستعدادها لبناء تلك المشاريع التى تمكن اثيوبيا واوغندا من بناء تلك المشاريع
واصبح على مصر ان تواجه وحدها اسرائيل وامريكا والصين اذا ارادت اجهاض تلك الفكرة بالقوة
وضع خطير قادنا اليه مبارك ورجاله
فدائما كان هناك تواجد مصرى قوى فى اثيوبيا واوغندا يجهض اى تفكير فى معاداه مصر
ودائما كانت مصر هى قائدة الامه العربيه باكملها وكان على اثيوبيا واوغندا ان تفكر ملايين المرات قبل التفكير فى تحدى مصر لانها تعلم يقينا انها بذلك تتحدى الامه العربيه باكملها
ودائما كانت مصر هى قائدة العالم الاسلامى وكان على من يفكر فى تحدى ارادة مصر ان يدرك انه بذلك سيدخل فى مواجهه شرسه وقويه ضد العالم الاسلامى اجمع
ودائما كان لمصر مكانه كبيرة فى العالم وقدرة على التاثير فى الكثير من دول العالم وهو ماكان يجعل اثيوبيا واوغندا تفكران ملايين المرات قبل التفكير فى تحدى ارادة مصر لانهم بذلك سيتحدون ارادة الكثير من دول العالم وسيقفون فى وجه الكثير من دول العالم
ولكن
مبارك اهدر كل مكانه مصر فى العالم العربى والعالم الاسلامى والعالم اجمع
واصبح على مصر ان تقف وحدها منفردة معزوله عن عالمها العربى والاسلامى وعن جميع من كانوا اصدقائها وحلفائها فى العالم
اصبح على مصر ان تقف منفردة وحيدة فى مواجهه اى تحدى تتعرض له
هذا ما صنعه مبارك بمصر خلال ثلاثون عاما حكم فيها مصر وحده منفردا لاشريك له فى حكمها لها
وفى ظل خنوع رهيب من مبارك فى مواجهه اسرائيل وصل الى حد مشاركه اسرائيل فى حصار غزة حيث تحولت مصر على يده الى شريك كامل للاجرام الاسرائيلى فى حصاره لغزة
وفى ظل سفه رسمى سمح بل سعى الى اشعال معركه كبرى مع دوله شقيقه مثل الجزائر حول ماتش كرة قدم والجزائر دوله لها تاثير قوى وكبير على المستوى الافريقى
وفى ظل اهمال متعمد وتجاهل متعمد لكل علاقات مصر بدول افريقيا
وفى ظل جريمه قتل فيها النظام المصرى ابناء السودان الشقيق فى قلب القاهرة حتى اصبح هناك جرح كبير فى قلب السودان تجاه مصر
وفى ظل غياب مصرى كامل متعمد وغبى عن كل مشاكل السودان والتى تقود اليوم الى فصل جنوب السودان عن شماله
وفى ظل موقف العداء المصرى الرسمى لمنظمات المقاومه العربيه للعدو الاسرائيلى والذى ظهر بكل صراحه ووضوح فى تلك الاحكام القضائيه على ما يدعى النظام المصرى انه خليه ارهابيه لحزب الله فى مصر فى نفس التوقيت الذى قام فيه ذلك النظام باعادة اسرائيلى اقتحم الحدود المصريه مسلحا الى اسرائيل بدون محاكمه
فى ظل موقف مصرى مريب من المنظمات الدوليه التى حاولت دعم صمود ابناء غزة فى مواجهه الحصار الاجرامى الاسرائيلى وما تعرض له هؤلاء الناشطون الدوليون على يد النظام فى قلب القاهرة والعريش والذى نقلته وسائل الاعلام الى العالم اجمع واظهر مصر وكأنها العدو الحقيقى الذى يحاصر ابناء غزة
فى ظل كل ذلك اصبح على مصر اليوم ان تقف وحيدة معزوله فى مواجهه كارثه حرمانها من مياه النيل
ولمن لا يدرك
مصر اليوم فعلا تعيش ازمه حقيقيه فى المياه
فمصر تحت خط لافقر المائى
الحكومه المصريه قررت تقييد مساحات زرع الارز فى مصر لنقص المياه
وكثير من مدن وقرى مصر اصبحت محرومه من المياه
فى الكثير من محافظات مصر يقوم المزارعون بحصد الزرع قبل اوانه لنقص المياه
فى بعض مدن مصر اليوم اصبحت المياه بكروت شحن مثل الموبايل حيث عليك ان تقوم بشراء كارت شحن وشحن عداد المياه به لتحصل على المايه فاذا انتهى الكارت عليك بشراء كارت جديد والا فلا مياه لك
وهى تجربه ستعمم فى جميع انحاء مصر فى دليل قوى واكيد على ازمه المياه التى تعيشها مصر
فى نفس التوقيت يتمتع اثرياء مصر وحكامها بوفرة كبيرة من المياه تظهر فى انتشار حمامات السباحه وملاعب الغولف الخاصه بهم
اى ان من سيدفع ثمن الكارثه هم الشعب المصرى وليس مبارك ورجاله الذين صنعوا تلك الكارثه
والان دعونى اتساءل رغم ذلك الموقف المريب الذى نعيشه بسبب مبارك ورجاله
الا تمتلك مصر اى قدرة على التاثير فى الموقف ؟؟؟
تمتلك مصر الكثير من القدرة على التاثير فى الموقف
اولا يجب ان ندرك ان المشكله ليست فى اثيوبيا واوغندا فقط
فهى دول فقيرة وضعيفه ولا تمتلك القدرة على تنفيذ ارادتها
المشكله الحقيقيه اليوم بين مصر واسرائيل وامريكا والصين
يجب ان تتعرض المصالح الاسرائيليه والامريكيه والصينيه الى خطر كبير على يد مصر يجعل تلك الدول تدرك انه سيكون عليها ان تدفع ثمنا لا تحتمله اذا استمرت فى موقفها فى دعم وتنفيذ المشاريع الاثيوبيه والاوغنديه التى تستهدف مياه النيل
وكمثال
تستطيع مصر ان تدعم ( وبصور كثيرة تعرفها الاجهزة المصريه المختصه ) تسليح المقاومه الفلسطينيه بالصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ الخفيفه المضادة للطائرات وهو اسوا كوابيس اسرائيل
تستطيع مصر ان تعلن رسميا فتح معبر رفح من الجانب المصرى بصورة دائمه ومنتظمه لجميع ابناء فلسطين ومصر ليست طرفا فى اتفاقيه المعابر وغير ملزمه بها
تستطيع مصر ان تقوم بخطوات جادة وحقيقيه للصلح بين فتح وحماس ولا تكتفى بموقف الحياد الكاذب فهى فعليا تتبنى موقف ابو مازن
تستطيع مصر ان تتقارب مع ايران وتركيا بهدف خلق محور قوى فى المنطقه يتصدى لاسرائيل وامريكا
تستطيع مصر ان تقود حمله قويه ضد المنتجات الصينيه فى المنطقه
تستطيع مصر ان تغرى الصين بفتح خليج السويس للاستثمار الصينى وهو هدف كبير تسعى الصين منذ فترة طويله لتحقيقه ولكن محاباه نظام مبارك لامريكا تقف حائلا بين الصين ورغبتها القويه فى تحويل منطقه خليج السويس الى جناح قوى وكبير للاقتصاد الصينى
تستطيع مصر ان تسعى لاسترداد مكانتها العربيه والاسلاميه بحيث تدرك اثيوبيا واوغندا انهم لا يواجهون مصر وحدها وةلكنهم يتحدون ايضا كل ارادة العالم العربى والاسلامى بجميع امكانياتهما وقدراتهما على الفعل والتاثير
واخيرا يجب على مصر ان تعود الى افريقيا بكل قوتها ويجب ان تستعيد تاثيرها القوى الفعال فى افريقيا حتى تعود اثيوبيا واو غندا الى خطب ود مصر ولا تفكران فى تحديها
وهناك فى مصر من يعلم كيف يحقق ذلك
ما يخيفنى حقا
ادرك عن يقين ان نظام مبارك يضم بين رجاله من يعلم كل ما كتبت ويعلم اكثر منه بحكم موقعه
ما يخيفنى حقا
هل هذا الوضع الكارثى الذى وصلت مصر اليه هو نتاج سلسله اخطاء وخطوات غير محسوبه
ام انه نتاج عمل متعمد ومخطط يعرف القائمون عليه من البدايه الى اين سيقود ؟؟؟؟؟
انها لحظه اختيار لكل ابناء مصر
هل تبقى مصر
وكيف تبقى
ام ان عصا الامن المركزى ومعتقلات الداخليه اقوى من رغبتنا فى بقاء مصر ؟؟
عطشان يا صبايا دلونى على السبيل
عطشان واحنا اللى روينا بدمانا ارض النيل
ولا حول ولا قوة الا بالله
جمال النجار