فنون الرّسم بالحواسيب
بقلم: حسين أحمد سليم
فنون الرّسم والتّشكيل بالحواسيب الرّقميّة, هو أسلوب حضاري تقني حديث ومتطوّر, لفنّ تكوين وتصميم الصّور والرّسومات على إختلاف أنواعها الفنّيّة والهندسيّة, بمساعدة هذه الحواسيب, وإستخدام برمجيّاتها المتخصّصة للرّسم... تلك البرامج التي مثّلت أبرز إهتمامات مصمّمي ومطوّري نظم برمجيات الحواسيب... بحيث تمّ تطوير العديد من هذه البرمجيات, والتي تندرج تحت إسم مفاهيم التّصميم والرّسم والتوقيع والتّشكيل بواسطة الحواسيب, والتي غدت مشهورة عالميّا... ومن هذه البرامج ما هو عام, يتمّ إستخدامه في مجالات الرّسم والتّشكيل الفنّي والصّوري... ومنها ما هو متخصّص في المجالات الهندسيّة, من هندسة البناء والعمارة, والهندسة الميكانيكيّة والكهربائيّة والإلكترونيّة, إلى هندسة المساحة وهندسة الدّيكور...
وإستخدام الحواسيب في نتاج مختلف أنواع الرّسومات الهندسيّة والصّور الفنّيّة, يُساهم في خفض تكاليف الإنتاج الماليّة, لأنّ المستخدم يقوم بتغيير المشهديات التي لا تعجبه على شاشة الحاسب, ويمكنه إزالة هذه اللوحات أو المشاهد بدون أيّ خسائر في الأوراق والأحبار, كما يمكنه المسح والتّعديل بدون أن تتأثّر اللوحة الأصليّة...
ويمكن للرّسّام المستخدم من إضافة مؤثّرات على لوحة الرّسم الهندسيّة أو الفنّيّة أو التّشكيليّة أو التّصميميّة، بالتّكبير و التّصغير و القلب و الإمالة و تغيير للألوان, دون الحاجة إلى إعادة الرّسم من جديد...
هذا عدا عن توفير الوقت والجهد المستغرق, في تنفيذ لوحة فنّيّة, أو تصميم شكل هندسي, أو معماري, أو فنّي, أو صورة رقميّة... مع إمكانيّة تداول ونقل الرّسم من حاسوب إلى حاسوب آخر, أو إرساله عبر علب البريد الرٌّقميّة, من مكان إلى مكان آخر فوق الأرض, مع التّسهيلات في إمكانيّة حفظ الملف في إسطوانة ممغنطة, أو حافظات رقميّة جيبيّة صغيرة الحجم, وتوثيقها لوقت الحاجة والمراجعة...
هذا ويتمّ إستخدام برمجيات الرّسم الرّقميّة في الحواسيب الثّابتة والنّقّالة من قبل الكثيرين من الخطّاطين والرّسّامين والمهندسين والمعماريين والعسكريين والجغرافيين والمصوّرين والفضائيين...
وأنواع الرّسم كثيرة, ومنها فنون الملصقات, وهي برمجيات تحتوي على مجموعات كبيرة من الرّسوم الجاهزة, والتي تمّ إعدادها من قبل عدد من المبرمجين والمتخصّصين في فنّ الرّسم بالحاسب, والتي يُمكن عرضها على شاشة الحاسوب أو وضعها في لوحة أو مستند معيّن...
ويُمكن التّصوير والتّصميم والرّسم باليد, بواسطة برمجيات الرّسم, بحيث يتمّ الرّسم بإستخدام اليد البشريّة, مع قدرات الحاسب وملحقاته, مثل الفأرة ولوحة التّوقيع ولوحة المفاتيح والماسحة الضّوئيّة...
ومن فوائد برمجيات التّصميم بمساعدة الحواسيب, زيادة الإنتاج وإختصار الوقت والجهد, مثل التّصاميم المعماريّة وأجزاء السّيّارات والطّائرات ولوحات الدّوائر الكهربائيّة... وكذلك تمثيل المخطّطات والرّسوم البيانيّة, كتمثيل بصري للبيانات الرّقميّة على شكل مخطّطات أو رسوم بيانيّة أو تعبيريّة أو رمزيّة...
وهناك عدد من الهيئات الخاصّة, أو أشكال الملفّات, التي يتمّ حفظ الصّور والرّسوم فيها, ومنها: الملفّ ذات اللاحقة Jpeg و تسمى اختصاراً Jpg و هي تحتوي على معلومات للألوان بشكل عالي الدّقّة، لذا فإنّها تستخدم عادة لحفظ الصّور و الرّسوم التي فيها العديد من الألوان أو ظلال اللونين الأبيض و الأسود، و هي تعطي مساحة صغيرة... والملفّ ذات اللاحقة Gif و يحتوي على معلومات بشكل أقل من هيئة Jpeg ، لذا فهي تستخدم لحفظ ملفّات الصّور و الرّسومات التي تكثر فيها الخطوط الحادّة كالتي تحتوي على نصوص، شعارات، أيقونات، أزرار...كما أنّه يُمكن إعداد صور متحرّكة بهذه الهيئة و هي تعطي مساحة قريبة جدّاً من هيئة Jpeg ... والملفّ ذات اللاحقة Bmp و يحتوي على معلومات عالية الدّقّة... لذا فأنّها تُستخدم لحفظ ملفات الصّور و الرّسوم الدّقيقة و المليئة بالتّفاصيل و كذلك التّصاميم التي تحتاج لإظهار لون حقيقي و هي تعطي مساحة كبيرة تقارن بــ 10 أضعاف الصّور المحفوظة على هيئة Gif و Jpeg ... والملفّ ذات اللاحقة Png تطوير للنوع Gif و يتميّز بصغر حجمه... والملفّ ذات اللاحقة Psd صور محفوظة ببرنامج الفوتوشوب وحجمها كبير جداً... والملفّ ذات اللاحقة Psp صور محفوظة ببرنامج الفوتو شوب و هي ذات حجم كبير جداً... والملفّ ذات اللاحقة Tiff و هي هيئة تستخدم لتبادل الصّور بين أنواع البرمجيات و الأجهزة...
ومن تقنيّات الرّسم بالحواسيب, تقنيّة الخارطة النّقطيّة, وتعتمد هذه التّقنيّة على تجزئة الصّورة إلى عدد كبير جدّاً من النّقاط المتراصّة أفقيّاً وعموديّاً, وتسمّى الواحدة منها بيكسلوتُعتمد أيضاً على حفظ المعلومات الخاصّة بموقع ولون كلّ نقطة من النّقاط المشكّلة للصّورة...
ومن عيوب الخارطة النّقطيّة, ضخامة الملفّات, وإفتقارها إلى المرونة, وتتأثّر بتكبير الصّورة... وتعتبر هذه التّقنيّة ملائمة للتّطبيقات في اللوحات الفنّيّة والصّور الفوتوغرافيّة...
وهناك تقنيّة التّمثيل الإشعاعي, التي تعتمد على وصف عناصر الرّسم وصفاً يشبه الوصف اللغوي, وذلك عن طريق كتابة معادلات رياضيّة وبيانات لوصف العناصر الرّسوميّة الأولية, التي تحتويها وتحديد مواقعها ووضعيتها, وتُسمّى بالذّكاء الصّناعي في الرّسم, مثل رسم الخطوط والدّوائر والمضلّعات, وتعتبر هذه التقنية ملائمة للتّطبيقات في الرّسومات الهندسيّة, والمخطّطات والرّسوم البيانيّة ومعالجة الخطوط...
هذا وهناك العديد من برمجيات التّصميم والرّسم بالحواسيب, وهي برامج رسم ذات جودة عالية, وتقوم بعضها بالعمل على معالجة وتعديل كافّة أنواع الصّور والرّسوم... وهناك برامج أخرى ذات جودة وسطيّة, ولديها الإمكانيات والتّسهيلات في تحرير وتعديل الصّور والكتابة عليها وتصميم أشياء مذهلة, وهي برامج غنيّة عن التّ‘ريف وسهلة الإستخدام...
هذا, وهناك حزم من البرامج المستخدمة في صناعة ورسم الألعاب ذات الأبعاد الثّلاثيّة, وتُعدّ من البرامج الإحترافيّة في مجالها...
ويُضاف إلى هذه الحزم من البرمجيات, برامج أخرى ذات ميّزات إحترافيّة كثيرة قويّة, لتصميم الصّور المتحرّكة, وتصميم شعارات ومواقع الويب, ولها الكثير من المزايا... ناهيك عن البرامج الرّائدة في مجال صناعة الصّورة واللوحة الفنّيّة, وبرامج التّصاميم والرّسم الهندسي ذات الشّهرة العالميّة...
وهنا نلفت النّظر, بأنّ الثّورة الصّناعيّة للحواسيب, أغرقت الأسواق بالعديد من الأنظمة الرّقميّة, والتي لكلّ منها مميّزاتها ومواصفاتها التّكوينيّة والبرمجيّة, ولكلّ منها تقنيّاتها وتسهيلاتها في عمليّات التّطبيقات من خلال برمجياتها, والتي تمّ إعدادها للتطبيقات في التّصاميم والرّسومات الهندسيّة والفنّيّة... فيما تتفوّق بعض هذه الحواسيب عن بعضها البعض, بطرق وأداء وأساليب أنظمتها وبرمجياتها, وتوزيع ملامس الحروف فوق اللوحات المعدّة لهذا العمل, وفيما يتعلّق بالجودة العالية لمكوّناتها, وسهولة التّناول في عمليّات التّصاميم والرّسوم الفنّيّة... إضافة إلى أنّ البعض منها ذات أنظمة مستقرّة, ولا يمكن الإضافة عليها, أو الحزف منها, وهي محميّة ومستقرّة, وهي أقلّ تعرّضا للفيروسات... فيما البعض الآخر من الحواسيب, مفتوح ويتمّ الإضافة عليه والحزف منه ما يشاء المستخدم من البرمجيات وغيرها...
وختاما يمكننا الإشارة إلى مرحليّة, تطوّر التّقنيّات والإمكانات الهائلة للرّسم ببرامج الحواسيب, والتي بدأت إنطلاقتها خلال العام 1973 للميلاد, ببعض إنتاج الرّسومات المتحرّكة الثّنائيّة الأبعاد, لبعض الأفلام من هذا النّوع, ومن ثمّ تطوّرت إلى الرّسومات الثّلاثيّة الأبعاد, في صناعة الأفلام والرّسوم المتحركة, والتي أصبحت الأكثر إستخداما في عالم الإتّصالات, الإعلاميّة والسّينمائيّة والتّلفزيونيّة والهاتفيّة والإستعراضيّة...