ناصر العلي من الرياض
كشف متخصص في هندسة الشبكات ونظم المعلومات أن المتصفحات مصدر رئيسي يمرر من خلاله الأخطار التي تهدد خصوصية المستخدم وكشف أسراره واستغلال المعلومات الهامة أو اتلافها وتعرضه للضرر المادي، وأنها البوابة التي يركز عليها الهاكرز للتلصص على المتصفح أو زرع ملفات ضارة تدمر مكونات الحاسوب.
وأضاف المهندس يوسف بن محمد المهندس أنه لا نفاذ لشبكة الإنترنت دون برنامج المتصفح وبغيابه يصبح المستخدم منعزلا عن العالم الافتراضي؛ وهو أداة رئيسية في كل جهاز كمبيوتر وكل هاتف ذكي ولوحي، إذ تعد برامج التصفح بوابة الدخول إلى الإنترنت، ومن دونها تصبح الشبكة المعلوماتية صفحة فارغة لا يستفاد منها.
ومع تعدد وسائل الاتصال وتنوع المنتجات التقنية الوسيطة ستجعل حياة الناس أكثر ارتباطاً بالإنترنت وتنقل المجتمعات إلى عالم محاط بمئات الملايين من المعلومات المتداولة عبر شبكات الاتصال، ويتطلب ذلك من أفراد المجتمع تنظيم أساليب استخدامهم للإنترنت لتجنب مصائد مجرمي الإنترنت، وبحسب إحصاءات نشرت أخيراً أن المعدل السنوي لتكلفة الجرائم الإلكترونية قد تجاوز 114 مليار دولار، وكبدت دول مجلس التعاون الخليجي خسائر تقدر بـ 735 مليون دولار سنويا، وأسبابها الرئيسية ضعف الوعي لدى المستخدمين حول أمن المعلومات وتطبيق التصفح المثالي للإنترنت.
وأوضح المهندس أنه مع آخر إحصائية وردت من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية تجاوز 15 مليونا ومرجح وصولهم عام 2013 لنسبة 52 في المائة مقارنة بـ 5 في المائة عام 2001، وهذا يعني أن منهم من يتصفح للترفيه ومنهم لتنفيذ معاملاته المالية عبر حسابه المصرفي وآخرون يتابعون أحدث الأخبار العالمية أو المشاركة في شبكات التواصل الإلكتروني أو التسوق الإلكتروني أو التعليم ومصالح بالغة الأهمية للمستخدم.
ويقول المهندس:"مع ضعف الوعي من قبل المستخدم بالمخاطر الناتجة عن تصفح الإنترنت فقد وفرت أغلب المتصفحات خاصية ضبط إعدادات الأمان لحماية أجهزة الكمبيوتر من الفيروسات والديدان وبعض البرامج الخبيثة الأخرى أثناء تصفح الإنترنت. ويدعم مستوى الحماية تنصيب برنامج الجدار الناري كخطوة أولى جيدة لحماية الحاسوب أثناء التصفح في مودم الراوترز "الموجهات" بحكم أنها المنفذ الأول عبر نقطة اتصال الإنترنت، التي تربط بين الشبكات وتستخدم في الحصول على خدمة الإنترنت فائق السرعة (دي.إس.إل)".
وأضاف المهندس أنه رغم ذلك، فإن هذا لا يجدي نفعا في حال انتهاء صلاحية المتصفح، موضحاً أن إنترنت إكسبلورر 9 أو إنترنت إكسبلورر 10 أو برنامج فاير فوكس 4.0 أو سفاري أو جوجل كروم لن تكون مكتملة المعايير من حيث مستوى الأمان لفترة طويلة فالأمر يتطلب مواكبة كل جديد والتأهب لأنشطة المخترقين التي تتطور يوما بعد يوم، والالتزام بالتحديث الدوري يقي من الأخطار".
وأكد يوسف المهندس أن المستخدم عليه أن لا يعتمد على آليات التحذير الموفرة في أغلب برامج التصفح فهي لا تكفي لأداء وظيفة الحماية بمفردها. مضيفاً أن أبرز السلبيات تكمن في أن أغلب المستخدمين لا يستطيعون تحديد المحتويات التي تشكل تهديدا على أجهزتهم. ومن ضمنها القيام بتعطيل المحتوى النشط في إعدادات برنامج التصفح واستخدامها بشكل محدود، وينطبق ذلك على خاصية تخزين أسماء المستخدمين وكلمات المرور في برامج التصفح، حيث يجب تعطيلها لمنع التجسس على البيانات الشخصية. ويجب الحذر من السماح للمتصفح بتسجيل البيانات التي يتم إدخالها فيه مثل البيانات المصرفية أو بيانات بطاقات الائتمان.
ومع إمكانية دمج خصائص الأمان في المتصفح إكسبلورر وفاير فوكس وجوجل كروم، فإنها في حاجة إلى إضافتها في بعض برامج التصفح والبرامج التطبيقية الأخرى، المماثلة للبرنامج المجاني "كي باس" على سبيل المثال.
وللحماية من المخاطر والأضرار للمستخدم، يقدم المهندس إرشادات وتعليمات تتمحور في 10 قواعد أساسية للتصفح الآمن لشبكة الإنترنت، كما يلي:
1 – يوصى بتنصيب أكثر من متصفح في جهاز الحاسوب، ويكون إكسبلورر الإصدار9 أو 10 أساسيا من ضمن المتصفحات الأخرى مثل: جوجل كروم، موزيلا فاير فوكس، سفاري، وذلك لأن بعض البنوك مثلا تحدد أفضلية التصفح بمتصفح معين أو بعض مواقع التسوق الإلكتروني ومثال ذلك متجر أبل يتطلب كتفضيل متصفح من نوع سفاري، أو متجر أندرويد تفضل متصفح جوجل كروم. كما أن هناك مواقع لا تعمل بشكل جيد مع متصفح ما وتعمل مع صنف آخر.
2 - من أجل الحماية المثلى للحاسوب يوصى دوما بالمواظبة على تحديث برامج التصفح بصفة مستمرة.
3 - تدعم بعض المتصفحات خاصية أدوات الأمان التي من وظائفها فلترة أو ترشيح النوافذ المزعجة وغير الآمنة التي يمكن استخدامها في تسريب ملفات مؤذية تحتوي برامج خبيثة للكمبيوتر الشخصي، كذلك منع الإعلانات المزعجة، ومنها ما يتميز بخاصية "عامل تصفية الخداع" وتعمل على حماية البيانات الشخصية من السرقة.
4- المستخدم الذكي يتفقد دوما خاصية تنشيط الخيارات الخاصة بالتحذير ضد الهجمات والمحتويات المشبوهة باستخدام برنامج عنصر التحكم "أكتيف إكس" أو "فلاش" أو "جافا سكريبت".
5 - تعطيل خاصية الوظائف التي تقوم على تخزين المواقع التي تمت زيارتها والملفات المؤقتة والملفات النصية المشفرة (كوكيز).
6 - لا تدخل بيانات كلمات المرور لبريدك الإلكتروني، أو شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع إلا بعد أن تتأكد جيداً من توافر رمز https في بداية العنوان في المتصفح وكذلك علامة القفل بجانب العنوان.
7 – استخدام بروتوكول التصفح الآمن لا يمنع مزود خدمة الآنترنت من مراقبة عناوين الصفحات التي تزورها ولكنه يمنعه من معرفة محتواها وما تنقله من بيانات خلالها.
8 – أحياناً يكون ترخيص شهادات الأمان لمزود الخدمة منتهيا، أو يحاول مزود خدمة الاتصال اختراقها لذا قد يحذرك المتصفح بهذا الخصوص، أو ترى علامة القفل مكسورة بجانب العنوان.
9 – لا توفر بعض المتصفحات وظيفة التصفح الآمن إذا لم يحدد المستخدم تنشيطها واختيار خاصية https لتحوله على النسخة الآمنة للموقع في حال توافرها.
10 – تنصيب أحدث برامج الجدر النارية على مودم الاتصال وبرامج مكافحة الفيروسات وبرامج التجسس في أجهزة الحاسوب، وتفعيل خاصية ارتباطها مع المتصفح عند تحميل المرفقات أو اقتحام ملفات تجسس وبرامج خبيثة عبر المواقع التي تصفحها المستخدم.
منقوول