قراءة في ( اعدام الشهيد سيد قطب ..( اعدام أمة ) / فتحي عوض...
المفكر الاسلامي العملاق الشهيد سيد قطب ابراهيم الشاذلي ولد في قرية بصعيد مصر لوالدين طيبين شديدي التدين..طبعاه بطابع الصدق والوفاء والرجولة والانتماء الإسلامي العميق...
_ بدأ حياته كاتبا وشاعرا وناقدا وأديبا ..متأثرا بعباس محمود العقاد قبل اختلافه معه واتجاهه لتكوين نهج ادبي جديد..وهي فترة من ضياع وشتات فكري وصراع نفسي يستغلها اعداؤه وخصومه في الإساءة اليه قبل التوجه بكليته للمنهج الاسلامي.. على الرغم من بروز النزعة الأخلاقية العالية والأدبية الرفيعة في معظم مقالاته وكتاباته...منتهزين بعض افكار له متعارضة مع المنهج الاسلامي او مختلفة عنه قبل توجههه له توجها كليا شديد النبل والإخلاص...
_ كما اشتدت الحملات الشعواء عليه...بعد توجههه الاسلامي العارم ..ولكن ففيها الشهادة بإخلاصه للإسلام ووفائه الشديد لأمته..كونها لا تصدر إلا عن أعدائه وشانئيه من مبتدعي العلمانيات الغاشمة في امة الاسلام ..وانصارهم وأتباعهم...وأبواق الإعلام المرتزقة والمأجورة بهدف تزكية البدع العلمانية التي تتحطم على صخرة عالم فقيه ومفسر جليل لكتاب الله عز وجل وباعث ومجدد فكر اسلامي عريق...
_ وعندما كان الكثيرون من القوم يتزلفون من الملك فاروق ابتغاء جاه او رخرف أومتاع ..فقد كان الرجل المفطور على الصدق والوفاء من الد اعدائه وخصومه حتى تعرض لمحاولة الاغتيال من قبل حاشية الملك...
_ وفي بداية عهدها ومحاولتها تلمس الخطى قربته ثورة 23 يوليو عام 1952 م..ودعته مستشارا لها..فكان المدني الوحيد الذي يحضر اجتماعات مجلس قيادة الثورة..
_ لكن الرجل المفعم بالصدق والرجولة,, والوفاء للاسلام سرعان ما اختلف مع اعضائها ..إذ راى تلونهم والتواءهم وانحرافهم واتجاههم نحو انتهاج العلمانية منهجا في حكم الامة بدلا عن الاسلام..وقرر مقاطعة اجتماعاتها كما كان قرر من قبل الإستقالة من وظيفة المراقب المساعد لوزارة المعارف في العهد الملكي على خلفية عدم تبنيهم لاقتراحاته ذات الميول الإسلامية....
_ وإذ كانت الاحوال المعيشية والسياسية في تدهور مستمر وكانت حركة الإخوان المسلمين بقيادة الشهيد حسن البنا تلعب دورا بارزا في عجلة الإصلاح والتنمية والتوعية وتستقطب المثقفين الملتزمين ذوي الميول الإسلامية آنذاك فقد توطدت علاقة السيد بهم كحركة اسلامية طليعية تتخذ الاسلام منهجا واسلوبا للحياة يقود الأمة بل البشرية بأسرها الى الخلأص...
_ ولكن فيستحكم العداء وتستعر العداوة بين المنهج العلماني الحاكم
المبتدع لنظرية ( القومية العربية ) كنظرية سياسية جديدة..عرقية مختلفة عن مفاهيم وتصورات الإسلام.. متناقضة معه متنكرة له..بديلة عنه في حكم الأمة...
وبين الحركة الإسلامية المناقضة والمعارضة لحكم العلمانيات في أمة الإسلام ...
_ وعلى خلفية حادثة المنشية الفاشلة في اغتيال ( الزعيم ) ( القائد ) و ( الملهم ) في العام 1954 ..سواء كانت حادثة مخابراتية مدبرة أو غير مدمبرة..فيتم القاء القبض على معظم قيادات ورموز الحركة في القاء التهمة اليها وفي مقدمتهم المرحوم سيد قطب...
_ وهكذا تتم الشرعنة لمنهج غوغائي في حكم الأمة يأخذ الناس بتهمة الظن من جانب و ( جريمة ) الأعتقاد ( الإسلامي ) على نحو خاص من جانب آخر...في لبوس شعاراتية ومسوح ( وطنية ) و ( عروبية ) و ( قومية ) دون تمييز وتفريق ...
_ بل وتشيع أبواق الإعلام المرتزقة والمأجورة وتكيل التهم ( الخرافية )
للكاتب الاسلامي الكبير..على راسها أنه حفر القرآن لإخفاء مسدس ينتوي اغتيال ( الزعيم ).به....فتسري مثل هذه الخرافات في الأمة سريان النار في الهشيم..وحتى يومنا فلم يزل يوجد من يؤمن بمثل هذه الخزعبلات السخيفة والحيل والألاعيب المخابراتية الخسيسة ..وعلى اعلى المستويات...
_ ويُزج بالمفكر الإسلامي العبقري في غياهب السجون..برئة واحدة مع الحشاشين والجنائيين لمدة 15 عاما..في غرفة مخلعة الأبواب كي يتجمد بردا ويموت ( ميتة طبيعية )...
_ لكن ويمكرون ..ويمكر الله والله خير الماكرين..فيشاء عز وجل ان يظل الداعية الإسلامي الكبير على قيد الحياة رغم كل صنوف التعذيب...
_ وتستعر عليه رحمه الله حملات التشويه والتشهير من قبل أبواق الإعلام المأجورة ومرتزقتها الفاسدين المفسدين...فيشاع عنه تكفيره للمسلمين وجميع المجتمعات والنظم ووضعها في مرتبة الجاهلية..وهو رحمه الله لم يكفر مسلما بعينه أو مجتمعا بذاته أبدا..
ولكنه كتب يقزم العلمانيات الغاشمة في امة لا اله الا الله محمد رسول الله
والبدع الوثنية والضلالات الحزبية...
ويشهد له في ذلك اجل واكبر علماء وفقهاء الامة وأعلام المسلمين..
منتهزين اشاراته المتكررة لمصطلح ( الجاهلية ) كحكم من أحكام القرآن الكريم في قوله عز وجل ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون...)
_ ويسير الجناة العتاة في انتفاخ جهل وجاهلية بأمة معصوبة العينين بالشعارات الحمراء وطنيا وقوميا وعروبيا..وخضم حالة من الغوغاء والفوضى الغير مسبوقة في تاريخ الامة الا نادرا..وتطبيل وتزمير ل ( القائد ) و ( الزعيم ) ( الملهم ) و ( الخالد ) ( المتأله ) في القوم تصل وتتعدى حدود التأليه...
_ فكأنه كان ( المطلوب منه ) رحمه الله جحود وإنكار آي القرآن العظيم..التنكر له أو الغائه..والهتاف والتصفيق للعلمانيات الغاشمة في
( امة التوحيد ) الخالص ..امة لا اله الا الله محمد رسول الله ..والتطبيل للزعيم المتأله في القوم والتزمير مع المطبلين والمزمرين...
_ وفي خضم التطبيل والتزمير والهتاف والتصفيق..في خضم الحالة الهجينة من الفوضى العارمة والغوغاء الخسيسة..تُعقد محكمة ( عسكرية ) صورية لأحد أكبر عمالقة الفكر الإسلامي والصحوة الإسلامية الحديثة يقوم عليها ثلاثة ضباط جهلة أغرار ومغرورين..لا صلة لهم بقضاء أو قانون..ليتبين للأمة فيما بعد الإرتباط الوثيق لإثنين من اعضائها بالمخابرات الأمريكية وبراءة الثالث من هذه التهمة ( حسين الشافعي ) واعترافه ب ( الخطأ ) تجاه ما وقع لهذا الفقيه النبيل والعالم الجليل... في نظر الأنقياء المخلصين ( الجريمة الفظيعة ) و ( الخطيئة ) الشديدة الخسة والتوحش..في ازدراء كرامة وقيمة الإنسان..والأستهتار الشديد بدماء وحُرمات المسلمين...
_ حيث يُصار فيها الى الحكم على المفكر الإسلامي الجليل بالإعدام....؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!
_ الاعدام....؟؟؟؟!!! لصاحب ( في ظلال القرآن..ثمانية مجلدات..32 جزءا ) و ( معالم في الطريق ) و ( هذا الدين ) و ( العدالة الإجتماعية في الاسلام..) و ( المستقبل لهذا الدين ) و ( التصوير الفني في القرآن..) و ( الإسلام والسلام العالمي ) و ( قيمة الفضيلة بين الفرد والجماعة ) و ( مشاهد القيامة في القرآن...) و...عشرات الكتب الفكرية والنقدية والأدبية الرفيعة..و مئات المقالات الاجتماعية والسياسية والانسانية البليغة...؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
_ الإعدام لإنسان ..؟؟؟!!! شديد الرقة ودماثة الخلق...وعالم مفسر جهبذ وفقيه نبيل أصيل جليل...؟؟؟؟!!!!!!!
وفي هذه الأمة ( ......
_ أم محاولة اعدام عقيدة امة ..لحساب...
_ أم اعدام امة والاجهاز على طلائعها الريادية وذبحها من الوريد الى الوريد..
_ امة يراد لها ان تعبد ( الحاكم ) المتأله دون الله عز وجل ..؟؟؟؟!!!! فلا تقول في وجهه ( لا ) أبدا...؟؟؟؟؟!!!!!
_ على تطبيل وتزمير ..وهتاف وتصفيق..وفوضى وغوغاء لا ( حدود لهما ولا سدود...)
_ نقيض الحدود الجغرافية والسدود الغير طبيعية...؟؟؟؟؟!!!!
_ أمة تسير معصوبة العينين...عقلها وذهنها في سبات عميق....؟؟؟؟؟!!!!
_ أمة لا كرامة لإنسانها..ولا قيمة فيه لدم ولا روح.....؟؟؟؟؟؟!!!!!
_ أمة تتشدق بالشعارات الملتهبة الحمراء.. والوطنيات حتى الوثنية والصنمية منها...ولا رصيد واقعي أو حقيقي ولا زاد....؟؟؟؟!!!!!!!
_ ولكن فغوغاء ..على غوغاء على غوغاء..إذا اخرج يده لم يكد يراها...
_ ( ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور.....)
_ فتغدو أمة الهزائم الممضة ..والإنتكاسات المريرة..والتخلف..والانحدار والاندحار...
_ وهل الامة التي تنحط فيها قيمة وكرامة ابنائها ..ويُعدم رجالها الأوفياء المخلصون..وتُهدم اركانها..أمة تنتصر...؟؟؟!!! أو يمكنها أن تنتصر....؟؟؟؟؟؟!!!!!!
_ وإن كان لنا الاعتقاد أن تقصير الحركات الإسلامية المعاصرة في تقديم النموذج الاسلامي النير المستنير في حكم الأمة وطنيا وإنسانيا لن يبرءها أمام وجه الله عز وجل...
_ النموذج الاسلامي في حكم الأمة ..النموذج العقائدي الانساني العارم التوجه منهجا وسلوكا...النموذج التحرري الوطني والإنساني في آن واحد..نموذج الكفاية والعدل والمساواة واحترام حقوق الانسان وقيمته وكرامته دون تمييز .. نموذج التقدم البشري والحضارة الاسلامية الانسانية العارمة التوجه والإنتماء...
_ وليس المظاهر الجوفاء الخاوية من الأشكال والطقوس والدروشة الهبلاء..
_ ولا التعصب والإنغلاق والمظاهر البالية من صور وأشكال وأنماط بائسة وكئيبة في لبوس من التدين والإسلام...
_ ولا أنماط متخلفة مقيتة من العنف..ومغثية من سفك دم أواهدار كرامة أو قيمة إنسان...
_ ولا الجمود فالتخلف في مسيرة بشرية متحركة وعالم معاصر شديد التسارع على شتى صعد الحياة...
وفينا ( إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها....)
_ وهكذا...على نحو ما تقع فيه اليوم هذه الأمة المنكوبة...بين هُوّتي ..العلمانيات الغاشمة المناقضة لمنهج العقيدة والتوحيد من جهة...وبين مظاهر واشكال من طقوس قاصرة وعاجزة ..عقيمة وسقيمة في صور وهيئات من التدين والاسلام ..لا قيمة لها أو شأن بإسلام...
_ ولكن منهج الاسلام فصور حية وأنماط بديعة من الحياة رفيعة وباسقة من القرآن العظيم والأحاديث الشريفة تعمرها الروح وتسير في عروقها الدماء..تتحرك على الأرض وتمشي نابضة حية..مفعمة بالعقيدة والتوحيد والاسلام..كأبي بكر وعمر وأبي عبيدة وخالد وصلاح الدين وعمر المختار... وعثمان ومصعب
_ وإن كان...رغم كل شيء..ف ( المستقبل لهذا الدين ) ..وإن فقط بقوته العقائدية والإنسانية العارمة الكامنة فيه فحسب,,وحتى يعم البشرية بأسرها.. بإذن الله بشارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ..المبعوث بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا للعالمين...
_ والآن فيطلب اليه الجناة العتاة ان ( يعتذر.....).....؟؟؟؟؟!!!!!
_ وعم يعتذر........؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
_ ويتدخل لدى اجهزة الحكم خلق كثير..وعلى راسهم كبار شخصيات من جميع انحاء العالم العربي والإسلامي...!!!!!!!!
_ لكن...وإلا ان ( يعتذر....)....؟؟؟!!!!!!
_ وعم يعتذر.....؟؟؟؟؟؟!!!!!
_ لكن فيأبى بعزة الله ورسوله وعنفوان نفس حرة وأبية فُطرت على الرجولة والإخلاص والوفاء الشديد ويجيب رحمه الله ( إن السبابة التي تشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله لتأبى ان تكتب حرفا تُقر به حكم طاغية...)..
_ إلى ذلك..فيبيح لزملائه من المحكومين بالإعدام الاعتذار..ولكن فلا يُرخص ذلك لنفسه.....!!!!!! معللا ( ان الرخصة غير جائزة لأولي عزم....)
_ وأخيرا فتأتيه اخته الكبرى باكية متوسلة اليه ان ( يعتذر ) من جلاديه...؟؟؟؟!!!!
حبا بأخيها وضنا على الموت بمفكر اسلامي جهبذ عملاق..نبيل وجليل...
_ ويرثي لحالها ..لكن فيقول وهو العلامة ذو علم لما علمه الله عز وجل وجل ( عم اعتذر يا اختاه...؟؟؟؟!!!!
عن لا اله الا الله محمد رسول الله...؟؟؟؟!!!! يا اختاه...والله لقد جاهدت خمسة عشر عاما كي أنال مثل هذه الشهادة....؟؟؟؟!!!!!
_ فيطفر الدمع في عينيها...حزنا..انها تعرف هذا الرجل الجهبذ الوفي النقي التقي الأصيل....
_ وهكذا...ويساق عملاق الفكر الاسلامي الحديث الى ساحة الإعدام...!!!
_ وهنا الآن فتظهر في حراسة هذه الساحة ومنصة اعدام فقيه وعالم الامة على أرضها الدبابات وفي سمائها الطائرات التي والله ما رات الامة مثلها في خزي وعار 1967 ......!!!!!!!
__ و.................................!!!!!!!!!
_ حسبنا الله ونعم الوكيل..ولا حول ولا قوة الأ بالله العلي العظيم.....؟؟؟؟؟!!!!
_ اي عقل كريم..حر أبي نقي...اي قلب طيب.. مخلص وفيّ تقي...؟؟؟؟!!!!!
يمكنه التصديق.....؟؟؟؟؟!!!!!
_ ان يُعدم في هذه الأمة إنسان بريء..ان يقول ربنا الله ورجل حر نقي تقي مثل السيد قطب.....؟؟؟؟؟؟!!!!
_ وأن يتأرجح في الخواء...ويتطوح في الهواء إنسان ورجل مثل السيد قطب......؟؟؟؟؟!!!!!
_ ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم..وإنا لله وإنا اليه راجعون....)
( أحسب الناس أن يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون )
( وما تقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والارض والله على كل شيء شهيد....)
(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ...)