عام 2005 كتبت هذه الكلمات
واجدنى مجبرا على اعاده نشرها فمازالت الجريمه مستمرة
مازالت جريمه طمس الهويه العربيه مستمرة
ومازالت جرائم تشويه وجدان ابناء الشعوب العربيه مستمرة
جمال النجار
اليوم 23 ديسمبر
اعرف هذا اليوم جيدا
واتذكره جيدا
ولكن
لا يمكن ان يكون هو
مؤكد هناك شىء خطأ
فقد قرات جرائد الصباح ولم اجد اى اشارة الى ذلك اليوم
وتابعت وسائل الاعلام المصريه والعربيه ولم اجد اى شارة اليه ولو من بعيد
مؤكد ان الذاكرة خانتنى
او
ان اليوم هو اليوم ولكن الوطن لم يعد هو الوطن
وعدت الى اوراقى وشعرت بغصه كبيرة ومرارة فشلت كل وسائلى فى محوها
شعرت بالغضب والغربه فى وطن ينسى يوم 23 ديسمبر ذكرى عيد النصر
واسمحوا لى ان اتذكر فى رحابكم القصه ربما تتفهمون اسباب غضبى وتدركون اسباب غربتى
فهذا اليوم كتبه الرجال بدمائهم فى تاريخنا
هذا اليوم حفره الشهداء بارواحهم على صفحات التاريخ ..تاريخنا
عيشوه معى من البدايه لتدركوا ما اعانيه
الزمان 26 يوليو عام 1956
المكان: ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية
الحدث: الرئيس المصرى جمال عبد الناصر يعلن تأميم شركة قناة السويس البحرية لتسترد مصر قناتها وتستفيد من دخلها فى بناء السد العالى
وكرد على رفض أمريكا تمويل مشروع السد رغم معرفتها بمدى أهميته لمصر وإجبارها للبنك الدولى على رفض تمويل المشروع وقد احتوى الرد الامريكى على بعض العبارات التى اعتبرها جمال عبد الناصر محاولة لإهانة مشاعر العزة والكرامة القومية لمصر وانه يجب أن يكون هناك رد قوى يستعيد لمصر هيبتها ويحافظ على عزتها وكرامتها فكان قراره بتأميم قناة السويس ( لا تندهشوا فقد كان لنا كرامة وعزة قومية نفتديها بالدم )
وتتآمر انجلترا وفرنسا وإسرائيل ويتفقون على مهاجمة مصر لتعيد انجلترا احتلالها لمصر وتستعيد فرنسا سيطرتها على قناة السويس وتستولى إسرائيل على سيناء كخطوة جديدة على طريق إنشاء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات
ويبدأ العدوان الاسرائيلى على سيناء يوم 29 أكتوبر عام 1956
ويبدأ القصف الجوى من طائرات فرنسا وانجلترا على مصر يوم 30 أكتوبر وبدأ الإنزال الجوى للقوات الإنجليزية والفرنسية على مدينة بور سعيد المصرية يوم 5 نوفمبر 1956
ومن على منبر الجامع الأزهر بالقاهرة يعلن الزعيم جمال عبد الناصر
انه إذا كان قد فرض علينا القتال فلن يفرض علينا الاستسلام
سنقاتل .. سنقاتل .. سنقاتل
وتهب مصر كلها لتجاوب نداء ابنها
وتشتعل مدينة بورسعيد بعدما أضاء أبنائها أنفسهم شموعا تحترق لتنير لوطنهم الطريق إلى الحرية والكرامة والشرف
كانوا يقاتلون والشعب كله يصرخ
الله اكبر
يا هذه الدنيا أطلى واسمعي جيش الاعادى جاء يبغى مصرعى
بالحق سوف أصده وبمدفعى فإذا فنيت فسوف أفنيه معى
وتقوم طائرات الدول المعتدية بتدمير مقر الإذاعة المصرية للقضاء على صوت العرب وبعد اقل من عشر دقائق وبدون اى تخطيط مسبق تعلن إذاعة بيروت هنا صوت العرب من بيروت وتعلن إذاعة عمان هنا صوت العرب من عمان
ويقوم أبطال سوريا بتدمير خط نقل البترول إلى أوروبا ويشتعل العالم العربى كله بالغضب
ويختلط الدم المصرى بالدم السورى عندما يستشهد البطل الملازم السورى جول جمال مع زملاؤه المصريين بقيادة البطل جلال الدسوقى وهم يتصدون للبحرية الفرنسية والإنجليزية بلنشاتهم أمام سواحل بورسعيد
ويعلن العمال العرب فى كل الموانى العربية الإضراب وعدم التعامل مع سفن الدول المعتدية وطائراتها فى جميع الموانى والمطارات العربيه
وتتقف حركه التجارة بين العالم العربى واوروبا
وهو موقف كان له تاثيره القوى حيث اثار غضب الراى العام الاوروبى ضد العدوان بعد ان تاثرت المصالح الاقتصاديه للكثير من الشركات والدول الاوروبيه
( وهو درس قوى لنا اليوم حيث اوضح لنا بمنتهى الصراحه والوضوح ان المصالح الاقتصاديه اهم وسيله للضغط على الشعوب والحكومات الغربيه درس تناسيناه للاسف الشديد ففقدنا واحدة من اهم اوراق الضغط فى ايدينا )
وينطلق الأحرار فى العالم كله ليتظاهروا تأييدا لمصر فى قتالها ضد المستعمر
وتصدر حكومة الاتحاد السوفيتى إنذارها الشهير بتدمير لندن وباريس إذا لم تنسحب القوات المعتدية
ويفشل العدوان وتجبر الدول الثلاثة على الانسحاب بعدما انتصرت إرادة مصر وتنسحب جيوش الدول المعتدية تجر ازيال الخيبة والعار
وتتخذ مصر يوم 23 ديسمبر عيدا للنصر الذى دفع الرجال ثمنه بدمائهم وأرواحهم ومن الواضح اننا تناسينا كل ذلك
ترى
هل اصبحنا نخجل من ذكرى انتصارنا ؟؟؟
هل توجد امه غيرنا تخجل من انتصاراتها ؟؟؟
هل تناسى الاعلام المصرى عمدا ذكرى عيد النصر حفاظا على مشاعر انجلترا وفرنسا واسرائيل ؟؟
ام تناسها عمدا حتى لا تدرك الشعوب العربيه ان فى تاريخها انتصارات تستحق ان تحتفل بها ؟؟؟
ام تناساها عمدا حتى لا تدرك الشعوب العربيه انها سبق ان صمدت وقاومت وانتصرت رغم التفوق الهائل والكبير للدول المعتديه عسكريا
وهو ما يكشف ان جميع المبررات التى تقدمها النظم العربيه الحاكمه اليوم من ان التفوق العسكرى لاعدائنا هو السبب الوحيد لخنوعنا واستسلامنا لهم اليوم ؟؟
ام لكل هذه الاسباب
ان انتصار الاراده العربيه فى معركه بورسعيد يكشف ان هذه الامه تمتلك القدرة على التحدى وتستطيع اذا ارادت ان تفرض ارادتها على العالم اجمع
وان الخنوع العربى اليوم فى مواجهه امريكا واسرائيل ليس بسبب تفوقهم عسكريا ولكن بسبب خيانه النظم العربيه الحاكمه
يا ابناء الشعوب العربيه
انهضوا من غفلتكم
لستم ضعفاء
واوطانكم ليست ضعيفه
بل ان اواطنكم تستطيع ان تفرض ارادتها على العالم اجمع اذا ارادت
انتبهوا فمستقبلكم ومستقبل ابناؤكم واوطانكم فى خطر كبير بسبب خيانه الحكام العرب
انتبهوا قبل فوات الاوان
اغضبوا وثوروا فلا نمتلك طرف الوقت
واليأس ترف ليس من حقنا الاستمتاع به
تحية إلى الرجال أينما كانوا
واسمحو لى أن أحيى بعضهم
البطل
محمد مهران
والذى اشترك فى العديد من العمليات الفدائية فى بور سعيد وأسره الإنجليز ونقلوه إلى قبرص وخيروه أن يوجه رسالة إلى المصريين عبر الإذاعة يسب فيها جمال عبد الناصر ويطالب المصريين بالاستسلام أو يفقدونه بصره
ورفض البطل وفضل أن يعود إلى مصر فاقد البصر وكانت عملية من اكبر الدلائل على خسة ونذالة الاستعمار وتخليه عن اى مشاعر إنسانية
البطل
سيد عسران
قام بالعديد من العمليات الفدائية واشهرها قتله لضابط المخابرات الانجليزى جيمس ماكدونالد وليامز والذى ذاق المصريين العذاب على يديه
البطل
محمد حمد الله
اشترك فى العديد من العمليات الفدائية وكان اشهرها اختطافه للضابط الانجليزى مورهاوس والذى أحدث ضجة عالمية حيث أنه كان يمت بصلة القرابة لملكة انجلترا
إنهم نماذج من الرجال الذين نسيناهم ضمن أشياء كثيرة نسيناها
ترى هل هناك من يتذكر أن الشعوب لها كرامة ومشاعر عزة قومية يجب الحفاظ عليها ولو افتديناها بالأرواح كما فعل الرجال
أم هى أيضا أشياء قابلة للنسيان ؟؟؟؟
جمال النجار
مواطن عربى لا يريد أن ينسى
</b></i>