السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقات الجميع بكل الخير
طبتم وطاب مسعاكم وممشاكم
في هذه الجلسة الحوارية أحببت أن أتبادل معكم أطراف الحديث
حول موضوع أتصور أنه يلامس صفحات حياتنا اليومية بشكل مباشر . ألا وهو صراع الآباء والأبناء , وخاصة الأبناء الكبار منهم.
وهو بإعتقادي صراعٌ باردٌ دون مواجهةٍ مباشرة
و ليس بصراعِ الأحقادِ والأشرارِ والأعداءِ
إنما هو صراعٌ من نوعٍ مختلفٍ
صراعُ الجيد والأجود . صراع الحسن والأحسن .
هو صراعُ الأفكار بين جيلين مختلفين في الأزمنة والأمكنة
كلٌ منهم يريد أن يفرض وجهة نظره على الآخر
في إعتقادٍ منهم أنه على الموقفِ الصحيح
ننطلق للحديث عن هذا الموضوع
من مقولة للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
حيث قال : لا تربوا أولادكم على ما ربيتم عليه فإنهم
خلقوا لزمان غير زمانكم ومكان غير مكانكم
و هذه العبارة هي درس بحد ذاته، و من ضمن المشاكل التي نعانيها الآن فعلا في مجتمعنا العربي هو تفشي ظاهرة قد لا تظهر نتائجها الكارثية إلا على المدى الطويل،
وهنا نجد أنفسنا أمام ظاهرة يجب تفاديها بكل عناية ودقة
حيث قِيل : أنه تحصل بين الأب والأبن علاقة تُشبّهُ " بغيرة الأقران "
حيث يشعر أن الأبن الكبير قد وصل إلى مرحلة سيقود زمام الأمور في المنزل وأن دوره " أي الأب " يضمحل تدريجياً وسيصل إلى مرحلة يتقاعد فيها من ممارسة دور السيطرة على العائلة في قيادته لها على مدى طويل من الزمن وهذا ما يدخله في صارع داخلي مع نفسه جراء هذا الأمر
فتحصل شِبه الحروبِ الباردة . حيث يقف كل طرف عند رأيه فالوالد , يصر على رأيه في أمور المنزل وخاصة مستقبل وتطور حياة الأولاد . وينطلق من خوفه عليهم ومن حرصه الكبير على مصلحتهم وخبرته في الحياة وأنه أدرى بما هو الأفضل لهم
ومن جهة أخرى نجد أن الأبناء يطرحون فكراً مغايراً كلياً حيث يعتقدون أنهم يجب أن يكشفوا ثبر أغوار حياتهم بأنفسهم . وأنهم يجب أن يجربوا ويخططوا لمستقبلهم لأنهم هم الذين سيعيشون هذا المستقبل ليس الأب
ومن جهة أخرى لو أتينا الى الأم مع بناتها . فحين تصل الفتاة الى مرحلة النضوج ومرحلة تصل فيها الفتاة الى تقرير مصيرها نرى تدخل الأم وبقوة في تقرير هذا المصير وهذا التدخل بالتأكيد جاء نتيجة الحرص على ما هو أفضل لابنتها من حيث الدراسة وإختيار الزوج الذي تراه مناسب لابنتها وحتى التدخل في تفاصيل لبس ومكياج ابنتها وحتى أدق التفاصيل
وبالمقابل نرى أن الفتاة ترغب في تقرير مصيرها مع الشاب الذي تحب أن يشاركها بقية حياتها عن حب واقتناع وثقة في دقة الإختيار ..
هنا نرى صارعً لكن ليس صراع التضاد .إنما هو صراع التفاضل
بمعنى أنه بالتأكيد أن الوالدين لا يريدنا لأولادهم إلا الأفضل
لكن السؤال هنا : هل هذا الصراع هو تناقض الأفكار ؟؟
أم أنه صراع الأجيال ؟؟
أم أنه صراع الجيد و الأجود والحسن والأحسن ؟؟
أم أنها الطريقةُ الغيرُ صحيحةٍ في قواعد التربية التي لم تربي الأولاد على المشاركة بالقرار وشؤون المنزل منذ الصغر ؟؟
وبعد أن نضع يدنا على مكمن الداء يسهل عليها إيجاد الدواء
وهنا نأتي لطرح السؤال التالي : ما هي أفضل الطرق لتلافي هذه المشاكل داخل المنازل بطريقة وأخرى
ولكم مني أيه الأحبة وافرُ التقديرِ والإخلاص