مفهوم الحرية ودعوة للحوار

مفهوم الحرية :
لم يكن مفهوم الحرية في أي شرع أو دين مطلقا بدون قيود تضبطه وتحدد معالمه وتضع كل شيء في نصابه الصحيح ، وقد اتضح هذا الأمر في الإسلام باعتباره الدين الخاتم والرسالة الخاتمة والنبي الخاتم قال تعالى : شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )
وقال الفقهاء: شرع ما قبلنا شرع لنا ما لم يرد ناسخ
ومن هنا يمكن القول : إن الله حدد حدودا وشرع شرائع ينتهجها الناس في كل زمان ومكان ويسيرون عليها قال تعالى : وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله
والسبيل هو المنهج الطريق الدين التعاليم وما شاكل ذلك
قال تعالى : أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم
ومن خلال هذه المقدمة أقول : إن الناس حين ينطلقون على وجوههم محطمين الضوابط ومتجاهلين الأعراف والقيم لأي نظام أو أية أمة يكونون مخطئين خطأ فاحشا ذميما إذاهم فسروا الحرية من منطلق أنا حر حرية مطلقة
لا ورب الكعبة لا حرية مطلقة في أي شرع أو دين
الحرية التزام بالضوابط والقوانين والأعراف واللوائح والقيم لكل أمة أو نظام أو قبيلة أو بيت أو أسرة صغيرة
وهاهم الأعراب الأُوَل نادوا رسول الله من وراء الحجرات فأنزل الله عتابا أن انتظروا الرسول حتى يخرج إليكم قال تعالى : إن الَّذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم
وهكذا نفهم أنا لست حرا فيما يسيء ويضر الآخرين
أنا حر فما ينفع ويسر و من منطلق ما يحافظ على حرية الآخرين
أخي أختى لا تخالف الضوابط وإن كلفتك المشقة أحيانا ففي النهاية فيها راحتك وراحة المجموع
يوم حدث السونامي الأخير باليابان حرص كل ياباني أن يأخذ من المجمع قوت يوم واحد فلما سئل قيل له لماذا لا تزيد قال الياباني أترك لغيري فنحن الآن في مشكلة لا بد من الإيثار والتعاون
ألم يقل الإسلام هذا بوضوح ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة
فلنحافظ أحبتي على مصر جميلة منظمة منضبطة حتى تنكشف الغمة وتعود إلى خط الانتظام بنا نحن لا بغيرنا ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه
أرجو مشاركتكم بجميل رأيكم
طبتم وطابت أوقاتكم
بقلم عبد الحي بدر

أستاذنا الكبير الهادف أ/عبد الحى بدر
ليس هناك مكان لمزيد
كل ما ذكرته هو عن الحرية المسئولة
حرية المجتمع وحرية الفرد
الحرية التى تبنى ولا تهدم
التى تؤمن ولا تخون
الحرية التى ترفع الأخلاق وتهدم الرذائل
اذا كانت هكذا
فألف أهلاً بها
والا تحولت الى فوضى
وعندها نقول فلتذهب كل الحرية الى الجحيم
أخى /عبد الحى
شكرا جزيلا

أخي الفاضل الأستاذ محمد أبو يوسف طابت أوقاتك بكل الخير وقد أثلجت صدري مداخلتك الراقية وتعقيبك الجميل وخطابك المهذب
وأرجو من كل أديب وداعية أن ينشر هذا المقال وأن يوجه لمجتمعه ولو كلمة واحدة فما أحوجنا الآن إلى التناصح
ودمت أخي بكل الود